رجائي عطية: يجب التخلص من فكرة المحاماة مهنة من لا مهنة له

  • 1/11/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اتخذت نقابة المحامين، الاجراءات الاحترازية خلال عقد أولى جلسات حلف اليمين القانونية للمحامين الجدد، اليوم ، بنادي المحامين بمدينة السادس من أكتوبر، لنقابات: «القاهرة الجديدة ـ شبرا الخيمة ـ بنها ـ شمال الجيزة ـ جنوب الجيزة ـ شرق الإسكندرية ـ غرب الإسكندريةـ شمال البحيرة ـ جنوب البحيرة». والتزم معظم الاعضاء الجدد المشاركين فى حلف اليمين القانوني اليوم بالإجراءات الاحترازية التى اتخذتها النقابة بداية بعدم اصطحاب ذويهم وارتداء الماسكات والكمامات اثناء عقد جلسة اليوم . كما تم تقسيم الأعداد إلى عدة جلسات خلال شهر يناير الجارى، لتقليل الأعداد اثناء حضور الجلسات ، وعقدت الجلسة الأولى اليوم لنقابات: « القاهرة الجديدة ـ شبرا الخيمة ـ بنها ـ شمال الجيزة ـ جنوب الجيزة شرق الإسكندرية ـ غرب الإسكندريةـ شمال البحيرة ـ جنوب البحيرة ». كما تعقد الجلسة الثانية يوم الأحد الموافق 17 / 1 / 2021 لنقابات: «شمال القاهرة ـ جنوب القاهرة ـ حلوان ـ الإسماعيليةـ السويس ـ بورسعيد ـ دمياط ـ شمال سيناء ـ جنوب سيناءـ مطروح ـ طنطاـ المنوفية ـ المحلة الكبرى ـ كفر الشيخ  ـ شمال الشرقية ـ جنوب الشرقية» والجلسة الثالثة  يوم الأحد الموافق 24 / 1 / 2021  لنقابات: « شمال الدقهلية ـ جنوب الدقهلية ـ بني سويف ـ المنيا ـ شمال أسيوط ـ جنوب أسيوط ـ سوهاج ـ الفيوم ـ أسوان ـ الأقصر ـ قنا ـ البحر الأحمر ـ الوادي الجديد» . ونبهت إدارة السجلات بالنقابة على الخريجين القادمين لأداء حلف اليمين عدم الحضور مع ذويهم، وذلك لعدم الازدحام داخل وأمام أبواب القاعة. وترأس الجلسة الاولى التى عقدت صباح اليون نقيب المحامين  رجائي عطية، بحضور أعضاء مجلس النقابة العامة الأستاذة: حسين الجمال، محب مكاوي، محمد الكسار، عبد الحفيظ الروبي، وفاطمة الزهراء غنيم. واستهل نقيب المحامين حديثه قائلا: «أنكم وأنتم تخطون أول خطوة في المحاماة أنتم في نظري أمل المحاماة، لأنكم ستدخلون على حقل وفي رحاب رسالة عَرضت لها في السنوات الأخيرة خطوب ومحن؛ أخذت البعض بعيدا عن قيم وعلم وآداب وثقافة ومعارف المحاماة، ومقاومة تيار الفساد أو الانحراف عن المحاماة تحتاج إلى إخلاص وعزم وإرادة وعلم ومعرفة وإيمان بالمحاماة». وقال «عطية»: «ظني أننا يجب أن نتخلص من فكرة أن المحاماة صارت مهنة من لا مهنة له، من دخل المحاماة لأنه لم يجد غيرها، أقول له: من الأكرم له أن يبحث لنفسه عن عمل أخر، والمحاماة حينما نقول إنها رسالة فهي مقولة حق، لأنها رسالة فيها كل معاني الرسالات»، مضيفا: «المحامي من اللحظة التي يسلك فيها المحاماة، وهي من لقبها أو اسمها حماية عن الغير، ولن ينجح في المحاماة إلا من يأخذها بعشق، لأنك في رحلة المحاماة تتعلم كل يوم، وواجب عليك هذا». وشدد على أن العلم هو قوام مشروعية المحاماة، موضحا: «لأنك تتحدث إلى المحكمة وقضاتها يحملون ذات الإجازة التي تحملها، فما هي شرعية وجودك ورسالتك؟