باريس - أعربت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الأحد عن قلقها من "عودة ظهور" تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فيما تتواصل تعبئة العسكريين الفرنسيين ضمن تحالف دولي لمكافحته بقيادة الولايات المتحدة.وأكدت الوزيرة في تصريح أدلت به لتحالف إعلامي يضم محطتي 'فرانس إنتر' الإذاعية و'فرانس إنفو تي.في' التلفزيونية وصحيفة 'لو موند'، أن "فرنسا تعتبر أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال موجودا. حتى أنه يمكن الحديث عن شكل من أشكال عودة ظهور داعش في سوريا والعراق".وتأتي تصريحات بارلي في توقيت أعلنت فيه إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب أنها تعتزم سحب 500 جندي من العراق في منتصف فبراير/شباط وإبقاء 2500 جندي فقط هناك.وسبق أن غادرت الغالبية الساحقة من قوات الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية مع بدء جائحة كوفيد-19.وقالت الوزيرة الفرنسية "منذ سقوط بلدة الباغوز في وادي الفرات حيث كان المعقل الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن نلاحظ أن داعش تستعيد قوتها في سوريا"، حيث تبنى التنظيم هجوما قتل فيه 39 عنصرا من قوات النظام في 30 ديسمبر/كانون الأول.وأكدت بارلي أن التنظيم الذي تبنى كذلك عددا من الاعتداءات في أوروبا في السنوات الأخيرة "يعيد بناء صفوفه في العراق أيضا"، معتبرة أن تنظيم الدولة الإسلامية "لم يتم اجتثاثه في بلاد الشام، لذا نحن لا نزال هناك عبر مهمات تدريبية وعبر مقاتلاتنا" وعددها أربع طائرات من طراز رافال تشارك في مهمات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة.وبعدما كان قد أعلن في العام 2014 إقامة "الخلافة" في مناطق سيطر عليها في سوريا والعراق، تكبّد تنظيم الدولة الإسلامية خسائر متتالية في البلدين قبل أن تنهار "خلافته" في مارس/آذار 2019 في سوريا.لكن التنظيم عاود هجماته وانخرط في حرب استنزاف ضد الجيش السوري والمقاتلين الموالين له والقوات الكردية التي حظيت بدعم واشنطن في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.وفي الأشهر الأخيرة أصبحت البادية السورية مسرحا لمعارك منتظمة بين الإرهابيين والقوات السورية المدعومة من سلاح الجو الروسي.ومنذ سقوط الباغوز في مارس/آذار 2019، أسفرت الهجمات التي شنّها التنظيم عن مقتل أكثر من 1300 شخص بين عسكريين سوريين ومقاتلين موالين لإيران، كما أكثر قتل من 600 جهادي، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
مشاركة :