قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق عضو هيئة كبار العلماء: لا أدري سببا لانشغال الناس بالحكم على من مات بسبب من الأسباب هل هو شهيد أو لا؟ فمن مات فقد انتقل إلى ربه ووصفنا له بالشهيد من عدمه لن ينفعه أو يضره، فالله وحده هو من يفصل في أمره، وإذا تحدثنا عنه فإنما هو من باب فهمنا للنصوص التي وصلتنا في كتاب الله وسنة رسوله، دون إسقاط للحكم على شخص بعينه أو القطع بأنه شهيد أو لا.وأضاف شومان عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك، قائلا: "نقول من مات بكذا كما علمنا من النصوص فهو شهيد أما عن فلان بذاته فالله أعلم بكونه من الشهداء أو لا، ومن خلال استقراء النصوص الواردة في شرعنا نفهم أن من مات بجائحة عامة فهو من الشهداء.واستشهد شومان بما روي أن أم المؤمنين عائشة سألت رسول الله عن الطاعون فأعلمها "أنأَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ» رواه البخاري، وعنه أيضا: «الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ». وفي الحديث المتفق عليه:"الشهداء خمسة :المطعون والمبطون،والغريق، وصاحب الهدم ،والشهيد في سبيل الله"وهذه النصوص الصحيحة وغيرها توجب علينا من باب البشير للناس والمواساة لأهل الميت القول: بأن من مات بجائحة تشمل الطاعون وغيره فهو شهيد بإذن الله.وتابع: لا داعي لهذا الجدل الدائر بين البعض، فكما قلت الأمر في النهاية لله وليس للبشر ووصفنا له بالشهيد أو نفي الشهادة عنه لن يثبت أو يسلب عنه حكمه عند الله، والأولى من ذلك أن تتوجه جهود العلماء لحث الناس على ضرورة الالتزام بالتعليمات الوقائية الصادرة عن جهات الاختصاص وبيان أنها ملزمة كأنها طلبت بنص شرعي، وأن مخالفتها حرام، وإلقاء بالنفس في التهلكة وقد نهينا عنه{...ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة...} حفظكم الله من كل سوء ورفع عن بلادنا الوباء والبلاء.
مشاركة :