بدأت حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس بتحريك قواتها، تمهيدا لشن هجوم عسكري يستهدف المسلحين المتطرفين ومهربي البشر بالمنطقة الغربية، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها "صيد الأفاعي". وقال وزير الداخلية فتحي باشاغا، الأحد، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن هذه العملية الأمنية تم الإعداد لها من مدة طويلة وستكون تحت إشراف وزارته وبالتعاون مع المنطقة العسكرية الغربية وطرابلس وبدعم دولي، وستبدأ عندما تكون كل الاستعدادات جاهزة موضحا أنها ستستهدف الجريمة المنظمة ومهربي البشر والوقود وتجار المخدرات، وتم تسميتها بعملية "صيد الأفاعي". وفي تصريح سابق لوكالة " أسوشيتد برس"، أكد باشاغا، أن تركيا تعهدت بالفعل بدعم العملية العسكرية التي ستستهدف أيضا مهربي البشر، داعيا الولايات المتحدة إلى تقديم المساعدة للقضاء على جذور مشكلة الهجرة غير الشرعية، معبرا عن أمله في أن يصبح تحقيق الاستقرار في بلاده التي مزقتها الحرب أولوية قصوى بالنسبة لإدارة جون بايدن. وفي هذا السياق، تحركت أرتال عسكرية وعربات مسلحة، الأحد، من مدينة العجيلات التابعة للمنطقة العسكرية الغربية، نحو العاصمة طرابلس، وذلك للإعداد والمشاركة في هذه العملية الأمنية، وهو ما يجعل من احتمال اندلاع مواجهة وشيكة بين المليشيات المسلحة غرب ليبيا، تبدو قريبة. وتنشط في ليبيا عصابات متخصصة في تهريب المهاجرين غير النظاميين إلى دول أوروبا وفي تهريب الوقود نحو دول الجوار سواء عبر البر نحو تونس والدول الإفريقية أو عبر البحر نحو مالطا، ويدير أفرادها أنشطتهم بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية أو بالتواطؤ معهم، وتزدهر أنشطة التهريب في صبراتة وزوارة والزاوية والقرة بوللي قرب شواطئ ليبيا غرب البلاد. ولطالما لاحقت حكومة الوفاق، اتهامات باحتضان الجماعات الإرهابية والتحالف مع المهربين والتستر على المجرمين المطلوبين دوليا، وظهر ذلك في العملية العسكرية التي شنها الجيش الليبي على العاصمة طرابلس، عندما تقدم أبرز تجار البشر صفوف قواتها لعرقلة تقدّم الجيش، على غرار أحمد الدباشي، وعبد الرحمن ميلاد الملقبّ بـ"البيدجا". ويعتقد مراقبون أن هذه العملية العسكرية على أمراء الحرب وتجار البشر يهدف من ورائه وزير الداخلية فتحي باشاغا إلى التسويق لنفسه كشخص قادر على فرض الاستقرار والقانون في بلاده، خاصة أنه ربط إعلانه عن هذه المواجهة، باستعداده لتولي منصب رئيس حكومة الوحدة وطنية التي ستنتج عن الحوار السياسي الجاري، كما تهدف تركيا من وراء مشاركتها فيها إلى إظهار نفسها أن دولة داعمة للأمن والاستقرار في ليبيا وعلى أن وجودها في ليبيا هو من أجل مصلحة الليبيين.
مشاركة :