كشف المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة مكة الدكتور مصطفى بلجون عن اتمام جميع الاستعدادات لتقديم أرقى الخدمات الصحية والطبية للحجاج، من خلال 15 مستشفى، منها سبعة مستشفيات بمكة المكرمة، و8 مستشفيات بالمشاعر المقدسة. وأكد بلجون في حوار مع «المدينة» أن هناك 106 مراكز صحية موزعة ما بين منى ومزدلفة وعرفات وجسر الجمرات، مشيرا الى انتداب وتكليف 20 الف من القوى الصحية بالمملكة لخدمة ضيوف الرحمن هذا العام. واعلن مدير صحة مكة عن رفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات وتوفير مقرات لمؤسسات الطوافة داخل المنشآت الصحية واستئجار مختبر إقليمي متحرك بمستشفى شرق عرفات وتوفير دراجات بخارية لنقل العينات الطبية. ولم ينكر بلجون وجود تخوف من ضربات الشمس وحالات الإجهاد الحراري، مشيرًا إلى استحداث تجهيزات طبية لمواجهتها بينها مراوح الرذاذ، مؤكدًا ان العجز عن تقديم الخدمة الصحية بسبب الزحام يعد أكبر العقبات. فإلى نص الحوار: - متى بدأت الاستعدادات الصحية لموسم الحج الحالي؟ بدأنا في الاستعداد لموسم الحج الحالي منذ انتهاء موسم الحج السابق، فقمنا برصد ومعالجة الملاحظات التي حدثت، ورفعنا الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، وبدأنا بالتجهيز للموسم بالتعاون مع الجهات الرسمية الأخرى المشاركة في لجنة الحج المركزية. - مم يتكون الطاقم الصحي الذي يقوم على خدمة الحجاج؟ يتكون الطاقم الصحي من عدد من اللجان التنفيذية كلجنة الإمداد والتموين ولجنة المشروعات والشق العلاجي والشق الوقائي، اضافة الى الجزء المالي والإداري، ويعملون جميعًا في منظومة متكاملة مع مدير إدارة الحج والعمرة وهو المسؤول عن التنظيم والترتيب وهذه الهيكلة التنظيمية يرأسها مدير الشؤون الصحية. - متى تبدأ الوزارة التعامل مع الحاج وتقديم الخدمات الصحية له؟ نبدأ بالتعامل مع الحاج قبل وصوله المملكة، وحصوله على تأشيرة الحج، فالوزارة تتعامل أولا بأول مع كل مرض أو ظاهرة صحية تظهر في أي دولة وتنشر التوعية الصحية عن طريق سفارات المملكة بما ينعكس على الحاج القادم إلى المملكة. وهناك فحوصات طبية يجب إجراؤها قبل الحصول على التأشيرة، واشتراطات صحية وتطعيمات لابد من انطباقها على الحاج، إضافة الى المراكز الصحية الموجودة في مختلف المنافذ المخصصة لوصول الحجاج سواء المنافذ البرية أو البحرية أو الجوية، والتي تقوم بخدمة ضيوف الرحمن والتأكد من سلامتهم. - كم عدد المستشفيات والمراكز الصحية بمكة والمشاعر المقدسة وطاقتها الاستيعابية؟ لدينا في مكة سبعة مستشفيات رئيسة تقدم خدمات صحية متكاملة وهي مستشفى النور والملك عبدالعزيز ومستشفى الملك فيصل والولادة ومستشفى حراء وأجياد الطوارئ وابن سيناء بحداء وبطاقة استيعابية 1700 سرير للتنويم المرضى وأكثر من 316 سرير عناية مركزة. وفي المشاعر المقدسة لدينا ثمانية مستشفيات وهي منى الطوارئ ومنى الجسر ومنى الشارع الجديد ومنى الوادي ومستشفى شرق عرفات وعرفات العام ومستشفى نمرة وجبل الرحمة ومجموع الطاقة الاستيعابية لها 1316 سرير تنويم و212 سرير عناية مركزة، وبهذا يصبح لدينا 15 مستشفى يقدمون خدمات طبية بطريقة مباشرة لحجاج بيت الله الحرام. ويوجد في المشاعر أكثر من 106 مراكز صحية موزعين مابين منى ومزدلفة وعرفات وجسر الجمرات وكلها تشترك في تقديم خدمة صحية للحاج وغيره من الموجودين لخدمة الحجاج في المشاعر المقدسة وينتدب في كل عام أكثر من 20 ألف من القوى الصحية العاملة مابين مكلف ومنتدب من مختلف المناطق بالمملكة. - ماذا لو امتلأت الطاقة الاستيعابية الكاملة لهذه المستشفيات؟ هذه المستشفيات هي خط المناعة الأول لدينا وفي حالة الاحتياج،نتجه إلى خط المناعة الثاني في الطائف وجدة، ويتم تحويل الحالات إلى المستشفيات هناك، ويحدث هذا غالبا بعد موسم الحج، فعند إغلاق المستشفيات الموجودة في المشاعر يتم تخفيف الضغط عن مكة وتحويل بعض الحالات إلى خط المناعة الثاني. - كيف تتعامل الوزارة مع الحجاج المنومين في المستشفيات؟ هناك قافلتان تم تخصيصهما لخدمة الحجاج المرضى المنومين في المستشفيات فالقافلة الأولى تتحرك من يوم 7 من المدينة المنورة وتنقل كافة المرضى المنومين في مستشفيات المدينة المنورة إلى مستشفى عرفات العام حيث يتم تنويمهم هناك وتخدم القافلة في العادة مابين 35 إلى 50 مريضا. أما القافلة الثانية فهي مخصصة لبعض المرضى المنومين في مستشفيات مكة المكرمة أو حتى مستشفيات المشاعر التي تقع خارج عرفات حيث يتم حصر الأسماء التي يجاز لها صحيا أن تحج ويتم وضعهم في قافلة معينة تتحرك من مكة ومنى وتقف في مكان معين بجوار مستشفى شرق عرفات حيث يقف المرضى في عرفه ويتمون مناسكهم ثم يعودون إلى المستشفيات بعد أداء مناسكهم ويستفيد من هذه القافلة 450 حاجا وهذه القافلة مجهزة طبيا بكافة الأدوية والمستلزمات الصحية وفيها أطباء واختصاصي تمريض وملازم طبية. - كيف تتعامل الوزارة مع الأمراض المعدية والأوبئة في موسم الحج؟ تركز الوزارة جهودها علي الجانب الوقائي والجانب العلاجي وكل منهما مكمل للآخر، فالطب الوقائي ضرورة في الحج، فمع بداية دخول الحاج يتم تقديم التطعيمات اللازمة في كافة المنافذ الحجاج، اضافة إلى وجود فرق للطب الوقائي والاستقصاء الوبائي ضمن منظومة تتبع للصحة العامة، خاصة مع وجود كثير من الأمراض المعدية المنتشرة كالايبولا والكورونا وانفلونزا الخنازير. - هل هناك تنسيق بين الشؤون الصحية ومؤسسات الطوافة؟ لدينا تنسيق كامل مع مؤسسات الطوافة ومندوبيها ووفرنا هذا العام مقرات لمؤسسات الطوافة داخل كافة المنشآت الصحية، لتسليم الحاج بعد انتهاء علاجه مباشرة للمندوب لإيصاله إلى مقر سكنه حتى لا يقوم بإشغال سرير على المستشفى وحتى لا يضيع الحاج أو يبقى في المستشفى إضافة إلى وجود تنسيق عبر الأجهزة اللاسلكية للتأكد من وصول الحاج إلى مقر سكنه، وهناك منسق من وزارة الحج لمتابعة المؤسسات وحتى في حال الوفيات، يتم الإبلاغ عن الحالة لإنهاء إجراءاتها واستلام الجثة للصلاة عليها ودفنها. - ما هي استعداداتكم لموسم هذا العام في ظل ما نشهده من ارتفاع درجات الحرارة؟ لدينا تخوف هذا الموسم من ضربات الشمس وحالات الإجهاد الحراري فقمنا هذا العام باستحداث طريقة جديدة في علاج ضربات الشمس وهي مراوح الرذاذ التي أثبتت فاعليتها في علاج حالات ضربات الشمس وقمنا بتعميد المئات منها لتوفيرها في مستشفيات مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كما قمنا بتحسين مهارات الأطباء والفئات الفنية العاملة في المشاعر، كما وزعنا منشورات طبية لتوعية الحجاج بكيفية التعامل مع هذه الحالات كما سنقوم بتوزيع بعض الحقائب التي تقدم للحاج وتحتوي على شمسية ومعلومات طبية لتوعية الحاج، كما قمنا بالتوصية أن تقوم البلديات بتغطية أماكن التجمع في محطات القطار وغيرها من الأماكن التي يتجمع في الحجاج. كيف يتم علاج ضربات الشمس بالرذاذ؟ العلاج بالرذاذ هو عبارة عن مراوح لها رذاذ بارد يتم تسليطها على المريض وأثبتت البحوث العلمية فعاليتها دون أي أجهزة أخرى وهي تقوم بخفض ارتفاع درجات الحرارة للمريض وتقوم بالحد من أي مضاعفات قد تحدث من ضربات الشمس وهذه المراوح تحتاج لتزويد بعض المستشفيات ببعض البنية التحتية كتوصيلات المياه والمجاري. - ما أبرز الإضافات الطبية في موسم الحج لهذا العام؟ تمت إضافة 40 سيارة إسعاف دعم وسيتم تشغيلها مع بداية الموسم وتقوم بنقل المرضى من المراكز الصحية للمستشفيات وهي سيارات صغيرة وهي الأنسب في الحركة والنقل والأولى من نوعها في هذا الموسم وتقوم بربط بين كل مستشفى والمراكز الصحية التابعة له. - عدم وجود المختبر وصعوبة نقل العينات مشكلتان تعاني منها مستشفيات المشاعر هل تم حل هذه المشكلة؟ قمنا في الشؤون الصحية بتوقيع اتفاقية مع جامعة الملك عبدالعزيز لاستئجار مختبر إقليمي متحرك سيوجد في مستشفى شرق عرفات، كما قمنا بتجهيز دراجات نارية لنقل العينات بين المستشفى والمختبر، فقد فشلت السيارات سابقا في نقل العينات، وكانت تستغرق العينة حوالى ساعتين من عرفات إلى مكة. - ما هي العقبات التي تواجه الشؤون الصحية في موسم الحج؟ أكبر عقبة نواجهها هي عجزنا عن تقديم خدمة صحية لأكبر شريحة ممكنة في وقت معين لأن الوصول إلى هذه الشرائح صعب ونحن لدينا خطط متكاملة ولكن يعيقنا في بعض الأحيان عن تنفيذ هذه الخطط وجود الزحام الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى إغلاق الطرق بشكل نهائي وعدم قدرت سيارات الإسعاف على الوصول إلى المستشفى أو حتى إلى المريض وهذا يحدث في كل عام خاصة في المراكز الصحية التي توجد في بعض المناطق المكتظة بالحجاج كمسجد نمرة وجبل الرحمة والمناطق المحيطة بهما.
مشاركة :