أحرزت قوات المعارضة السورية تقدما في اتجاه مطار أبو الظهور العسكري، آخر نقطة عسكرية تابعة لقوات النظام في محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، في حين استهدفت أحياء في العاصمة دمشق بقذائف عدة وشن طيران النظام غارات جوية على مناطق في ريفها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أبلغ «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن «مقاتلي جبهة النصرة ومقاتلين من فصائل معارضة يشنون منذ مساء الخميس هجومًا عنيفًا على مطار أبو الظهور العسكري المحاصر منذ أكثر من عامين، وقد تمكن المهاجمون من السيطرة على البوابة الرئيسية للمطار من الجهة الشمالية وعلى نقاط عدة عند أطرافه». وأوضح «المرصد» أن «أعدادا كبيرة من المقاتلين هاجموا المطار تتقدمهم مجموعات (انتحارية) اقتحمت بوابة المطار الرئيسية بواسطة دراجات نارية». ولقد استمرت المعارك طوال يوم أمس وترافقت مع غارات جوية مكثفة نفذها طيران النظام على محيط المطار الواقع في جنوب شرقي محافظة إدلب، ومع قصف عنيف لمواقع المقاتلين. وتسببت المعارك والتفجيرات والقصف في مقتل 16 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و18 عنصرا من جبهة النصرة وفصائل المعارضة الأخرى، وفق «المرصد». وفي المقابل، نقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر عسكري نظامي قوله إن «الوحدات المدافعة عن مطار أبو الظهور.. وبإسناد سلاح الجو تتصدى لمحاولات اعتداء على المطار وتقضي على أعداد من إرهابيي جبهة النصرة وتدمر أسلحتهم ومعداتهم بمن فيها». وكانت المعارضة قد شنّت قبل ثلاثة أيام هجوما مماثلا على المطار قتل فيه عشرة من المهاجمين، لكنه باء بالفشل. ويتعرض مطار أبو الظهور لهجمات متكررة منذ سنتين في محاولة للسيطرة عليه. وللعلم، باتت محافظة إدلب بمجملها خارج سيطرة قوات النظام، باستثناء هذا المطار وبلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون شيعة ويدافع عنهما قوات النظام وحزب الله اللبناني. أما في العاصمة دمشق، فقد قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون بجروح جراء سقوط قذائف على أحياء سكنية، وفق إعلام النظام، إذ بث التلفزيون السوري الرسمي «عن مقتل مواطنين (اثنين) بينهما امرأة وإصابة سبعة بجروح من جراء سقوط قذائف أطلقها - من وصفهم بأنهم - إرهابيون على أحياء دمشق السكنية». وسقطت سبع قذائف على الأقل في وسط العاصمة، كما استهدفت خمس قذائف أخرى منطقة جرمانا التي يقطنها دروز ومسيحيون في ضواحي دمشق الجنوبية الشرقية وتسيطر عليها قوات النظام، وفق ما أحصت صفحة «يوميات قذيفة هاون في دمشق» على موقع «فيسبوك». كذلك أورد «المرصد» أن القذائف استهدفت مناطق أبو رمانة وساحة الأمويين والصالحية وحي التجارة في وسط العاصمة السورية. وفي محافظة ريف دمشق، أفاد «المرصد» عن غارات جوية شنتها قوات النظام واستهدفت مدينتي دوما وداريا وبلدة مديرا في الغوطة الشرقية. كذلك سقطت قذائف على مدينة معضية الشام في الغوطة الغربية وتسببت بمقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح، وفق المصدر نفسه. وغالبًا ما يستهدف مقاتلو المعارضة الموجودون في محيط العاصمة أحياء سكنية بالقذائف، في حين تقصف قوات النظام المناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف العاصمة بالمدفعية والطيران، لا سيما، منطقتي الغوطة الشرقية والغربية المحاصرتين. من جانب آخر، شهد محيط مدينة دوما في الغوطة الشرقية اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المعارضة من جهة أخرى، ترافق مع قصف جوي على مناطق الاشتباك، وأدى القصف إلى مقتل عنصرين من مقاتلي المعارضة إثر إصابتهم بشظايا قذيفة هاون أطلقتها قوات النظام. كذلك دارت اشتباكات بين قوات النظام ومسلحي المعارضة في محيط مدينة داريا بالغوطة الغربية، أدت إلى سقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وفتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على قرية بسيمة في وادي بردى. إلى ذلك، نفذ الطيران الحربي النظامي عدة غارات على مناطق في قرى وبلدات الحواش والزيارة والحويجة والعميقة والحميدية والقاهرة والعنكاوي وتل واسط والحواش وخربة الناقوس والمنصورة الواقعة في سهل الغاب في ريف محافظة حماه الشمالي الغربي. وفي أقصى شمال سوريا، دارت اشتباكات بين مقاتلي الفصائل المتطرفة والمعارضة من جهة ومقاتلي تنظيم «داعش» من جهة أخرى في أطراف بلدة مارع بريف محافظة حلب الشمالي، تمكنت خلالها الفصائل من التقدم والسيطرة على بعض مواقع التنظيم المتطرف ومقتل وفقدان العشرات من مقاتلي الطرفين. وأقدم «داعش» أيضًا قرب منطقة كفرة بريف حلب الشمالي على تفجير سيارة مفخخة. وفي ريف حلب الشرقي قصف الطيران الحربي النظامي بعد منتصف ليل الخميس / الجمعة مناطق في بلدة مسكنة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وأما في مدينة حلب نفسها، فسقطت خمسة صواريخ نوع أرض - أرض أطلقتها قوات النظام فجر الجمعة على حي الراشدين غربي المدينة، وذلك بالتزامن مع اشتباكات في محيط منطقة مبنى البحوث العلمية في حي الراشدين، بين «لواء صقور الجبل» و«حركة نور الدين الزنكي» و«لواء الحرية الإسلامي» من جهة، وقوات النخبة «حزب الله» اللبناني وقوات النظام واللجان الشعبية الموالية للنظام من جهة أخرى. وأيضًا شهدت أطراف حي سيف الدولة في المدينة اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمعارضة من جهة أخرى.
مشاركة :