«شانيل الرقم 5»... عطر العطور

  • 1/8/2021
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما سئلت مارلين مونرو «ماذا ترتدين في السرير؟»، أجابت «فقط شانيل الرقم 5»، هذا العطر الذي ابتُكِر قبل مائة عام، وخلّدته نجمات السينما ككاترين دونوف ونيكول كيدمان بصورهنّ في إعلاناته، مما ساهم في جعله الأكثر شهرة والأكثر مبيعاً في العالم. كان هذا العطر الذي طرحته مصممة الأزياء جابرييل شانيل عام 1921 متوافقاً بطابعه الثوري مع أسلوبها في كسر قواعد الموضة النسائية.  وقالت مديرة التراث في «شانيل» جولي ديدييه إن «اسم هذا العطر ورائحته، معطوفَان على شكل زجاجته»، هناك عوامل «ساهمت في جعله رمزاً لما يعرف بالسنوات المجنونة»، أي عشرينيات القرن العشرين.  وأضافت «بهذا الرقم البسيط الذي يحدد رقم العينة المختارة، ابتعدت شانيل عن الاتجاهات السائدة ودخلت في التجريد». شاءت المصممة أن تميّز نفسها عن العطور التقليدية التي كانت تطغى في القرن التاسع عشر، وتقوم على روائح الطبيعة والأزهار، وأن تصمم هذا العطر «برائحة المرأة» كما لو كان فستان «هوت كوتور» راقٍ. ووصفته بأنه «عطر اصطناعي، اصطناعي كالفستان، أي تم تصنيعه. أنا حرفية خياطة. لا أريد الورود، ولا زنبق الوادي، بل أريد عطراً يكون مركّبا». أُسندت هذه المهمة إلى صانع العطور إرنست بو الذي ابتكر تركيبة لا تعيد إنتاج أي رائحة موجودة في الطبيعة. وكما يُقرأ المكتوب من عنوانه، كذلك يمكن القول بأن أسلوب شانيل «يُشمّ» من عطرها. ويمكن التعرف على هذا العطر فوراً من رائحته غير المألوفة والعائدة إلى جرعة زائدة من الجزيئات الاصطناعية ومركّبات الألدهيدات التي تضفي نضارة على نفحات الأزهار وتضفي عليها طابعها «التجريدي». كذلك فإن بساطة شكل الزجاجة ذات اللونين الأسود والعاجي، والتي شهدت تعديلات طفيفة على مر السنوات لكنها حافظت على بساطتها، كانت تتناقض مع الزجاجات  الفخمة التي كانت سائدة في ذلك الوقت. وعن ذلك، قالت جابرييل شانيل «سأضع كل شيء في العطر، لا شيء في الشكل». وقارن إعلان نشرته «نيويورك تايمز» عام 1928  بين عطر «شانيل» وملابسها «الشابة والحديثة». وفي إعلان خصص للنشر في مجلات أمريكية عام 1937، اختارت شانيل أن تجسد «الرقم 5» بنفسها. وأُرفِقَت صورتها التي التقطها المصور فرانسوا كولار عام 1937 في فندق «ريتز» بالنص الآتي: «جابرييل شانيل هي قبل كل شيء فنانة للحياة. فساتينها وعطورها تصنع بغريزة درامية مثالية. الرقم 5 مثل الموسيقى الهادئة التي تُبرز مشهد الحب. إنه يُشعل الخيال ويترك بصمة لا تمحى من ذكريات الممثلين».

مشاركة :