لا يترك موالو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أي فرصة قد تخولهم النيل من خصومهم السياسيين وإهانتهم خاصة أولئك الذين ينتمون لأحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد مثل حزبي "الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد. وفي آخر فصول الجدل بين أنصار حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يقوده أردوغان، وحزب "الشعب الجمهوري"، دعا إمام جامعٍ تركي في ضواحي مدينة توكاد الواقعة في شمال البلاد إلى استخدام لقاح فيروس كورونا أولاً على أعضاء الحزب المعارض الذي يتزعّمه كمال كليتشدار أوغلو. وأدت دعوة الإمام آيهان كاسكين المعروف بتأييده للرئيس التركي وحزبه، لاستخدام أعضاء الحزب المعارض كفئران تجارب قبل أن يُعرف مدى فعالية اللقاح الذي استوردته أنقرة من الصين، إلى اندلاع موجةٍ غضب كبيرة في صفوف الحزب الذي يُعد ثاني أكبر حزبٍ في البلاد. وعلى الفور توجّه حزب "الشعب الجمهوري" إلى المحاكم، حيث أعلن خيري كوجا أوغلو النائب عن الحزب في البرلمان ورئيسه في البلدة التي يمارس فيها الإمام التركي مهامه، عن رفع دعوى قضائية بحق الأخير، معتبراً أن منشوره الذي لم يحذفه موقع "فيسبوك" بعد، جاء في سياق "التحريض على الكراهية والعداوة والإهانة". وكشفت مصادر في المركز الإعلامي لزعيم المعارضة التركية لـ "العربية.نت" أن كبير محاميي رئيس الحزب سيتولى مراقبة هذه الدعوى التي واحدة من بين جملة شكاوى تقدّم بها حزب "الشعب الجمهوري" بحق شخصياتٍ تدعم الحزب الحاكم. وكان الإمام التركي قد دعا علناً، يوم أمس الأحد، عبر حسابه الشخصي في موقع "فيسبوك"، لاستخدام لقاح كورونا أولاً على أعضاء حزب "الشعب الجمهوري" الذي يأتي ترتيبه الثاني في البرلمان من حيث عدد المقاعد بعد الائتلاف الحاكم. وقال كاسكين في منشوره الذي خصصه لاحقاً لأصدقائه بعدما كان للعامة: "لنستخدم لقاح فيروس كورونا أولاً على المنتمين لحزب الشعب الجمهوري المعارض، فإن ثبتت فاعليته نكون أنقذنا الأمة، وإن هلكوا فسيكون قد تخلص الوطن منهم". وعلى الرغم من كثرة الشكاوى والدعاوى التي رفعها حزب المعارضة الرئيسي بحق الحزب الحاكم وحليفه حزب "الحركة القومية" اليميني، إلا أن المحاكم عادة لا تتخذ إجراءاتٍ فعلية، إذ لم يتم احتجاز زعيم المافيا التركية الشهير علاء الدين تشاقجي رغم أنه هدد كليتشدار أوغلو بالقتل علناً قبل فترةٍ وجيزة وقام الأخير برفع شكوى جنائية بحقه. وقبل ثلاثة أيام، أعلنت جانان كفتانجي أوغلو، وهي رئيسة حزب "الشعب الجمهوري" في اسطنبول وأحد أبرز قادته، عن نيتها في رفع شكوى جنائية بحق الرئيس التركي بعدما اتهمها بـ "الإرهاب"، على خلفية مشاركتها في احتجاجات جامعة البوسفور الأسبوع الماضي. وفي معظم الأحيان يتهم أردوغان خصومه بالإرهاب وغالباً ما يعني بذلك دعمهم أو انضمامهم لحزب "العمال الكردستاني" المحظور لدى بلاده أو تأييدهم لحليفه السابق الداعية فتح الله غولن المتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة على حكمه منتصف العام 2016.
مشاركة :