عدن آمنة.. والحكومة قوبلت بترحيب شعبي واسعتعاون الأطراف السياسية كفيل بتحسن الأوضاع المعيشيةمواقف المجتمع الدولي والمبعوث الأممي مخيبة للآمالالهجوم الإرهابي على مطار عدن فضح التدخلات الإيرانية أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن العاصمة المؤقتة (عدن) تتعافى يوماً بعد يوم، رغم محاولة مليشيا الحوثي عبر الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي ومحاولة اغتيال حكومة الكفاءات السياسية لنسف اتفاق الرياض وعرقلة جهود توحيد الصف الوطني. وقال في حوار أجرته معه «عكاظ» هاتفياً من مقر إقامته في عدن، إن هنالك استشعاراً من جميع أعضاء الحكومة بحجم التحديات والمخاطر التي تواجه البلد؛ وفي مقدمتها الأطماع التوسعية الإيرانية، وكذا المسؤولية الوطنية والتاريخية التي تقع على عاتق الحكومة في انتشال اليمن من أزمته وإنهاء معاناة المواطنين. مبيناً أن مواقف المجتمع الدولي والمبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيث لا ترقى لمستوى الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بشكل يومي بحق اليمنيين والتي ترقى لجرائم الحرب. وتطرق الإرياني إلى عدد من المواضيع المهمة، فإلى نص الحوار:• كيف هي عدن اليوم وبعد أيام من عودة الحكومة، والهجوم الإرهابي على مطار عدن، لاستهداف رئيس وأعضاء الحكومة؟•• عدن كباقي المناطق اليمنية عانت الويلات جراء انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والتي تعمدت إحداث دمار واسع في البنية التحتية والمنشآت الحكومية والمرافق العامة والخاصة من فنادق ومتنزهات ولم تسلم منها حتى المتاحف والمواقع التاريخية التي تعرضت للنهب والتخريب قبل هزيمتها واندحارها من المدينة. ونستطيع القول إن عدن تتعافى يوماً بعد يوم، رغم محاولة مليشيا الحوثي عبر الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي ومحاولة اغتيال حكومة الكفاءات السياسية لنسف اتفاق الرياض وعرقلة جهود توحيد الصف الوطني، وإرباك معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وتوسيع جراح هذه المدينة الجميلة، وإعادتها لمربع الصراع، إلا أن السحر انقلب على الساحر، وانكشف للعالم بشاعة وإرهاب المليشيا والإجرام الذي تمارسه بحق اليمنيين واستهدافها الأعيان المدنية دون اكتراث بأرواح المدنيين الأبرياء. وأستطيع التأكيد أن العاصمة المؤقتة «عدن» واعدة بالخير والمشاريع التنموية خلال الفترة القادمة والتي ستنعكس بشكل إيجابي على تثبيت الأمن والاستقرار في المدينة وتحسن الحالة المعيشية للمواطنين، وذلك لن يتم إلا بتعاون كل الأطراف السياسية المنضوية في الحكومة وأبناء عدن الشرفاء.استشعار المسؤولية• كيف كانت أجواء أول اجتماع للحكومة في عدن، بعد عودتها مشكلة من جميع الأطراف؟•• الأجواء التي سادت الاجتماع الأول لحكومة الكفاءات السياسية في العاصمة المؤقتة «عدن»، الذي جاء بعد يوم واحد من الهجوم الإرهابي الذي استهدفها لدى وصولها مطار عدن الدولي كانت إيجابية، وهنالك استشعار من جميع أعضاء الحكومة بحجم التحديات والمخاطر التي تواجه البلد؛ وفي مقدمتها الأطماع التوسعية الإيرانية، وكذا المسؤولية الوطنية والتاريخية التي تقع على عاتق الحكومة في انتشال اليمن من أزمته وإنهاء معاناة المواطنين الذين عانوا الويلات جراء الأوضاع المأساوية التي خلفها الانقلاب وشملت مختلف مناحي الحياة وتلبية احتياجاتهم، ونعول على هذا الزخم واستمرار الانسجام والإدراك المشترك بين مكونات الحكومة بحجم التحديات والمخاطر التي تحدق باليمن والمنطقة، في نجاح الحكومة في تنفيذ مهامها وأولوياتها التي أكد عليها فخامة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في كلمته التوجيهية التي ألقاها بعد أداء الحكومة اليمين الدستورية، وأن تكون عند مستوى تطلعات وآمال كل اليمنيين.إرهاب الحوثيين• ماذا تمخض عن هذا الاجتماع؟