علماء وقضاة: المتطرِّفون يحكمون بكفر المجتمع وردَّته ويتخذونه مدخلاً لاستباحة الدماء المعصومة

  • 8/28/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المشاركون في برنامج حلقة بحث تحت عنوان الانحراف في مفهوم الجهاد أسبابه -مظاهره- آثاره- وسائل علاجه، التي نظمها مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وبحضور عدد من الفقهاء والقضاة والمختصين، أن الأمة الإسلامية تعيش حالة فوضى بسبب الانحراف في مفهوم الجهاد لدى بعض الجهال وضعاف النفوس، مما جعلها عرضة لتمزيق صفها وتشتيتها إلى فرق وأحزاب متقاتلة ومتناحرة، مبينين أن من مسؤوليات العلماء أن ينفوا تحريف الغالين وانتحال المبطلين. من جانبه بين عضو مجلس القضاء الأعلى وعضو الهيئة الاستشارية بالمركز الدكتور إبراهيم المحيميد قال: إن الجهاد هو سنام الإسلام، وهو الركن السادس من أركان الإسلام إلا أنها تباينت الرؤى والتطبيقات في توصيف حقيقته وإظهار أثره وآثاره، مما يستوجب مسؤولية ظاهرة على أهل العلم وأهل العقل والمؤسسات العلمية والمظلات البحثية للتصدى لمثل هذه الأمور. وقال: هذا هو الحال في تقرير ذروة السنام جهاد الطلب وجهاد الدفع حتى أصبح الجميع صغارًا وكبارًا يتناولون هذه المسائل العظام، موصفين لها بأحاديث متصلة بالشأن العام فتحدث عنها الجميع في منتدياتهم ووسائل تواصلهم ووسائل إعلامهم ولو كان المتحدث مختصًا لقلنا نعم، ولكن من يتكلم بها ليس من أهل العلم والحل والعقد ليتجرأ الصغار وضعاف الأحلام على تقنين أمر لو عرض على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- لجمع كبار الصحابة واستشارهم فيه. مدخل لاستباحة الدماء من جهته قدم أستاذ أصول الدين في جامعة الإمام د. سليمان الغصن ورقة بعنوان «أسباب الانحراف في مفهوم الجهاد ووسائل علاجه»، أكد فيها أن الحكم بالكفر والردة هو المدخل لاستباحة الدماء المعصومة عند هؤلاء في كثير من ممارساتهم القتالية وانتهاكهم لحرمة الدماء والأموال وغيرها.. وأن من أبرز مجالات التكفير عندهم تكفير حكام المسلمين وحكوماتهم ومن يدافع عنهم ويعمل معهم من جنود الجيش والشرطة وغيرهم وهذا مخالف.. وقد قرر المنحرفون بأن الجهاد في هذا العصر واجب وفرض عين على كل مسلم ليس من أهل الأعذار، بناء على تكييفهم واقع المسلمين. حيث جعلوا بلاد المسلمين محتلة ومغتصبة إما من قبل من وصفوهم بالحكام المرتدين الكفرة وأعوانهم، فما يعتقده أولئك المنحرفون من إيجاب الجهاد وإعلانه بناء على هذه المعطيات النظرية المحتملة في غاية الخطورة، ويتنافى مع أحكام الإسام. الجهل أبرز أسباب الانحراف ويرى الأستاذ بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية، الدكتور عبدالسلام السحيميش، أن المقصود من الجهاد هو تبليغ دين الله ودعوة الناس إليه وإعلاء دين الله في الأرض وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وأن الجهاد بمعناه الخاص نوعان جهاد طلب وجهاد دفع ولهما شروطهما وضوابطهما، وقد مر جهاد المسلمين بمراحل منها مرحلة الدعوة والكف عن القتال وكانت أطولها، ومرحلة الإذن بالقتال من غير أمر به ومرحلة قتال من قاتل المسلمين ، مبينا: إن من أهم أسباب الانحراف في الجهاد وفي غيره الجهل بالدين وهو من أعظم الأسباب الحاملة للانحراف المولد لتكفير المسلمين بغير حق ثم العمل على جهادهم بدعوى كفرهم.

مشاركة :