] كاظم عبدالله: أظهرت دراسة أعدها معهد الموارد العالمية wri أن البحرين أكثر بلد على الكرة الأرضية مهدد بانقراض مخزونه من الماء العذب، في حين جاءت الكويت كثاني دولة في العالم مهددة بنضوب الماء العذب فيها مع حلول عام 2040. وبينت الدراسة التي تناولت قائمة أكثر دول العالم المهددة بزوال المياه العذبة فيها خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة أن الكويت أكثر تعرضا من غيرها لمخاطر نضوب المياه الصالحة للشرب في المستقبل القريب والمتوسط. وحلت بالتالي في المركز الثاني بعد البحرين من ضمن قائمة ضمت 33 دولة صنفت من أكثر بقاع الأرض التي سيجف باطنها من المياه العذبة. وسيكون نضوب المياه فيها بشكل متفاوت بين 2020 و2030 و2040. وقال باحثون من المعهد العالمي للموارد المائية إن منطقة الشرق الأوسط ربما كانت أكثر مناطق العالم افتقاراً للأمن المائي. وأشاروا إلى أن 13 دولة شرق أوسطية مهددة بأزمات مياه خانقة. ومن المثير للاهتمام في التصنيف لأكثر الدول عرضة لخطر شح مياهها هو وجود أغلب الدول العربية بواقع 16 بلدا ضمن قائمة اكثر أقطار الأرض عرضة لشح عالي الدرجة لمياهها العذبة ابتداء من عام 2020 الى عام 2040، حيث أتت دول الخليج مجتمعة في المراتب الأولى ولحقتها كل من فلسطين ولبنان والأردن وليبيا واليمن والمغرب والعراق وسورية والجزائر وتونس، فيما لا تشهد كل من مصر وموريتانيا والسودان والصومال وجيبوتي واريتريا ضغوطا قريبة الأجل تدفع لنضوب مصادرها المائية. وفي السياق ذاته، أكد منسق برنامج إدارة الموارد المائية بجامعة الخليج العربي د. وليد زباري، مطابقة نتائج الدراسة مع واقع المياه الجوفية العذبة في البحرين، حيث أكد زباري أن منسوب المياه العذبة في البحرين بدأ في الانخفاض منذ فترة ليست بالقصيرة، وبدأت نسبة الملوحة تطغي على المياه الجوفية بسبب انخفاض مستوياتها. وأضاف زباري أن جامعة الخليج العربي قامت بعدة دراسات عن المياه الجوفية العذبة في البحرين منذ التسعينات، وبينت نتائج جميع هذه الدراسات أن المياه الجوفية في المملكة تنضب بوتيرة متسارعة وكذلك نسب ملوحتها. وتابع قائلا: البحرين مواردها من المياه الجوفية محدودة جدا، وهي مياه أحفورية، أي قديمة وترجع لعشرات الألوف من السنين تجمعت في باطن الأرض عندما كانت المنطقة تمر بمرحلة مطيرة، والأمر ذاته ينطبق على الكويت، وكمية الأمطار التي تهطل على المنطقة عموما والبحرين بشكل خاص قليلة جدا، لا تغذي هذه المياه الجوفية بشكل كبير، ولذا فإن الكميات التي تسحب من المياه الجوفية لا يتم تعويضها ويتم أخذها من المخزون الجوفي، ما يؤدي إلى انخفاض مستوياتها المائية وغزو مياه البحر الملاصقة لها واختلاطها بها ما يزيد من نسبة ملوحتها. وأشار زباري إلى أن معظم المياه الجوفية في البحرين قد فقدت عذوبتها، وحاليا هناك شريط ضيق على الساحل الشرقي الغربي من المملكة الذي مازال يحتفظ بمياه جوفية عذبة نسبيا، وباستثناء ذلك، فإن مجمل مساحة الخزان الجوفي في البحرين ذات ملوحة عالية جدا لا تصلح للاستخدام المباشر بدون تحليتها.
مشاركة :