مهرجان تمور بريدة تظاهرة اقتصادية واجتماعية

  • 8/29/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يمثل مهرجان تمور بريدة الذي يقام بمنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية تظاهرة اقتصادية واجتماعية تستقطب الالاف من المتسوقين والزوار من داخل المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي. ووفقا للإحصائيات الرسمية فان رقم التداول اليومي بالسوق يقدر اكثر من ملياري ريال وكمية التمور التي ترد للسوق في مدينة بريدة 1000 طن تقريبا. ويعرض خلال المهرجان أكثر من 35 نوعا من التمور التي تنتجها مزارع المملكة. كما بينت الإحصائية أن مبلغ التداول داخل مدينة التمور ببريدة يقدر بحدود 25 مليون ريال اما الوظائف غير المباشرة التي يقدمها المهرجان تقدر بحوالي 2000 وظيفة ونسبة ما يصل من التمور للسوق من أجمالي انتاج المنطقة حوالي اربعين بالمئة. وعدد السيارات التي تجلب التمور بحدود 2000 سيارة. وعلى هامش المهرجان يقام العديد من الفعاليات المصاحبة التي تستهدف كافة شرائح المجتمع المتعددة، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وبرنامج بارع في الجوانب الترفيهية والترويحية وما يحكي التراث كقرية التمور وفعالية ظلال النخيل وغيرها من الفعاليات، إضافة إلى إقامة عدد من الندوات والدورات التدريبية المتعلقة بالنخيل. وينطوي المهرجان على أبعاد اقتصادية واجتماعية تلامس المجتمع وتوفر فرصًا تسويقية حقيقية أمام المزارعين كما يشهد المرجان تطورا تصاعديا ملموسا من حيث توفير الأسواق للمزارعين وتعدد وتنوع الفعاليات ومتابعة وضبط ما يرد للسوق من التمور من خلال فريق ضبط الجودة. وفي المهرجان أنموذج المزرعة القديمة التي تحاكي طبيعة الفلاح وما يشتمل عليه محيطه الجغرافي، من نخيل، وزرع، بالإضافة إلى مقومات العيش والأكل والشرب، التي تشتمل عليها المزرعة قديماً. وتقدم لزوار المهرجان شروحات مفصلة من قبل أصحاب المحال والأركان المتواجدة في المزرعة، وما تقدمه من طرق تقليدية لعدد من العادات الغذائية اضافة ما يحتويه المهرجان من مقر القرية التي تحاكي في طبيعتها وتصميمها ومحتواها أنموذجاً للقرية في عصور مضت، اضافة الى ما يتضمنه من مرافق ومقار وعروض لطرق الزراعة والري القديمة، ونماذج تحاكي الأسواق، ومحال البيع والشراء. وهناك أرض الحراج الرئيسية، وساحة البيع والشراء للتمور، التي تستقبل ما يقرب من 2000 سيارة يومياً، محملة بما يناهز ألف طن من التمور، تقدر مبيعاتها وقيمتها النقدية بأكثر من 30 مليون ريال، لينتقل سموه إلى خيمة التجزئة التي تم تجهيزها لتستوعب باعة التجزئة، ويشاهد الزائر الكيفية التي يتم فيها عرض أنواع وأصناف التمور. بينما يحتوي مركز النخلة وما تقدمه الجهات الراعية والمشاركة في تنظيم ورعاية مهرجان التمور، ليبدأ حينها الحفل الخطابي بعرض مرئي عن أنشطة وبرامج وأهداف مهرجان التمور ببريدة، ثم كلمة الرعاة، التي حددت أهداف ومقاصد كافة المشاركين بالرعاية والتنظيم، بوصفهم يقدمون واجباً اجتماعياً ووطنياً. وخلال زيارته الى مقر المهرجان اكد سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم أن مهرجان بريدة للتمور له دلائل النجاح والتفرد وذلك من خلال الأرقام الحسابية الدقيقة لحجم المبيعات، وأصناف التمور، وأوزانها، بالإضافة إلى عدد المركبات التي ترد إلى السوق يومياً، وما يعززه المهرجان من تأصيل لمعنى العمل الحرفي واليدوي، الذي دخل فنونه عدد من أبناء الوطن، مبيناً أن ذلك التنظيم والتأهيل الدقيق للعمل أوصل تمور بريدة إلى عدد من الأسواق الخليجية والإقليمية والعالمية. واثنى على الرسالة الاجتماعية والزراعية والاقتصادية