اتفقت شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال" على بيع بعض أصول خطوط أنابيب نقل الغاز في الجزء البريطاني من بحر الشمال إلى "نورث سي ميدستريم بارتنرز" وهي شركة شقيقة لشركة الاستثمار المباشر الأمريكية "أركلايت كابيتال" وذلك مقابل 585 مليون جنيه استرليني (907 ملايين دولار). وبحسب "رويترز"، فقد ذكرت "توتال" في بيان أن البيع يشمل خطي الأنابيب فريج يو.كيه، وسيرج، ومحطة الغاز سانت فرجوس. وكانت ثاني أكبر شركة نفط أوروبية كشفت عن خطة لخفض الاستثمارات والوظائف وتسريع برنامجها لبيع الأصول بعد انخفاض أسعار النفط أكثر من النصف في العام الأخير. وقال ميشيل بوريل مدير أوروبا وآسيا الوسطى في وحدة التنقيب والإنتاج في "توتال" إن أصول البنية التحتية مثل هذه ليست جزءا من أعمالنا الأساسية. لكنه أضاف أن البيع ليس علامة على عدم الثقة ببحر الشمال، فيما أفادت توتال في البيان أنها تتوقع أن تصبح أكبر منتج للغاز والنفط في بريطانيا بنهاية العام. وكانت "توتال" شطبت 6.5 مليار دولار من أصول الرمال النفطية في كندا والغاز الصخري في الولايات المتحدة وأنشطة تكرير أوروبية بعدما أدى انهيار أسعار النفط إلى خفض صافي الأرباح المعدلة بنسبة 10 في المائة. وبلغ إجمالي مخصصات انخفاض القيمة في العام الماضي نحو 7.1 مليار دولار مع تقليص هدف نقطة التعادل للشركة إلى 40 دولارا للبرميل لتصل إلى نحو 70 دولارا. ويعتقد باتريك بويان الرئيس التنفيذي للشركة أن أسعار النفط ستظل على الأرجح منخفضة نسبيا في الوقت الراهن وهو ما دفع الشركة لافتراض سعر متوسط لبرميل النفط عند 60 دولارا هذا العام. وأضاف باتريك أنه رغم هبوط أسعار النفط فإن توتال تحافظ على استثماراتها في مشروعاتها الكبرى، حيث تعتزم خفض إنفاقها الرأسمالي بنسبة 10 في المائة هذا العام. وأشار باتريك إلى ضرورة التكيف مع الأسعار الحالية وبالتالي سيتم خفض برامج استثمارات الشركة لكنها على الرغم من ذلك ستستثمر هذه السنة بين 23 و24 مليار دولار، وقد حصل التكيف في مشاريع الغاز الصخري في الولايات المتحدة، وبإمكاننا التوقف لمدة سنة إذا أردنا وإعادة الحفر لاحقا، لكن الأمر غير مجد مع الأسعار الحالية للنفط والغاز، وقدر باتريك خسائر توتال من هبوط أسعار النفط بملياري دولار لكل تراجع قيمته عشرة دولارات. وعلى صعيد خفض النفقات، تعتزم الشركة الفرنسية وقف جميع أنشطة إنتاج الفحم بعدما وافقت جنوب إفريقيا على بيع عمليات الشركة هناك لاستخراج الفحم. وأوضح بويان أن الشركة لا تستطيع الزعم بأنها تقدم حلولا لتغير المناخ بينما تواصل إنتاج أو تسويق الفحم وهو الوقود الأحفوري الذي ينبعث منه أكبر قدر من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وكان بويان توقع في حزيران (يونيو) 2014 أن توقف توتال جميع أنشطة الفحم. وكانت "توتال" ومقرها باريس بين كبريات شركات النفط الأوروبية الموقعة على خطاب يحث الحكومات في أنحاء العالم على استحداث نظام لتسعير انبعاثات الكربون. وأشار الرئيس التنفيذي للشركة إلى أنه إضافة للانسحاب من عمليات استخراج الفحم فقد قررت توتال أيضا التخارج من أنشطة تسويقه. وتسوق المجموعة نحو 8.5 مليون طن من الفحم في السوق العالمية سنوياً أكثر من 80 في المائة منها من جنوب إفريقيا وتبيع معظمها إلى آسيا، وأكد بويان أنه بنهاية 2016 لن يصبح لدي "توتال" أنشطة في مجال الفحم.
مشاركة :