«الزائر الدولي القيادي» يوسع مدارك المشاركين فيه وينمّي تجربتهم المهنية

  • 1/8/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في العام 1940 أطلق قسم التبادل التجاري والحضاري في الخارجية الأمريكية برنامجًا لـ«التبادل الثقافي»، استقطب حينها نحو 130 صحفيًا من أمريكا اللاتينية.كانت حينها الولايات المتحدة الأمريكية تخوض حربًا باردة مع الاتحاد السوفيتي، إذ برزت الحاجة لتكوين فهم أفضل عن الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما في دول شكلت نقاط مؤثرة على خريطة هذه الحرب، هذه الحاجة ترجمت بعد ثمانية أعوام بقانون أقرّه الكونغرس الأمريكي حول التبادل المعلوماتي والتعليمي، ما أسس لمظلة تشريعية أتاحت أمام الخارجية الأمريكية تطوير هذا البرنامج وتنوعه، ليصبح برنامج تبادل مهني يتيح أمام القيادات الشبابية الناشئة والحالية التعرف على تنوع مجالات الحياة في الولايات المتحدة، وتبادل الخبرات المهنية والاطلاع على نماذج فريدة تميزت بها قطاعات عدة في الولايات المتحدة، ليصبح البرنامج الذي بات يحمل اسم «الزائر الدولي القيادي» دوليًا ويستقبل زوارًا من مختلف أنحاء العالم، ويحظى بتمويل من مكتب الشؤون التعليمة والثقافية في الخارجية الأمريكية.هنا في البحرين، منذ العام 1973، استفاد نحو 606 بحرينيين من مجالات مختلفة من الزائر الدولي القيادي، عبر برامج تنوعت ما بين المجالات السياسية والإعلامية والثقافية والفنية لقيادات شبابية شاركوا في البرنامج خلال الأعوام الماضية، وتحدثوا إلى «الأيام» عن تجربتهم.المخرج محمد إبراهيم: تجربة أثرت معرفتي في عالم السينمايرى عضو نادي البحرين للسينما المخرج محمد إبراهيم ان البرنامج شكل نقطة مهمة في حياته المهنية، حيث تمكن من الاطلاع على الطرق الإبداعية لصناعة الأفلام في الولايات المتحدة.يقول محمد: «في العام 2019 شاركت في البرنامج الذي يركز على صناعة الأفلام الوثائقية والمستقلة، ويستهدف تعزيز موقع الفيلم في البحرين، بالطبع السفارة الأمريكية لدى البحرين تعتبر شريكا فعالا في دعم مسابقة نادي البحرين للسينما، ومهرجان البحرين السينمائي الذي نتطلع إلى إقامته في مطلع العام القادم».يشير إبراهيم الى أن مشاركته في البرنامج فتحت أمامه آفاقًا نحو المعرفة في تفاصيل فنية وإبداعية كثيرة، كذلك تشكلت أيضًا نواة للتواصل مع المشاركين الآخرين في البرنامج الذي مازال يتواصل معهم.ويقول إبراهيم: «كنا نحو 17 شخصًا من بلدان عربية مختلفة، كلٌ منا صانع محتوى إعلامي، والكثير من النقاشات التي كانت تدور خلال البرنامج أجد أنها كانت تحمل فائدة كبيرة وإضافة لكل منا».وأضاف: «من اللافت أيضًا في البرنامج هو احترام الخصوصية الدينية والحضارية والثقافية للمشاركين، فمثلاً يراعون الكثير من التفاصيل التي تتعلق بديانتك، وما هو مقبول وليس مقبول احترامًا لحريتك الدينية والفكرية والاجتماعية، وهذا أمر أقدّره كثيرة في الجهة المنظمة للبرنامج».راشد الحمر: البرنامج جعلني أكتشف البلد مجددًا رغم دراستي فيهمن جانبه، يؤكد عضو مجلس إدارة مؤسسة «الأيام» نائب رئيس جمعية الصحافيين البحرينية راشد نبيل الحمر أن البرنامج يضع المشارك امام تجربة تثيري معلوماته، عبر الاطلاع على الحياة السياسية ونموذج الصحافة الأمريكية. يقول الحمر: «شاركت في برنامج (الزائر الدولي القيادي) في العام 2013، وتحديدا في برنامج (ادوارد مورو) الذي يحمل اسم الصحفي والمراسل الإذاعي الشهير الذي لمع نجمه خلال الحربة العالمية الثانية في التغطيات الحربية. كان البرنامج متخصصا في مجال الصحافة». وتابع «كان البرنامج الذي قدم باللغة العربية يضم نحو 15 صحفيًا من المنطقة العربية، ويهدف بالأساس للتعريف بالحياة السياسية في الولايات المتحدة، واطلاعنا على تجارب الصحافة الأمريكية، وحرية التعبير هناك، وآلية التعاون ما بين السلطة التشريعية والتنفيذية والصحافة التي تتعاون معها من أجل تحقيق هدفها، ودور المؤسسات التعليمة في خلق كادر صحفي جديد يواكب المتغيرات، ودور المجتمع المدني ومنظماته وكيف تقوم بدورها بشكل أفضل». وأضاف: «سافرنا الى عدة ولايات، إذ بدأ البرنامج في العاصمة واشنطن، حيث يتم التعريف بمؤسسات الدولة الرسمية، والنظام الهيكلي للفيدرالية الأمريكية، والجهات الحكومية،، ومن ثم اتجهنا الى الجانب التعليمي، حيث سافرنا الى كارولينا الشمالية التي تشتهر جامعتها بتخريج نخب إعلامية، واقمنا خلالها في الجامعة، واطلعنا عن قرب كيف يتم إعداد الصحافيين».