إيران تستثمر سياسيا في أحداث اقتحام الكابيتول

  • 1/7/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - تحاول إيران استغلال أحداث اقتحام مبنى الكابيتول من قبل انصار الرئيس الاميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب سياسيا بالرغم من التعاطف الذي ابداه عدد من قادة الدول مع الديمقراطية الاميركية وتنديدهم بالعنف. وفي هذا الصدد اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس أن الديمقراطية الغربية "هشة وضعيفة"، محذرا من صعود "الشعبوية". وقال روحاني في كلمة بثتها محطة التلفزيون الرسمية "ما لاحظناه في الولايات المتحدة الليلة الماضية واليوم، أظهر أولا وقبل كل شيء مدى ضعف الديمقراطية الغربية وهشاشتها".واكد روحاني ان ترامب اساء لسمعة الولايات المتحدة داعيا من يصلون إلى البيت الأبيض (في إشارة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن)، إلى أن يعيدوا "الشعب الأميركي إلى المستوى الذي يليق به وإلى ما يتماشى مع مقتضيات المجتمع الدولي". لكن حديث روحاني عن هشاشة الديمقراطية الغربية هو رسالة للداخل بتحذير كل الاطراف المعارضة للنهج الايراني والمطالبة بالتعددية والديمقراطية بان طريقهم مسدود وبانهم يعولون على نموذج هش ويمكن ان يؤدي الى زعزعة الاستقرار. وكانت ايران شهدت الاشهر الماضية احتجاجات شعبية عارمة مناهضة للسلطة واجهتها الحكومة بكل عنف حيث ادى القمع الى قتل وجرح عدد من المتظاهرين واعتقال اخرين وسط تنديد من قبل المنظمات الحقوقية. كما تورطت المخابرات الايرانية طوال السنوات الماضية في عمليات اغتيال معارضين للجمهورية الإسلامية في عدد من الدول بل وتورطت الاجهزة الإيرانية في محاولة تفجير اجتماع للمعارضة في عدد من الدول الأوروبية. وعداء إيران لقيم الديمقراطية الغربية يأتي استنادا لفكر السياسيين الإيرانيين المبني على الإقصاء والتفرد بالحكم وزعزعة استقرار الدولة ومحاولة الهيمنة. وتستعد ايران لإجراء انتخابات رئاسية في إيران المقررة في يونيو/حزيران 2021 وسط مناخ من التوتر السياسي ونزعة اقصائية وانتقامية وغياب تام للشفافية مع تصاعد نفوذ المحافظين. ويعيش الشعب الإيراني تحت وقع سلطة متشددة ترفض كل الافكار المخالفة وتنتهك حقوق التعبير وحرية الصحافة وكل مقومات الحياة الديمقراطية. وخارجيا تحاول إيران الإيهام بان الولايات المتحدة تعيش فترة ضعف وانقسام داخلي وان الحكومة الأميركية غير قادرة على مواجهة أطماع طهران ومحاولات الهيمنة على المنطقة ودعم الميليشيات الإيرانية لإثارة الفوضى حيث تتمنى الحكومة الايرانية ان تؤدي الاحداث الى ارباك السياسة الخارجية الاميركية وبالتالي تخفيف الضغوط عليها. ويحاول الرئيس الإيراني الانتقام من ترامب الذي مارس سياسة تشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي. لكن ما يغيب عن روحاني هو ان الديمقراطية الاميركية عريقة ويمكنها تجاوز الأزمات عبر مؤسسات قوية وتحترم القانون. ويرى مراقبون انه رغم الأحداث الأخيرة في الكابيتول والتي ستخلف تداعيات كبيرة داخل الولايات المتحدة لكن هنالك ثقة بإمكانية المؤسسات الأميركية العريقة تجاوز تلك الأحداث وإعادة الاستقرار السياسي.

مشاركة :