استبشر عدد من الأحسائيين بعد قرار الإدارة العامة للمشاريع والشؤون الهندسية في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بتخصيص قطعة أرض مساحتها الإجمالية 23 ألفا و426 متراً مربعاً لإنشاء متحف الأحساء الإقليمي، واقتطاع ما مساحته 7 آلاف و160 متراً مربعاً لمبنى المتحف، وأعرب عدد من المهتمين بالتاريخ والآثار أن وجود المتحف بشكل إقليمي سيساهم في ابراز الأحساء بجميع ثقافاتها. وذكر الباحث في الآثار والتراث الدكتور سعد الناجم أن مبادرة إنشاء متحف إقليمي في الاحساء مبادرة رائعة، وأتمنى ان يكون الموقع في العقير لكي يحاكي بيئة الأحساء الجغرافية، وكذلك الحقبة التاريخية التي مرت بها المنطقة وشموليتها مع الاحتفاظ بالطابع الوطني، وأن يقوم المتحف بالبعد الثقافي الكامل للمنطقة من تاريخ الزراعة إلى الصناعة إلى حقبة استخراج البترول، كما ادعو إلى تخصيص ركن خاص بالدوائر الحكومية وشركة أرامكو لتقديم وحفظ إرثهم الكبير بدل تركه لديهم في الأرشيف. وأضاف: إنه من المفترض أن لا يكون المتحف كالمتاحف التقليدية، بحيث يكون صالة عرض فقط، إنما يكون المتحف محرك بحث لمساعدة الباحثين ووجود متخصصين لديهم القدرة على قراءة التراث والتاريخ، كما أنه يجب أن يخصص ركن للتعريف بالمتاحف الاهلية الخاصة، فهناك متاحف في قرى ومدن الاحساء لو انتقلت إلى مكان آخر سوف تفقد قيمتها. وذكر الباحث ومدير قصر ابراهيم الاثري خالد الفريدة أن توجه السياحة والآثار إلى أن يكون المتحف يناسب مكانة محافظة الاحساء تاريخياً وعمرانياً وتراثياً، فالأحساء مرت بالعديد من العصور التاريخية المهمة، وكل عصر له الطابع والثقافة الخاصة به، لذلك سيتم تقسيم المتحف إلى صالات، كل صالة تتناول فترة تاريخية معينة، مثل صالة العصور الجيولوجية وصالة للفترة الاسلامية وما قبل الاسلام، إضافة إلى الصالة التعليمية، فالأحساء غنية بالسكان والمدارس، إذ يزورنا يومياً في المواقع الاثرية خلال فترة الدراسة العديد من المدارس، لذلك سيتم التركز في المتحف الاقليمي على صالة التعليم للأطفال والطلاب بمختلف مراحلهم. وقال المهتم بالقطع الاثرية سعد المطر: أتمنى أن يكون تصميم المتحف يحاكي صميم بيئة الأحساء بتصميم فنها المعماري الذي ليس له مثيل في الجزيرة العربية، وأن يحتوي المتحف على جميع الصناعات والحرف اليدوية وابراز جميع ادواتها الزراعية والمعالجة والحياكة بشكلها الأحسائي الاصيل الذي ورثناه أباً عن جد.
مشاركة :