، هي أنك قادر على أن تحدث لدى هؤلاء القضاة من التأثير ما قد يغير الفكرة الأولى التي يأخذونها عن الدعوى، فلا يوجد بشر عندما يقرأ القراءة الأولى لا يخرج بفكرة، ولكن الخطر أن تتحول تلك الفكرة إلى عقيدة فتصد عن أي فكرة أخرى، وهنا تبدو قيمة المحاماة، فالمحامي لأنه يحلق فوق السحاب خارج السرب، هو الذي يقدم إلى القاضي ما يقنعه به بأن النظرة الأولى التي قد كونها ليست هي الحقيقة في الدعوى». وتابع نقيب المحامين: «لن يتأتى للمحامي والمحامية أن ينهض أو تنهض بهذا الدور ما لم يكونوا على علم بالمعارف بشتى صنوفها، وإتقان اللغة العربية الفصحى والعامية، وعلى علم بالدين وبالمنطق ومجموعة من العلوم يستحيل أن يكون المحامي محاميا إلا بها، مشيرا إلى أن القانون يأتي إلى القاضي محمولا على فكر وحجج وبينات وبراهين؛ كل تلك العدة قبلة المحامي فيها هو ما نجح في تكوينه من رصيد لنفسه في عقله وفكره ورأيه وقدرته على العرض، وهي حصاد أشياء كثيرة جدا».  وأفاد: «الكلمة التي ينطق بها المحامي لها مخارج ومداخل وماذا تعني لو نطقت من الجوف أو الزور، أو ارتفعت أو انخفضت، وكذلك الإيماء والإشارة وحركة اليد تسهم في الإقناع، كل هذه المعارف والعلوم يكتسبها المحامي من القراءة والاطلاع والإلمام بجوهر المحاماة وما تركته الأجيال عبر التاريخ الطويل لهذه الرسالة العظيمة، وكان من حظي أنني نشأت ضمن جيل تلقى عن جيل عظيم في المحاماة وأتيحت لي فرصة أن أسمع ليس فقط أبي الذي كان نقيبا للمحامين، وإنما جمهره كبيرة من عظماء المحاماة، أمثال الأستاذة مصطفى مرعي، علي أيوب، عبد الله محمد، وحمادة الناحل». وذكر «عطية»، أن الأمور لم تعد كما كانت، ومن يدخل على صفحات التواصل الاجتماعي سيجد قبائح وقذائف يطلقها البعض، وبعضهم يطلقونها للنيل من أهرامات المحاماة، هذه ليست المحاماة، وإن كان صوتهم عالي ولكن عددهم قليل وتأثيرهم شبه معدوم، لأن المحاماة لا يمكن أن تستقبل هذا النشاز، فالمحاماة أدب بكل معانيه بالمعنى العام، وبالمعنى السلوكي، والأدب في فنون المحاماة. وأردف: «عندما ندرس تاريخ المحامين العظام سنجد الصلة وطيدة بين المحاماة والأدب، وهناك أمثلة عديدة منها الدكتور محمد حسين هيكل صاحب رواية زينب أول رواية مصرية وغيرها، فكان المحامي الأديب، توفيق الحكيم، يحيى حقي، محمد التابعي، أحمد لطفي السيد، محمد فريد، ومصطفى كامل، غيرهم، فدائما تجتمع المحاماة مع الأدب والمعرفة والوطنية وحسن السلوك». وأكد نقيب المحامين، أنه من المحال أن نجد المتأدب نابيا ناشزا في سلوكه، فقوامه احترام الذات، ومن يحترم ذاته سوف يحترم غيره، لأن الإنسان قد يكذب على الآخرين ولكن محال أن يستطيع أن يكذب على نفسه فهو في داخله يعرف إن كان مستقيما أو منحرفا، وإن أدرك أن منحرفا فلن يستطيع أن يحترم نفسه، وكذلك من الأدب احترام الغير، والحديث النبوي يقول: ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا». ووجه نقيب المحامين نصيحة للأعضاء الجدد قائلا: «لن تنجح في المحاماة إلا بعشقها، لأن العبء في تحصيل عدة المحاماة عبء كبير جدا لا يقدر عليه إلا محب عاشق، والشوق إلى المعرفة هو الذي يحرك استطلاعك وتفهم ما لا تفهمه وتدرسه لتعلو بفكرك وحجتك ومنطقك ولغتك وأدبك». وذكّر «عطية»: «كل هذه الاعتبارات الضخمة مشار إليها في قسم المحاماة المختصر، ولكنه حافل بمعان علينا أن نتمعنها ونحن نقسم هذا القسم، نقسمه بقلوبنا ووجدننا ومشاعرنا قبل أن نقسم به بألسنتنا»، منوها إلى أن المادة 20 من قانون المحاماة نصت على أنه لا يجوز للمحامي الذي يقيد اسمه بجدول المحاماة أن يزاول المهنة إلا بعد حلف اليمين بالصيغة الآتية: «أقسم بالله العظيم أن أمارس أعمال المحاماة بالشرف والأمانة والاستقلال وأن أحافظ على سر مهنة المحاماة وعلى تقاليدها وأن أحترم الدستور والقانون».

مشاركة :