المشرفة التي يقدمها المهرجان للمنطقة بوجه عام، وما يجسده من مضامين وأهداف تسعى لتحقيق تطلعات الجميع، نحو منتج زراعي مهم على خارطة الغذاء المحلية والعالمية. كما شدد على أهمية غرس ونشر ثقافة الترشيد والتوعية والإدراك لأهمية الثروة المائية عند المزارعين، مؤكداً على ضرورة أن تأتي على خط متواز مع عمليات التوسع والانتشار لزراعة النخيل، مبيناً أن التمر والماء عنصران مهمان على خارطة الغذاء المحلي، ويجب أن يتم التوفيق بينهما كي لا يتضرر أحدهما من الآخر. ودعا رجال الأعمال، وممثلي الغرف التجارية، والجمعيات التعاونية بالتكاتف لإنشاء شركات للتمور والصناعات التحويلية، التي تعد الطريق الأمثل لديمومة الوصول للأسواق العالمية. متمنياً من فرع وزارة الزراعة بمنطقة القصيم أن تفعل دورها بصورة أكبر في مثل هذه المهرجانات التي تعني بالنخيل والتمور مشيدا ببرنامج بارع، التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار والذي يعد ذراعا هاما للحرف والصناعات اليدوية، كما اثنى على تنوع فعاليات مهرجان تمور بريدة ومحاكاتها للتراث من خلال قرية التمور، وما يقام من فعاليات شيقة للعائلات والشباب في ظلال النخيل، مطالباً سموه بتفعيل فعالية ظلال النخيل في نهاية كل أسبوع لتكون متنفسا ريفيا للعائلات. وعقد سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم مؤتمرا صحفيا اكد فيه أن مهرجان التمور يقوم بتصدير كميات كبيرة من التمور إلى دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية بل إلى الدول الأوروبية أيضًا، وفي نفس الوقت المهرجان يخلق وظائف للشباب السعودي. وحول حجم مبيعات التمور، قال إن حجم التداول اليومي خلال موسم مهرجان التمور بالسوق أكثر من 2 مليار ريال سعودي، موضحًا أن كمية التمور التي ترد للسوق في مدينة بريدة ألف طن تقريبًا، لافتًا إلى أن مبلغ التداول داخل مدينة التمور ببريدة بحدود 25 مليوناً وعدد الوظائف المباشرة التي يوفرها المهرجان 1500وظيفة، مؤكدًا أن نسبة ما يصل من التمور للسوق من إجمالي إنتاج المنطقة 40% والباقي يتمّ تسويقه من المزارع مباشرة، لافتًا إلى أن علاقة السوق بالنشاط السياحي تكاملية وتترافق مع زيادة إشغال الفنادق والشقق المفروشة مع بداية كل نشاط، كما أن مهرجان التمور في بريدة ينشط الحراك الاقتصادي الشامل دعمًا للخدمات المساندة المباشرة وغير المباشرة للمهرجان، موضحًا أن المهرجان ومساحة السوق ومنشط في ظلال النخيل ديوانيّة اجتماعيّة، وملتقى للألفة والمحبة من داخل الوطن وخارجه. وعن الرؤية المستقبلية والتطلعات لمهرجان التمور، أشار إلى أن تطلعه المستقبلي أن يكون إن شاء الله هناك مهرجان عالمي للتمور تشارك فيه كثير من الدول التي تهتم بالمنتج، موضحًا أن التمر هو أمن غذائي، والشحّ في المواد الغذائية أو الأمن الغذائي العالمي أصبح معروفًا لدى الجميع، ولذلك فإن صناعة التمور أو إنتاج التمور هو من ركائز الأمن الغذائي، موضحا ان البرنامج العالمي الذي تقوم عليه المملكة العربية السعودية لدعم منظمات الأمم المتحدة مرتكزه هي التمور التي تمنح إلى هذا البرنامج ودعم الدول المحتاجة في بلاد إفريقيا أو بلدان أخرى في العالم. وقال إننا نعتز بوجود مهرجانات مماثلة في دول مجلس التعاون الخليجي، موضحًا أن مهرجان التمور سوف يختلف من عام إلى آخر بما هو جديد في الأساليب حيث إن كثيرًا من الفعاليات صاحبت المهرجان هذا العام، لافتًا إلى أن العام القادم إن شاء الله سوف يشهد المهرجان تطورًا لافتًا وسيتم العمل على البنية الأساسية لهذه المدينة، مدينة التمور، وستكتمل بحول الله وقوته بما فيها من مرفقات تخدم المنتج وساعدًا قويًا له.

مشاركة :