وسط تنامى وتيرة الهجمات الإرهابية والواقع الإنسانى الجديد الذى أفرزه الانتشار الواسع لفيروس كورونا، تتصاعد المخاوف وتتجدد التحذيرات من أن تتحول منطقة الساحل إلى ملاذ أمن لنشاط جماعة الإخوان الإرهابية، واقع قد تعجز معه دول القارة السمراء منفردة عن مواجهته وفق ما يؤكده مراقبون على الرغم من جهودها الرامية للتنسيق فى مواجهة نشاط إرهابى أخذ فى الاتساع . ولا يبدو أن نشاط جماعة « الإخوان » الحاضنة الأم لكل جماعات الإسلام السياسى، والجماعات الإرهابية ببعيد عن القارة السمراء، حيث تنتشر الجماعة – بمستويات مختلفة - فى أكثر من ٧٠ دولة حول العالم، ويصنف فرعاها فى الأردن وتركيا كأقوى فرعين للجماعة حاليًا، رغم مواجهة الأول ضغوطًا متزايدة منذ تصنيف الجماعة إرهابية من قبل السعودية والإمارات ثم مصر فى العام ٢٠١٣ . انتشرت فروع جماعة الإخوان فى العديد من الدول الأفريقية، كما ذاعت أفكارها - لاسيما منذ الستينيات وتصاعد أفكار . محمد سودان، المسئول البارز بجماعة الإخوان ( موجود بلندن ) ، قال : إن جماعة الإخوان المسلمين تتواجد فى ٨٥ دولة حول العالم، بين حركات ومؤسسات مرتبطة فقط بالفكرة أو التنظيم، وفق روابط تتبع الجماعة فى تلك الدول . ففى مصر تأسست الجماعة عام ١٩٢٨ على يد حسن البنا، تحت اسم « جماعة الإخوان المسلمين » ، وتم حلها ثلاث مرات فى ١٩٤٨ و١٩٥٤ و٢٠١٣، وفى ديسمبر٢٠١٣، اعتبرتها السلطات المصرية « جماعة إرهابية » ، بعد أحداث تفجير مديرية أمن الدقهلية، فى ديسمبر فيما رفضت الجماعة القرار واعتبرته « مسيسًا ». وفى الجزائر تأسست الجماعة عام ١٩٧٦ كتنظيم يسمى « الموحدون » ، وتعتبر حركة « مجتمع السلم » ، التى تأسست عام ١٩٩٠، أكثر الأحزاب الجزائرية تأثرا بالإخوان، وهى المعبرة عن الجماعة الآن بعد أن شهدت انشقاقات داخلية . أما فى ليبيا نشأت منذ الستينات، لكنها كانت محظورة حتى سقوط الرئيس السابق معمر القذافى، وأعيد تشكيل حزب « العدالة والبناء » عقب سقوط الأخير، كذراع سياسية للجماعة التى تحمل اسم « الإخوان المسلمين فى ليبيا ». وفى تونس تأسست عام ١٩٧٢، تحت اسم « الجماعة الإسلامية » ، ثم تحولت عام ١٩٨١ إلى « حركة الاتجاه الإسلامي » ، ثم حولت اسمها إلى حركة « النهضة » سنة ١٩٨٨، وعادت للمشهد السياسى بعد ثورة تونس التى أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على، وتؤكد دائمًا عدم تبعيتها تنظيميا للإخوان . وفى السودان وفق موقع جماعة الإخوان الرسمى بالسودان، تأسست الجماعة فى الخمسينات، وتوالى عليها قيادات عدة وآخرهم على جاويش . يعرف من تاريخ الجماعة بالسودان، أنها تعرضت لانشقاقات واختلافات فكرية عديدة . وفى موريتانيا تأسست عام ١٩٧٨، تحت اسم « الجماعة الإسلامية » ، وهى معترف بها، إلاّ أن السلطات الرسمية رفضت طلب تأسيس حزب سياسى للجماعة فى ١٩٩١، وفى العام ٢٠٠٥ تمت الموافقة على حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية ( تواصل ) ، وهو محسوب فكريا على جماعة الإخوان، واتخذت موريتانيا إجراءات ضد أنشطة جماعة الإخوان داخل أراضيها، وحلت عددا من الجمعيات التابعة للإخوان، حيث حظرت جمعية المستقبل، إحدى أكبر الجمعيات الدينية فى موريتانيا، فى مارس ٢٠٢٠ . وفى المغرب نشأت فى الستينيات على يد الرمز الإسلامى، عبدالكريم الخطيب، ثم كان حضورها السياسى عبر حزب « العدالة والتنمية » فى ١٩٩٨، الذى شكل الحكومة عام ٢٠١٢، وينفى الحزب علاقته تنظيميًا بجماعة الإخوان . وفى الصومال تأسست حركة الإصلاح، ذراع الإخوان السياسية عام ١٩٧٨، وشهدت عدة انشقاقات، وهى موجودة حتى الآن . وفى جيبوتى تأسست عام ١٩٣٢، تحت اسم « الإخوان المسلمين » ، وشكّلت الجماعة كأفراد وبالتعاون مع أحزاب معارضة أخرى « التجمع الوطنى ». وفى جزر القمر لم يتشكل فيها أى تنظيم معلن للإخوان، رغم تواجدها فيها، وفق تصريحات نقلها يوسف ندا، مفوض العلاقات الخارجية السابق بجماعة الإخوان . وفى نيجيريا بدأت علاقات بين نيجيريين وجماعة الإخوان فى الأربعينات، وتعد جماعة « تعاون مسلمى نيجيريا » هى الأقرب للإخوان المسلمين، التى نشأت فى مدينة إيوو، عام ١٩٩٤ . وفى السنغال تأسست جماعة « عباد الرحمن » على نهج الإخوان عام ١٩٧٨ . وفى جنوب أفريقيا يتواجد فيها الإخوان كتيار فكرى، وزارة مؤخرا قيادات بارزة من الإخوان، منهم محمود حسين، ويحيى حامد . كما يتواجد الإخوان فى كل من غانا وكينيا، كتيارات فكرية ودعوية وخيرية، مع تحفظات من المصادر عن باقى تواجد الإخوان فى الدول الأفريقية .
مشاركة :