طهران - أعلنت إيران اليوم الجمعة حظر استيراد لقاحي 'فايزر ـ بيونتيك' الأميركي و'أسترازينيكا- أكسفورد' البريطاني المضادين لفيروس كورونا.وقال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي خلال كلمة متلفزة، إن استيراد اللقاحين الأميركي والبريطاني "ممنوع"، بحسب وكالة 'أسوشيتد برس' الأميركية.وأضاف "حقا لا أثق بهما (الولايات المتحدة وبريطانيا)، ففي بعض الأحيان يريدون اختبار لقاحاتهم في دول أخرى"، مشيرا لارتفاع الوفيات في البلدين بسبب الوباء.وتابع "كما أنني غير متفائل بشأن فرنسا"، وهو ما اعتبرته الوكالة الأميركية "إشارة إلى عدم ثقة إيران بالغرب".ووافق خامنئي على استيراد لقاحات من أماكن "آمنة" أخرى لم يسمها، مؤكدا في الوقت ذاته "دعمه لجهود بلاده لإنتاج لقاح مضاد للفيروس".ولم يتحدث خامنئي ولا الحكومة الإيرانية عن الدولة التي يمكن أن تتوجه لها طهران لشراء لقاح مضاد لكورونا، لكن الأرجح أن إيران تفكر في الصين كجهة "آمنة" والتي ترتبط معها بعقود اقتصادية وتشتركان في عداء الولايات المتحدة، لتوريد اللقاح الصيني 'سينوفاك' أو اللقاح الروسي.وقال المرشد الأعلى في ايران في كلمة متلفزة الجمعة "لو كان الأميركيون قد تمكنوا من إنتاج لقاح، فما كان للمأساة الناجمة من فيروس كورونا المستجد أن تقع حيث يقضي نحو أربعة آلاف شخص مصاب في يوم واحد"، في إشارة إلى عدد الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة بحسب تعداد جامعة جونز هوبكنز الخميس.وقال "نحن قلقون لنيات الأميركيين ولا نعول على هذه المساعدات"، واصفا الولايات المتحدة بأنها "أخبث وأشرس عدو" لبلاده.وفي آذار/مارس من العام الماضي رفض خامنئي عرضا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمساعدة طهران في مواجهة الوباء.كما شكّلت قضية الدم الملوّث فضيحة صحية في فرنسا بين ثمانينات القرن الماضي وتسعيناته. وأصيب مئات الأشخاص في إيران بفيروس نقص المناعة البشرية في تلك الفترة من خلال تلقيهم دماء ملوثة فرنسية المصدر.وإيران هي الدولة الأكثر تضررا بالوباء في الشرق الأوسط مع تسجليها أكثر من 56 ألف وفاة من بين 1.2 مليون إصابة، وفقا للأرقام الرسمية. وتعترف السلطات الإيرانية بأن هذه الإحصاءات لا تعكس الأعداد الفعلية.وفي الأسابيع الأخيرة، اشتكت إيران من أنها لا تستطيع شراء لقاحات ضد فيروس كورونا بسبب العقوبات الأميركية التي، وفقا لطهران، تُجمد عملية إرسال الأموال وقت الدفع.وبدأت إيران اختبار لقاحاتها على البشر في ديسمبر/كانون الأول الماضي ومن المتوقع طرحها للسوق المحلي في الربيع المقبل.وكان الحرس الثوري الإيراني رفض استخدام أي لقاح أجنبي في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وفقا للمصدر ذاته.ويتاح لإيران الوصول لطرق تأمين لقاحات كورونا رغم العقوبات المفروضة عليها، بحسب الوكالة الأميركية.كما أنها تشارك في مرفق 'كوفاكس' المعني بإتاحة لقاحات فيروس كورونا على الصعيد العالمي التابع لمنظمة الصحة العالمية.وتطور شركة 'فايزر' الأميركية لقاحها بالتعاون مع نظيرتها الألمانية 'بيونتيك'، فيما تطور شركة 'أسترازينيكا' لقاحها بالتعاون مع جامعة 'أوكسفورد' البريطانية.وحتى عصر الجمعة، تجاوز عدد مصابي كورونا بالعالم، 88 مليونا و620 ألفا، توفي منهم أكثر من مليون و909 آلاف وتعافى ما يزيد على 63 مليونا و705 ألفا، وفق موقع ورلدوميتر.وبعد تصريحات خامنئي، أعلن محمد حسن قوسيان مقدم المتحدث باسم الهلال الأحمر الإيراني اليوم الجمعة عن إلغاء استيراد 150 ألف جرعة من لقاح 'فايزر' الأميركي.وبحسب قوسيان مقدم فإن استيراد اللقاح الأميركي كان مجرد اتفاق مبدئي ولم يكن اتفاقا رسميا، مضيفا أنه سيتم تقديم مليون لقاح مضاد لكورونا لجمعية الهلال الأحمر من إحدى دول الشرق.وتواجه إيران وضعا وبائيا خطيرا في مختلف المحافظات، مع ارتفاع قياسي في عدد المصابين والوفيات، وسط توقعات بأن تسجل حالات إصابة قياسية مع إعلان وزارة الصحة اكتشاف إصابة بالسلالة الجديدة من الفيروس سريعة الانتشار.والثلاثاء الماضي، أعلن وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي اكتشاف إصابة بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا التي ظهرت في بريطانيا مؤخرا.وبحسب بيانات رسمية فإن إجمالي حصيلة المصابين بالفيروس تقدر بمليون و300 الف حالة، فيما تخطت الوفيات منذ ظهوره في نهاية العام 2019، الـ55 ألف وهي أرقام تشكك فيها المعارضة ومنظمات غير حكومية، مشيرة إلى أنها أعلى بكثير مما هو معلن.
مشاركة :