•• الاجتماع الأول لحكومة الكفاءات السياسية في العاصمة المؤقتة «عدن» برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، ناقش الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي لدى وصول الحكومة؛ باعتباره حدثاً استثنائياً ولاقى إدانات دولية وعربية واسعة لم تحظ به أي جريمة سابقة، وسلط الضوء على حقيقة الإرهاب الذي تمارسه مليشيا الحوثي بحق اليمنيين، حيث اطلعت الحكومة على إجراءات التحقيق، وتم الوقوف أمام الإجراءات التي تم اتخاذها في الجوانب السياسية والأمنية والصحية، وخطوات توحيد الأجهزة الأمنية ورفع قدراتها وكفاءاتها، ومناقشة الوضع الاقتصادي والمالي ومنع أي محاولات لاستغلال الأوضاع وزيادة الأعباء على كاهل المواطنين.التدخلات الإيرانية• أثبتت المليشيات الحوثية الإيرانية الإرهابية، أنها لم ولن تتوقف عن جرائمها ولن تركن إلى السلام، ما الخطوات التي يمكن اتخاذها لمواجهتها وإنهاء تمردها؟•• الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي أظهر للمجتمع الدولي الوجه الحقيقي لمليشيا الحوثي، وسلط الضوء على خطورة التدخلات الإيرانية في هذه المنطقة المهمة من العالم، ومساعي نظام طهران تحويل الأراضي اليمنية إلى منصة لاستهداف دول الجوار وساحة لتصفية الحسابات الإقليمية ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة وتهديد المصالح الدولية، وأكد ما قلناه مراراً أن المليشيا لا تفقه سوى لغة الحرب وأن حديثها عن السلام ليس إلا تكتيكاً ومناورة لكسب الوقت وحشد المزيد من المغرر بهم في صفوفها وتكديس وتطوير ترسانتها من الأسلحة الإيرانية المهربة، والحكومة والشعب اليمني الذين يخوضون منذ ستة أعوام معركة مصيرية في التصدي للمشروع الإيراني وأداته الحوثية قادرون بتكاتفهم ووحدتهم وبدعم من أشقائهم في تحالف الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية على التصدي لهذا المخطط واستعادة دولتهم والحفاظ على هويتهم وعروبتهم والانتصار لعزتهم وكرامتهم.الموقف الدولي• الهجوم الإرهابي أدانه المبعوث الأممي، لكنه لم يشر للحوثيين على أنهم من ارتكبوا هذه الجريمة، هل هذا الموقف كاف من وجهة نظر الحكومة؟•• للأسف الشديد ما زالت مواقف المجتمع الدولي والمبعوث الخاص لليمن السيد مارتن غريفيث لا ترقى لمستوى الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بشكل يومي بحق اليمنيين والتي ترقى لجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، وآخرها الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي، والهجوم البربري الذي تشنه مليشيا الحوثي الآن بينما أنا أحدثكم على قرية الحيمة بمديرية التعزية محافظة تعز والقتل والتنكيل بأبنائها وقصف منازلهم ومزارعهم الذي راح ضحيتها عدد من النساء والأطفال، وسبق أن حذرنا من خطورة هذا الصمت الدولي عن جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق المدنيين، وأن استمراره يعطي ضوءاً أخضر للمليشيا للاستمرار في إرهابها الذي فاق «القاعدة، داعش» ويدفع ثمنه اليمنيون كل يوم.إدانة واضحة• ما المنتظر من المبعوث الأممي، بعد أن ثبت أن إيران تقف خلف هذا الهجوم، من خلال وجود خبرائها في اليمن، ودعمها المفضوح للمليشيات الانقلابية؟•• ننتظر من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن السيد مارتن غريفيث الذي قام بزيارة لمطار عدن الدولي واطلع على حجم الدمار والخراب والمآسي التي خلفها الهجوم، إدانة واضحة لهذا العمل الإرهابي وتحميل مليشيا الحوثي المسؤولية بوضوح، والعمل على تقديم المسؤولين عن الهجوم لمحكمة الجنايات الدولية باعتباره «جريمة حرب»، كما نتطلع إلى موقف دولي حاسم إزاء استمرار التدخلات الإيرانية في اليمن وسياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة عبر رعاية المليشيات الطائفية؛ ومنها مليشيا الحوثي وتهريب التكنولوجيا العسكرية والخبراء، والضغط لوقف الدور التخريبي الذي تمارسه طهران عبر تصعيد العمليات العسكرية وتقويض الحلول السلمية للأزمة، والعمل على تصنيف مليشيا الحوثي «جماعة ارهابية».أسر الشهداء• ما أول خطوة اتخذتها الحكومة لمواساة أسر الشهداء والاطمئنان على أحوال المصابين في المستشفيات وفي منازلهم؟