يحدثنا الحمر حول تجربة الاطلاع على الانتخابات الفرعية التي صادف إجراؤها في ذلك الوقت، حيث اطلع على تجربة تغطية الانتخابات وكيف يقوم الصحفيون بدورهم بنقل تفاصيل العملية الانتخابية.قال الحمر: «انتقلنا الى ولاية واشنطن في الغرب (سياتل)، حيث اطلعنا هناك على مؤسسات المجتمع المدني، كذلك زرنا جهاز الشرطة، قبل ان نختتم البرنامج في نيويورك حيث زرنا هناك صحيفة نيويورك تايمز الشهيرة واطلعنا على المؤسسات الدولية، منها الأمم المتحدة، ومنظمات الصحافة والمنظمات الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها». وحول أوجه الاستفادة، قال الحمر: «كنت أقيم في الولايات المتحدة كطالب لمدة ستة أعوام، وبالتالي كنت اعتقد ان المجتمع الأمريكي ليس بالمجتمع الجديد بالنسبة لي، لكن عندما شاركت في البرنامج تعرفت على جوانب كثيرة لم أكن أعرفها. برنامج الزائر الدولي يتيح لك ان ترى العديد من الجوانب التفصيلية في الحياة السياسية في الولايات المتحدة».العُماني: البرنامج جعلني أقدّر استيعاب مؤسسات البحرين للمتغيراتمن جانبه، يؤكد الناشط والمدوّن على مواقع التواصل الاجتماعي وعضو جمعية المرصد لحقوق الإنسان أن البرنامج شكل فرصة حقيقية له للاطلاع على تفاصيل العملية الانتخابية في الولايات المتحدة، والاستفادة من الكثير من التفاصيل التي يمكن نقلها وتطويرها في بلادنا. يقول العماني: «تضمنت الزيارة أربع ولايات أمريكية، بدأت في العاصمة واشنطن، ثم يوتا، ومن ثم ميشيغان، وآخرها كانت فلوريدا».وتابع: «لقد تم ترتيب زيارات لولايات أمريكية مختلفة، لتكوين فكرة شاملة عن الانتخابات، وتطلعات الناخب الأمريكي، كما قمنا بزيارات ميدانية لعدة مؤسسات لتسليط الضوء على مواطن التأثير في الانتخابات الأمريكية، ومنها على سبيل المثال زيارات لغرف التجارة في هذه الولايات، كذلك مراكز الثقل السياسي والأهلي في كل ولاية، ومراكز صنع القرار».وحول أوجه استفادة العماني من المشاركة في هذا البرنامج الدولي، قال: «هذا البرنامج شكل إضافة نوعية في مساري، على اعتبار ان لديّ شغفًا بالعمل السياسي والاطلاع على التجارب السياسية المختلفة، وبلا شك ان الولايات المتحدة تشكل ديمقراطية عريقة، وقد استفدت كثير، وتكوّنت لديّ أفكار جديدة حول طرق الانتخابات والفرز والتصويت».وتابع: «أكثر أوجه الاستفادة بالنسبة لي الجانب القيمي، ومنها الانضباط والصبر، فالتجربة الأمريكية تعلم الفرد الصبر عند معالجة أي ملف. لا يوجد ملف سياسي او اقتصادي تتم معالجته بذهنية كن فيكن، فالتجربة الديمقراطية هي تجربة تراكمية، والوعي الانتخابي تراكمي، وتطوير العملية الانتخابية لا يتم بتغيير الدوائر، بل تغيير آلية الانتخاب، وعملية التأثير في المجتمع الذي بطبيعة الحال يتطور، وكيف تؤثر على قناعات الناس، وأدوات هذا التأثير على أساس عقلاني، ليس عاطفي، هذه التجربة أضافت لي الكثير كتجربة نوعية، وفتحت لي الكثير من الأفق السياسي، كذلك بات لديّ شبكة تواصل مع أفراد من مختلف أنحاء العالم، واطلعت على الكيفية التي يتم تطوير فيها المجتمعات، وكوّنت لديّ أفق كيف أستطيع أن أخدم بلدي».داليا يوسف: اطلعت على تجارب حفظ الآثار في عملية متقدمة تكنولوجيًامن جانبها، اعتبرت أخصائية الآثار في هيئة البحرين للثقافة والأثار داليا يوسف أن مشاركتها في برنامج الزائر الدولي القيادي في العام الماضي 2019، والذي تخصص في موضوع «الحفاظ على التراث الثقافي ومكافحة الاتجار بالآثار في أوقات النزاعات»، شكل فرصة حقيقة للتعرف على جوانب بغاية الأهمية في مجال حفظ الآثار في أعرق المتاحف في العالم. ورأت يوسف -وهي مسؤولة عن ترميم وصيانة المخطوطات والتحف العربية الإسلامية، كذلك تفقد المواقع التراثية وتدريب الموظفين الجدد في متحف البحرين الوطني- أن البرنامج أتاح لها فرصة الالتقاء بكوادر مهنية عاملة في مجال الآثار، ما شكل مساحة لتبادل الآراء والمعرفة من دول مختلفة. وحول أوجه الاستفادة، قالت يوسف: «بالطبع، هناك الكثير من أوجه الاستفادة سواء على المستوى المهني او الشخصي، لانه برنامج متعدد الثقافات، ويمكن المشارك من الاطلاع على عدة ثقافات وحضارات، وتبادل الخبرات، والآراء، في مجالات كثيرة. بصفتي أخصائية آثار التقيت مع أخصائيين في ذات المجال، وهذا أضاف لي الكثير لا سيما في مجال الترميم والحفاظ على الاثار، وهذا مفيد جدًا؛ باعتباره برنامجًا قياديًا، وكيف نكون قيادين في عملنا»

مشاركة :