أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الإثنين بأن محاولة الديمقراطيين في مجلس الكونجرس الأمريكي لعزل الرئيس دونالد ترامب للمرة الثانية لاتزال تلقى مقاومة في مجلس الشيوخ؛ حيث أعرب نواب كبار من كلا الحزبين عن معارضتهم. وذكرت الصحيفة - في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن - أن الديمقراطيين سيقدمون في وقت لاحق من اليوم اقتراحا إلى مجلس النواب يدعو مايك بنس، نائب الرئيس، إلى تجريد ترامب من منصبه في أعقاب أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي من قبل أنصار الرئيس في واشنطن، وأكدوا بأنه إذا فشل بنس في القيام بذلك، فإنهم يخططون للتصويت لعزل ترامب في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مما قد يجعله أول رئيس يتم التصويت على عزله مرتين أثناء منصبه. ووضعت نانسي بيلوسي، الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب، خططها في رسالة إلى زملائها ليلة أمس الأحد وكتبت:" أنه مع مرور الأيام، تشتد فظاعة الاعتداء المستمر على ديمقراطيتنا التي يمارسها هذا الرئيس، وكذلك الحاجة الملحة للتحرك". مع ذلك، أبرزت الصحيفة أنه بينما انتقد عدد متزايد من الجمهوريين الرئيس بسبب دوره ومسئوليته عما حدث، لم يقل أي منهم إنه سيصوت لإدانته بارتكاب مخالفات في مجلس الشيوخ، وأضاف العديد أنهم لا يعتقدون أن المساءلة هي أفضل طريقة لمحاسبة ترامب. من جانبه، قال بات تومي، أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوري الذي قاد إدانة الرئيس: "إن أفضل طريقة لبلدنا هي أن يستقيل الرئيس ويغادر في أقرب وقت ممكن"، وشكك في إمكانية عزل ترامب في الوقت المحدود المُتبقي في منصبه أو بعد ذلك. وأكد جو مانشين، السناتور الديمقراطي، مخاوف تومي الذي قال إنه لا يريد إجراءات العزل حتى لا يتشتت انتباه جو بايدن في الأشهر القليلة الأولى له في المنصب، والتي ستبدأ يوم 20 يناير الجاري. وتمت إدانة ترامب بشدة لحثه على حشد مؤيدينه أمام مبنى الكابيتول ثم اقتحامه، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، من بينهم ضابط شرطة، فضلا عن أنهم أوقفوا لفترة وجيزة التصديق على فوز بايدن الانتخابي، والذي يواصل ترامب زعمه الخاطيء بأنه غير شرعي، وأتلفوا الأثاث ثم التقطوا بعض الصور. في الوقت ذاته، أفادت الصحيفة البريطانية بأن بريان موناهان، الطبيب المعالج للكونجرس، أرسل هو الآخر بريدًا إليكترونيًا إلى الأعضاء ليلة أمس محذرهم من أنهم قد يكونوا تعرضوا لعدوى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" أثناء عملية الاقتحام، وذلك قبل أن يحتموا في غرفة آمنة للهروب من أحداث العنف. وقالت الصحيفة، إن حصار الكابيتول تسبب في حدوث انقسام في الحزب الجمهوري بين الموالين لترامب والجمهوريين المؤسسيين الذين يريدون الانفصال عن السياسة التي يتبعها الرئيس.حتى استقال العديد من أعضاء إدارة ترامب، بينما دعاه آخرون إلى مواجهة تهم جنائية بمجرد تركه لمنصبه. ووصف مايك مولفاني، الرئيس السابق لطاقم البيت الأبيض - الذي تخلى الأسبوع الماضي عن منصبه كمبعوث خاص لأيرلندا الشمالية - الأحداث بأنها "تهديد أساسي للولايات المتحدة"، وتوقع أن ينبذ حزبه ترامب نتيجة لذلك. بينما قال أرنولد شوارزنيجر، الحاكم الجمهوري السابق لولاية كاليفورنيا، إن الرئيس يسعى إلى انقلاب من خلال تضليل الناس بالأكاذيب، كما بدأ المانحون أيضًا في إدارة ظهورهم لحلفاء ترامب الجمهوريين، إذ قال ما لا يقل عن ثلاث شركات مانحة كبرى إنهم لن يقدموا بعد الآن أموالًا لأعضاء معينين في الحزب، وقالت سلسلة فنادق ماريوت الدولية إنها لن تتبرع لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوتوا ضد التصديق على انتخاب بايدن.
مشاركة :