•• اتخذت الحكومة بتوجيهات من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية عدداً من الإجراءات، حيث وجه فخامة الرئيس برعاية ومواساة أسر الشهداء وتقديم الرعاية الصحية للجرحى وتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الهجوم الإرهابي برئاسة وزير الداخلية وعضوية قيادات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والسلطة المحلية بعدن بالتنسيق مع تحالف دعم الشرعية، كما أصدر رئيس الوزراء توجيهاته بصرف تعويضات عاجلة لأسر الشهداء ومعالجة الجرحى على نفقة الدولة، كما قام رئيس وأعضاء الحكومة بزيارات ميدانية إلى المستشفيات للاطمئنان على أحوال الجرحى ومتابعة علاجهم ونقل الحالات التي تستدعي العلاج في الخارج، كما وجه رئيس الوزراء وزارتي الخارجية والمغتربين والشؤون القانونية وحقوق الإنسان بالبدء في إعداد ملف متكامل عن الهجوم الإرهابي وتقديمه إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والمجتمع الدولي، كما تم استئناف حركة الطيران وتشغيل مطار عدن في وقت قياسي بدعم ومساندة من الأشقاء في البرنامج السعودي للتنمية وإعمار اليمن.الحفاوة بالحكومة• تنقلتم برفقة عدد من الوزراء في عدن، هل وجدتم أن بنود اتفاق الرياض، وخاصة ما يتعلق بالشق العسكري طبقت بالكامل؟•• تنقلنا منذ وصول الحكومة إلى العاصمة المؤقتة (عدن) في مختلف مديريات المدينة ولمسنا حجم الحفاوة الشعبية بالحكومة والآمال والتطلعات التي يعلقها المواطنون في تطوير الخدمات واستقرار العملة الوطنية وتحسين الأوضاع المعيشية ودوران عجلة التنمية، ورغم محاولات تعكير السكينة العامة عبر افتعال بعض الأعمال هنا وهناك إلا أن هنالك تحسناً ملحوظاً في الأوضاع الأمنية، والحكومة وضعت في أولوية مهامها خلال الفترة القادمة العمل على توحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية ورفع كفاءتها وقدرتها.دعم التحالف• يتوقع ألا تتوقف المليشيات الحوثية عن إرسال صواريخها إلى عدن، هل اتخذت تدابير احترازية لحماية أعضاء الحكومة والمواطنين؟•• ندرك أن الإرهاب الحوثي لن يتوقف عند الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي، وهنالك جهود كبيرة تبذل في إطار تأمين العاصمة المؤقتة (عدن) بدعم من تحالف دعم الشرعية بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ولا أريد الإفصاح عن تفاصيل في هذا الجانب حالياً، ونحن في الحكومة عقدنا العزم على العمل في العاصمة المؤقتة (عدن) مهما كانت التحديات والظروف، فدماؤنا ليست أغلى من دماء المقاتلين في جبهات العزة والكرامة الذين يدافعون عن الهوية والأرض ضد مرتزقة إيران (مليشيا الحوثي الارهابية).الشكر للسعودية• على الأرض كيف وجدتم حرص المملكة على المضي قدماً مهما كانت التحديات لتطبيق اتفاق الرياض وتأمين سلامة رئيس وأعضاء الحكومة اليمنية؟•• عمل الأشقاء في المملكة العربية السعودية طيلة عام كامل كخلية نحل وتذليل كافة العراقيل والعقبات أمام التوقيع على اتفاق الرياض وإنجاز تشكيل حكومة الكفاءات السياسية وعودتها للعاصمة المؤقتة (عدن)، وبُذلت في هذا الصدد جهود استثنائية تكللت بالنجاح. ولا يسعني في هذا المقام إلا التوجه بالشكر والتقدير للجهود المخلصة والنبيلة التي بذلها الأشقاء بالمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، كما نشكر الفريق الإشرافي والميداني الذين عملوا ليل نهار حتى الوصول إلى هذا الإنجاز التاريخي، وهي أدوار أخوية صادقة ونبيلة لن ينساها اليمنيون وامتداد لمواقف أهلنا وأشقائنا في المملكة العربية السعودية في دعم اليمن وإسناده في مختلف المحطات التاريخية، وآخرها الدعم اللامحدود لليمن في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.التفاؤل بالمستقبل• هل أنتم متفائلون بالمستقبل.. وما هو مصدر هذا التفاؤل؟•• لا خيار لدينا كيمنيين سوى التفاؤل والعمل على استعادة بلدنا، ولعل تنفيذ اتفاق الرياض، وتشكيل حكومة الكفاءات السياسية وبدء مباشرة مهامها من العاصمة المؤقتة (عدن)، والمضي في خطوات إعادة بناء مؤسسات الدولة وتوحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية، وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة وتوحيد الجبهة الوطنية وتسخير كل الإمكانيات في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، كلها خطوات تبعث الأمل، وكفيلة بتغيير المعادلات السياسية والعسكرية على الأرض، والتعجيل بالخلاص من المليشيا الحوثية وإسقاط المشروع التوسعي الإيراني في اليمن.< Previous PageNext Page >
مشاركة :