بعد ثلاثين عاماً على صدور الحلقة الأخيرة من سلسلة ماد ماكس، عادت النجمة تشارليز ثيرون للعب دور الإمبراطورة فيريوزا إلى جانب الممثل البريطاني توم هاردي، الذي جسد شخصية قاضي الطريق الذي جسده من قبل الممثل ميل جيبسون. والحقيقة أنه كان من الصعب التعرف بالشقراء الجميلة في قصة شعرها القصير جداً والمصبوغ باللون البني لضرورات الفيلم، كما بدا وجهها المعروف بنضارته شاحباً وحركاتها خالية من الأنوثة.. في هذا النوع من الأفلام الذي يطلق عليه فيلم الطريق والذي يطغى عليه الطابع الذكوري البحت، تبدو جميلة جنوب إفريقيا، وكأنها تجد متعة حقيقية في مفاجأة جمهورها. مجلة المرأة المعاصرة الفرنسية قابلتها بعد صدور فيلمها الجديد، وهذا بعض ما جاء في المقابلة: } نكاد لا نتعرفك في هذا الفيلم الجديد من ماد ماكس لماذا كل هذا التغيير؟ - لهذا السبب أحب هذه المهنة، هل هناك أجمل من أخذ الجمهور إلى حيث لا يمكنه أن يتوقع مني ما أقوم به؟ لقد كتب لي جورج ميلر دور امرأة خارجاً عن المألوف، ولم يسبق لي أبداً أن لعبت دور شخصية قوية، وعندما تم اقتراحه علي، خشيت أن أكون فقط صديقة للبطل. وأنا في الحقيقة لا ألعب دوراً عابراً بل يجب أن تكون الشخصية محورية في الفيلم. } مضى على عملك في السينما حوالي عشرين عاماً، فهلا حدثتنا عن يومك الأول في عالم النجوم؟ - جئت مباشرة من جنوب إفريقيا وكان الشيء المهم بالنسبة لي العثور على مكان يؤويني. ولدى خروجي من مطار لوس أنجلوس، طلبت من سائق التاكسي أن يأخذني إلى هوليوود حيث يوجد فندق غير باهظ ولكن حالته جيدة. وضعني السائق في مؤسسة تسمى ابنة المزارع، وهو أمر لم يفاجئ فتاة مثلي نشأت في مزرعة في جنوب إفريقيا. } تلعبين في الحياة دور الأم منذ أشهر عدة، فماذا تعلمت من ابنك؟ - لا شيء على الإطلاق! بل أثبت لي فقط أننا كلما كبرنا فقدنا قدرتنا على إثارة الإعجاب، وحتى أتجنب هذا، أعتز بكل لحظة أقضيها مع طفلي. وعندما أكون معه، أعيش السعادة بكل بساطتها كأن أراه مثلاً يستمتع بمصاصة أو بالآيس كريم. } كنا نظنك متصنعة، ولكن اكتشفنا أنك طبيعية جداً لماذا برأيك؟ - الصحافة صورتني شقراء هتشكوكية لا يمكن الوصول إليها، وهذا في الواقع يسليني ويسرني لأنه يبرز جمالي. ولكن ينبغي أن تعرف أنني بقيت صلعاء حتى سن الرابعة من العمر، واكتمل ظهور أسناني في سن الحادية عشرة، وفوق ذلك كنت أعاني من الحول. واليوم أؤكد لك، أنني عندما ألعب على الشاطئ مع ابني، لا ألبس ثوباً من تصميم كريستيان ديور أو أي ماركة عالمية. } على ذكر ديور، يلاقي الإعلان الذي تقدمينه حديثاً لهذه الدار، نجاحاً في جميع أنحاء العالم، هلا حدثتنا عنه؟ - أنا ممتنة جداً لدار ديور التي أعمل معها منذ عشر سنوات. وأعتقد أننا تطورنا من فكرة فتاة مغطاة بالذهب إلى شيء مختلف جداً. إنه شرف لي أن أكون جزءاً من هذا المشروع المبدع والأنيق. } هل صحيح أنك كنت تتصرفين مثل الصبية عندما كنت طفلة؟ - نعم صحيح، لكن أعتقد أنني لم أعد كذلك الآن. التربية في المزرعة صعبة بل مصيبة أن تعتقد المرأة أنه لا يمكنها الشعور بالراحة في مزرعة، وأنها غير قادرة على امتطاء الخيل. من جهتي، التقيت برجال كانوا أقل راحة مني عندما مروا بهذا الموقف. لقد تسلقت الأشجار وأحدثت ذعراً لأمي، وكنت متخصصة في هذه الأشياء. } هل سبق لك أن حلبت بقرة؟ - نعم، لأنه في وقت ما كانت أمي تحاول أن تعودني على المشاركة في أعمال المزرعة، لكن ذلك لم يستمر طويلاً لأنني سرعان ما دخلت إلى المدرسة الداخلية. } عالم الاستعراض والنجومية لا يرحم النساء اللواتي يكبرن في السن فما رأيك؟ - يقولون في هوليوود، إن الممثلين الذين يتقدمون في السن يشبهون النبيذ المعتق لكنهم يتهمون النساء بأنهن يتلاشين كالزهور المقطوفة. فمثلاً الجميع يرى أن روبرت ريدفورد يبدو جذاباً ومثيراً اليوم أكثر من أمس، ولا يذكرون شيئاً عن سنه. باختصار، لا تزال المعاملة غير متكافئة، وهذا أمر مؤسف، فبمجرد أن تبدأ المرأة تتغير جسدياً، يبدو الأمر كما لو أن مصيبة حلّت. شيء محزن بالفعل خصوصاً أن الذكور يلجؤون غالباً إلى الجراحة التجميلية أكثر من الإناث، ومن الظلم أن تعامل النساء بطريقة سيئة لمجرد ظهور أول التجاعيد على وجهها، فالشيخوخة لا تعني أننا أصبحنا طاعوناً لأن الجميع سيمر بهذه الحالة. } كيف تتخيلين نفسك بين ال 50 و60 عاماً؟ - بصراحة، ليس لدي أي فكرة! سأبلغ عما قريب 40 عاماً، وألاحظ أنه بدأت تحدث لدي بعض التغييرات مثل أي امرأة، وهناك أيام لا أحب أن أنظر فيها إلى نفسي في المرآة لأنها تزيد من متاعبي، ولدي تحت عيني المثال الذي يذكرني بوالدتي. ففي سن ال 62، أكسبتها الشيخوخة جاذبية وأناقة لا تملكها ابنة الثلاثين، أعتقد أن سرها كان بعدم الاكتراث لمرور الزمن. ويبدو أنها نظرت ذات يوم إلى عمرها الحقيقي، فقالت للزمن اذهب إلى الجحيم. } تعملين منذ أكثر من عشرين عاماً في المنظمات التي تدافع عن حقوق المرأة، ما الهدف؟ - الأمر بدأ في العام 1994 عندما طلب مني إطلاق حملة ضد الاغتصاب في جنوب إفريقيا. وكان ذلك بالنسبة لي بداية لالتزام فعلي بقضية مهمة، وقد أضيف إلى ذلك ظهور مشكلة الإيدز لا سيما في بلد مثل جنوب إفريقيا، حيث يصيب هذا المرض الكثير من الناس. ومن المستحيل فصل عمليات الاغتصاب عن مشاكل انتشار هذا المرض الخطير. ومنذ العام 2007، أردت تسليط الضوء على قضية الوقاية، لأنه في كثير من البلدان المتضررة يعتبر المرض بمثابة الوباء. وعلى الرغم من تخصيص الكثير من الأموال لعلاجه، فإنه لا يزال هناك نقص كبير في توظيف الأموال لعمليات الوقاية منه، وشاركت في حملة الأمم المتحدة من أجل ولادة أطفال لا يحملون فيروس ومرض الإيدز. } لديك طفل صغير، وحب جديد يسمى شون بن، ونجاح لامع، يبدو أن كل شيء يبتسم لك أليس كذلك؟ - نعم، وبطريقة طاغية أليس كذلك؟ على كل حال أعتبر نفسي محظوظة جداً، والتحدث عن حياتي الخاصة لم يكن يوماً حصني، لأن حياتي أثمن من أي شيء بالنسبة لي. وأنا أعرف شون بن منذ ثمانية عشر عاماً. وأقول لك بصراحة إن إحساسي بأنه ينتظرني في المنزل، يمنحني سعادة غامرة لا توصف. } وماذا عن الأطفال؟ - كنت أريد دائماً أن أكون أماً لعدد كبير من الأطفال، لذلك ليس لدي أي مانع من الإنجاب دون تحديد الوقت.
مشاركة :