عواصم - وكالات - أحرزت «جبهة النصرة» ومقاتلون إسلاميون أمس، تقدماً في اتجاه مطار ابو الظهور العسكري، آخر نقطة عسكرية تابعة لقوات النظام في محافظة ادلب شمال غربي سورية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن: «تشن (جبهة النصرة) ومقاتلون من فصائل اسلامية منذ مساء الخميس هجوماً عنيفاً على مطار ابو الظهور العسكري المحاصر منذ اكثر من عامين، وتمكّن المهاجمون من السيطرة على البوابة الرئيسة للمطار من الجهة الشمالية وعلى نقاط عدة عند اطرافه». واوضح المرصد ان «أعدادا كبيرة من المقاتلين هاجموا المطار تتقدمهم مجموعات (انغماسية) اقتحمت بوابة المطار الرئيسة بواسطة دراجات نارية». ولا تزال المعارك مستمرة بين الطرفين، وتترافق مع غارات جوية مكثفة ينفذها الطيران التابع للنظام على محيط المطار الواقع في جنوب شرقي مدينة إدلب، ومع قصف عنيف لمواقع المقاتلين. وتسببت المعارك والتفجيرات والقصف بمقتل 16 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و18 عنصراً من «النصرة» وحلفائها. ويتعرض مطار ابو الظهور لهجمات متكررة منذ سنتين في محاولة للسيطرة عليه. في غضون ذلك، وجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، أول من أمس، رسالة الى مجلس الامن الدولي، يفصّل فيها مقاييس وكيفية إجراء تحقيق بشأن الهجمات الكيماوية الاخيرة في سورية، خصوصاً باستخدام الكلور. وطرح بأن في رسالته الواقعة في 78 صفحات تكليف 3 خبراء مستقلين بالتحقيق، تدعمهم فرق متمركزة في لاهاي ونيويورك. وقال ديبلوماسيون ان امام المجلس 5 ايام لتحديد موقفه من الرسالة، وفي حال عدم وجود اي اعتراض يبدأ حينها الامين العام انتداب الخبراء «على قاعدة الخبرة المهنية» ومع احترام «قاعدة جغرافية تتسع دائرتها قدر الإمكان». واحدث مجلس الامن، بموجب قرار اميركي في الاصل تبناه في 7 الجاري، «آلية مشتركة» بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية بهدف «تحديد الافراد والكيانات والمجموعات والحكومات» التي تنظم او ترعى او تنفذ هجمات بالاسلحة الكيماوية. وجاء في رسالة الامين العام ان المهمة ستكون بقيادة ثلاثة خبراء مستقلين «يدعمهم فريق من المهنيين يتجمعون في 3 مستويات»: مكتب سياسي مقره نيويورك ومكتب تحقيق مقره لاهاي مكلف التحاليل العلمية وقسم للدعم اللوجستي مقره نيويورك. ولا تحدد الرسالة العدد الاجمالي لمن سيكلفون التحقيق ولا تاريخ بداية التحقيق الميداني. وسيكون امام الخبراء 90 يوماً لتقديم تقريرهم الاول، وسيكون بإمكانهم التحقيق في اماكن الهجمات المفترضة وايضا في المستشفيات التي عولج فيها الضحايا، وسيكون بالإمكان مد التحقيق الى «اي مكان آخر» في سورية، بما فيها المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة وايضا الى الدول المجاورة عند الاقتضاء. من جهته، قال نائب السكرتير العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية والتنسيق في حالات الطوارئ ستيفين اوبراين، ان عدد القتلى منذ نشوب الصراع المسلح في سورية ارتفع الى نحو ربع مليون شخص، فيما بلغ عدد الجرحى اكثر من مليون شخص، غالبيتهم من المدنيين العزل. واضاف في كلمة أمس، امام مجلس الامن الدولي ان «عدد النازحين داخل سورية بلغ نحو 7.6 مليون، في ما ارتفع عدد اللاجئين الى دول الجوار الى نحو 4 ملايين لاجئ في كل من الأردن ولبنان وتركيا والعراق. ولفت الى أن المعاناة الانسانية تتفاقم في المناطق المحاصرة. وأضاف ان هناك 4.6 مليون شخص يعيشون في مناطق يصعب الوصول اليها ولم يتلق فيها إلا 12 في المئة منهم مساعدات غذائية على مدار شهور. وقال اوبراين«إنني غاضب لأننا كمجتمع دولي غير مسموح لنا وغير قادرين على بذل المزيد لحماية السوريين الذين يحتاجون أكثر من أي وقت مضى دعماً لا يتزعزع». نفى مسؤولية والده رفعت عن مجازر حماه ريبال الأسد: بشار خجول وماهر مؤدّب بيروت - بي بي سي - قال ريبال الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، إن والده رفعت شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد «نفى مرات عدة أن يكون مسؤولاً» عن مجازر حماه عام 1982، مضيفاً أن والده قال «أنا مقاتل ولست قاتلا، ولم أذهب إلى حماه، ولو طلب مني أن أذهب لفعلت، ولكن لم يُطلب ذلك مني». ووصف ريبال، خلال مقابلة له على قناة «بي بي سي» أمس، في برنامج «المشهد» الرئيس بشار، بـ «الرجل الخجول» وشقيقه ماهر بـ «الرجل المؤدب» على عكس ماعرفه السوريون عنهما. وشدد على أن والده هو أول من دعا إلى التغيير الديموقراطي، ليس في سورية فحسب، بل في كل الشرق الأوسط، وأنه ركن أساسي من أركان الحل في ما يجري في سورية الآن، منتقداً المعارضة السورية على ادعائها تمثيل الشعب السوري، ومطالباً إياها بأن تقنعه بعملها، بوصفه صاحب خبرة دولية في أصول الثورات والديموقراطية، قائلاً: «معقول 260 شخصا يمثّلون الشعب السوري؟ انا عايش من عمري 9 سنين بأوروبا واميركا، كيف تقنعوني انو نحن رايحين نحو دولة ديموقراطية؟ لازم تقنعوني».
مشاركة :