أكد السودان اليوم (السبت) رفضه الحازم لتجزئة الاتفاق على مراحل للملء الأول والتشغيل الدائم لسد النهضة الإثيوبي، كاتفاقين منفصلين، مطالبا بالتوصل لاتفاق واحد شامل يعالج كل القضايا المتعلقة بالسد. وعقدت لجنة خبراء الاتحاد الأفريقى اليوم، اجتماعا ثنائيا مع السودان بشأن سد النهضة الأثيوبى. وقالت وزارة الرى السودانية، فى بيان صحفى، "عقد فريق التفاوض السوداني حول سد النهضة الإثيوبي برئاسة ياسر عباس وزير الري والموارد المائية اجتماعا ثنائيا بعد ظهر اليوم مع فريق خبراء الاتحاد الأفريقى". وأضافت "يأتي هذا الاجتماع استجابة لدعوة السودان لمنح خبراء الاتحاد الأفريقى دورا أكبر في تسهيل التفاوض بين السودان ومصر وإثيوبيا بهدف المساهمة في إعداد مسودة ثانية لمذكرة الاتفاق المقترحة التى تسلمتها الدول الثلاث فى الاجتماع السداسى السابق". وأوضحت أن الاجتماع بحث باستفاضة ضرورة وضع إطار مرجعي واضح لدور خبراء الاتحاد الإفريقى وشدد السودان علي ضرورة أن يلعب الاتحاد الإفريقى دورا قياديا ومبادرا في المفاوضات، أكثر فعالية من دوره خلال جولات التفاوض السابقة. وأكد وفد السودان، وفقا للبيان، على رفضه الحازم لتجزئة الاتفاق على مراحل للملء الأول والتشغيل الدائم كاتفاقين منفصلين، وطالب بالتوصل لاتفاق واحد شامل يعالج كل القضايا المتعلقة بسد النهضة. ومن المقرر أن ينعقد غدًا الأحد الاجتماع السداسى لوزراء الخارجية والرى من مصر والسودان وإثيوبيا، برئاسة دولة جنوب إفريقيا لبحث خلافات سد النهضة، والوصول لاتفاق ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة. وكان السودان قد تحفظ على المشاركة في اجتماع وزارى بشأن سد النهضة الأثيوبى تم عقده فى 4 يناير الجارى. ويتفاوض السودان ومصر وأثيوبيا، تحت مظلة الاتحاد الأفريقى، حول أمور فنية وقانونية متعلقة بملء وتشغيل سد النهضة الذى تبنيه إثيوبيا على رافد رئيسى لنهر النيل. وتطالب الخرطوم بتغيير منهجية التفاوض بما يمنح خبراء الاتحاد الأفريقي دوراً أكبر لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث. ويعتقد المفاوضون السودانيون أن التفاوض حول سد النهضة على مستوى وزراء الري غير كافٍ، بما يستلزم إحالة الملف إلى الاتحاد الأفريقي ورؤساء الدول الثلاث، بهدف توفير الدعم السياسي للوفود المتفاوضة حتى يحدث تقارب في المواقف. كما يدعو وفد السودان إلى منح المراقبين من الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، صفة وسطاء، غير أن مصر وإثيوبيا غير متحمستين لهذا الأمر. ويتمسك كذلك بأن يتم التفاوض حول النقاط المختلف حولها وليس على القضايا كافة، وان يستند التفاوض بشأن سد النهضة على إعلان المبادئ الموقع في العام 2015. ويتسبب مشروع سد النهضة في خلافات بين السودان ومصر وإثيوبيا، حيث تتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، بينما يحصل السودان على 18.5 مليار.
مشاركة :