تحقيق إخباري: زيادة كبيرة في استهلاك الأكسجين وارتفاع أسعار الأنابيب مع موجة كورونا الثانية في مصر

  • 1/8/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة 7 يناير 2021 (شينخوا) وقف عشرات الأشخاص أمام أحد مصانع مجموعة (الخليج للغازات الصناعية والطبية) في القاهرة لتعبئة اسطوانات الأكسجين، بعد إصابة بعض ذويهم بمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وتمر مصر منذ ديسمبر الماضي بالموجة الثاني للمرض، وتشهد زيادة في أعداد الإصابات والوفيات، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على اسطوانات الأكسجين، التي لم تعد تتوافر في أغلب الصيدليات، وزيادة أسعارها. وبلغ إجمالي ضحايا المرض المسجلين في مصر منذ ظهوره في البلاد حتى أمس الأربعاء 145590 مصابا، من بينهم 115975 حالة تم شفاؤها، و7975 حالة وفاة، وفقا لوزارة الصحة المصرية. وقال أحمد العطيفي مدير أحد مصانع مجموعة الخليج للغازات الصناعية والطبية، إن طلبات المواطنين لتعبئة اسطوانات الأكسجين شهدت زيادة كبيرة جدا منذ ديسمبر الماضي مع بداية الموجة الثانية للمرض، حتى أصبح المصنع يعمل يوميا بكامل طاقته. وأضاف العطيفي لوكالة أنباء (شينخوا)، إن المصنع كان يعمل بـ 90 % من طاقته في أكتوبر ونوفمبر الماضيين، لكن مع بداية الموجة الثانية لمرض فيروس كورونا في ديسمبر الفائت أصبح يعمل 24 ساعة يوميا بكامل طاقته. وينتج المصنع 12 ألف لتر من سائل الأكسجين، و1400 أسطوانة من غاز الأكسجين يوميا، بحسب العطيفي، الذي أشار إلى أن كل الإنتاج يوزع على المستشفيات والأفراد. وتابع أن "بعض الأشخاص يأتون للمصنع لتعبئة اسطوانات الأكسجين أكثر من مرة في اليوم، والبعض يعبأ أكثر من أسطوانة في المرة الواحدة، حسب حالة المرضى لديهم، لأن بعض المرضى بكورونا ينهون اسطوانات الأكسجين خلال ثلاث أو أربع ساعات ويحتاجون لأخرى، لذلك نجد أشخاصا يأتون للمصنع صباحا لتعبئة أسطوانة ثم يأتون مساء لتعبئة أسطوانة أخرى". وواصل أن "المعادلة صعبة، نريد توريد الأكسجين للمستشفيات التي تعاقدنا معها، وفي نفس الوقت هناك مرضى يحتاجون لتعبئة الاسطوانات" لتناول الأكسجين في المنزل. وأردف أنه "بسبب الطلب الكبير جدا من قبل المواطنين، والتزامنا الأخلاقي تجاههم، فإن المصنع لا يستطيع أحيانا تلبية طلبات المستشفيات من الأكسجين، ونضطر إلى تغطية هذه الطلبات من مصنع آخر" تابع لنفس المجموعة. وأوضح أن "السوق تحتاج إلى كميات كبيرة جدا من الأكسجين، لكن لا توجد أزمة في تصنيعه" في مصر، قبل أن يشير إلى عمليات "سوء توزيع". ومع ذلك، لم يرفع المصنع الأسعار، حيث يقوم بتعبئة أسطوانة الأكسجين الـ 40 لترا بـ 45 جنيها، والاسطوانة الأصغر بـ 30 جنيها، وهي نفس الأسعار قبل الموجة الثانية للمرض، بحسب العطيفي. وخلافا للأكسجين، ارتفع سعر الأنابيب التي يتم تعبئتها به حتى وصل سعر الأنبوبة الواحدة أربعة آلاف جنيه مقارنة بـ 1800 فقط في السابق، حسبما قال الدكتور علي عوف رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية. وأكد عوف لـ (شينخوا)، أن مصر لديها اكتفاء ذاتي من الأكسجين، حيث توجد 30 شركة تنتجه في البلاد، لكنها تستورد الاسطوانات من الخارج. وأوضح أن السبب في ظهور الأزمة "تكالب الناس على شراء أنابيب الأكسجين خلال الفترة الأخيرة". وأضاف أن مصر شهدت خلال الفترة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في أعداد الإصابات والوفيات جراء كورونا، وشعر المواطنون بأن الفيروس قريب منهم، والإصابات تلاحق من حولهم، فأصبح هناك تخوف من الإصابة، ومن هنا بدأت الناس تشترى أنابيب الأكسجين بهدف تخزينها مع أدوية بروتوكول العلاج من الفيروس. وأوضح أن "بعض المصابين لا يريدون الذهاب للمستشفى، ويفضلون العلاج فى المنزل، لذلك يشترون أنابيب أكسجين.. ما أدى إلى زيادة الطلب عن المعروض.. وارتفاع سعر أنابيب الأكسجين". ودعا رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إلى "تشديد الرقابة والضوابط على آليات صرف اسطوانات الأكسجين"، واقترح أن تخصص وزارة الصحة خطا ساخنا للرد على الأشخاص الذين يحتاجون لأنابيب الأكسجين، على أن يكون البيع عن طريق الوزارة. وشاطره الرأي الدكتور محمد اسماعيل عبده رئيس الشعبة العامة للمستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية، قائلا إنه "لا توجد مشكلة فى توافر الأكسجين" في مصر. قبل أن يستدرك "لكن مصر تستورد أنابيب الأكسجين، وفي ظل الإقبال الكبير على شراء الأنابيب ارتفعت أسعارها، لأن السوق عرض وطلب". وأضاف أن بعض المواطنين اشتروا خلال الفترة الماضية اسطوانات أكسجين، واحتفظوا بها في منازلهم كإجراء احتياطي، خوفا من إصابة أحد أفراد أسرهم بكورونا، حيث يفضل الكثير من المصريين أن يعزلوا أنفسهم في المنزل (في حالة إصابتهم بالفيروس) بدلا من المستشفيات، ما أدى إلى زيادة الطلب على أنابيب الأكسجين بشكل غير مبرر. وانتقد اسماعيل هذه الممارسات، مؤكدا أن تناول المريض للأكسجين لابد أن يتم تحت إشراف طبي، لأن زيادة أو نقص نسبة الأكسجين تضر الرئة. وأشار إلى وصول أربعة حاويات تقل أنابيب أكسجين من الخارج إلى مصر الثلاثاء الماضي، كما ستصل خلال الأسبوع القادم أكثر من شحنة، وتوقع أن تنخفض أسعار الأنابيب في المرحلة القادمة إلى أقل من ألف جنيه، مثلما حدث للكمامات التي وصل سعر الكمامة الواحدة (في بداية ظهور الفيروس) إلى 10 جنيهات قبل أن تنخفص إلى جنيهين اليوم. وأقر بأن "اسطوانات الأكسجين غير متوفرة بشكل كبير فى الصيدليات"، قبل أن يشير إلى وجود أكثر من مكان لبيعها في القاهرة. لكن الدكتور مصطفى صبحى مدير إحدى الصيدليات بمحافظة الجيزة، جنوب غرب القاهرة، أكد أن صيدلته ومعظم الصيدليات الأخرى لا تبيع أنابيب الأكسجين لعدم توفرها. وأشار إلى وجود طلبات كبيرة لشراء أنابيب الأكسجين من قبل المواطنين بسبب الخوف من الموجة الثانية لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

مشاركة :