قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في عظة عيد الميلاد متحدثا عن خصوصية هذا العيد، ان احتفال العالم به هو احتفال بدخول الفرح إلى العالم.وتابع البابا توضروس: "كان الفرح ينقص الإنسان وجاء السيد المسيح مولودًا في مذود بيت لحم لكي يمنح الإنسان فرحًا كبيرًا". ثم بدأ قداسته التأمل في خمسة مشاهد هي مصدر الفرح.المشهد الأول: في حياة أمنا العذراء مريم عندما نالت البشارة من الملاك جبرائيل، ذهبت بسرعة إلى القديسة أليصابات وذهبت إليها لتخدمها وعندما رأتها اليصابات ابتهج الجنين في بطنها، أما أمنا العذراء حولت هذه المناسبة إلى صلاة "تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي"، فهذا هو المصدر الأول للفرح الخلاص، أمنا العذراء من البشر وعرفت أنها تحتاج للخلاص". وتابع البابا تواضروس: "الفرح لا يأتي ألا من خلال خلاص السيد المسيح على الصليب ولذلك نحن نصلي نشكرك لأنك ملأت الكل فرحًا أيها المخلص عندما أتيت لتعين العالم".المشهد الثاني: نراه في القديس يوسف النجار ذلك الشيخ الوقور الذي اختصه الله ليكون حارسا لسر التجسد وكان رفيقًا لأمنا العذراء وفي الطريق لبيت لحم وهو الذي صاحب الأم والطفل الرضيع إلى مصر عبر طرق شاقة جدًا، الفرح هنا هو فرح المسئولية، فالله عندما يمنحنا مسئولية تكون مصدر للفرح إذا استخدمها الإنسان بكل أمانة وأخلاص.المشهد الثالث: مشهد الملائكة الذين ظهروا في السماء جعلوا السماء منيرة ويسبحون ويرتلون "الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ". هذا الفرح هو فرح التسبيح، التسبيح هو اللغة الراقية للصلاة، وتابع البابا تواضروس: "لا تستطيع أن تقدم تسبيحًا ألا أن تمجد الله أولًا وأن تصنع سلاما لتكون تسبحتك مقبولة، والخطوة الثالثة بالناس المسرة وأنك أنت تشعر بهذا الفرح وتنشر الفرح في حياة الناس".المشهد الرابع: نجده عند الرعاة وهم أناس بسطاء ومؤتمنون على القطعان التي يرعونها وكانوا يُعتبرون خارج سكان أي مدينة لأنهم يتنقلون، كانوا بكل أمانة يحرسون القطعان في البادية وكانت هذه البساطة هى سبب الفرح". وواصل البابا تواضروس: "وهؤلاء البسطاء الرعاة استحقوا أن يكونوا أول من يعرف ميلاد السيد المسيح في العالم كله، ربما معيشتهم بسيطة ولكنها صنعت لهم فرحًا وظهر لهم الملاك وقال لهم "فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ". وأضاف بابا الإسكندرية: "الرعاة علمونا مشهد البساطة والرضا التي تعطي فرخًا للإنسان".المشهد الخامس: مشهد المجوس القادمين من بلاد المشرق الذين تبعوا النجم ووصلوا إلى أورشليم ووصلو للملك وسئلوا عن المولود ملك اليهود وطلب منهم هيرودس أن يبحثوا عن الصبي بتدقيق، أما هم فذهبوا وتبعوا النجم حتى وصلوا إلى البيت ومعهم الهدايا وهنا يظهر فرح المشاركة، عندما تشارك الآخرين تحصل على فرح عظيم.ثم ختم البابا تواضروس الثاني عظة عيد الميلاد المجيد مصليا أن يملأ هذا الفرح كل القلوب والعقول وكل البلاد وكل إنسان، ورفع الصلاة أيضا من أجل كل المصابين بكوفيد 19 وأن يمنحهم الله الشفاء، ومن أجل الذين رقدوا ومن أجل كل إنسان، وكي يرفع الله هذه الغمة وهذه الجائحة ونعود إلى حياتنا الطبيعية ويعطينا سلامًا وهدوءًا.
مشاركة :