لمح حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض، إلى إمكانية الانسحاب من سباق الانتخابات البلدية والجهوية في المغرب «إذا ما استمرت الممارسات الساعية إلى تزوير إرادة المواطنين، واستهداف حزبه من طرف بعض رجال السلطة»، في وقت تعرف فيه الحملة الانتخابية مواجهة شرسة بين أحزاب الغالبية والمعارضة بهدف محاولة استمالة الناخبين خلال الانتخابات البلدية والجهوية، الممهدة لانتخاب مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، والمزمع تنظيمها يوم 4 سبتمبر (أيلول) المقبل. وقال شباط، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس في تجمع انتخابي بضواحي مدينة فاس، إن حزبه «سيواجه بصرامة كل خروقات رجال السلطة»، مهددا بسيناريو «الانسحاب من العملية الانتخابية برمتها في حالة استمرار الممارسات الساعية إلى تزوير إرادة المواطنين، وحماية المفسدين، وصناعة الخرائط السياسية على المقاس». كما اشتكى شباط مما وصفه بإغراق الكثير من الدوائر الانتخابية بأشخاص لا يقطنون بها من أجل ترجيح كفة الرؤساء المنتهية ولايتهم. في غضون ذلك، قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية (متزعم التحالف الحكومي)، إن مقاومة الفساد تحتاج إلى تضافر جهود الشعب، وأضاف خلال تجمع خطابي نظمه بإقليم أزيلال (وسط المغرب) أول من أمس «لن أقاوم الفساد لوحدي.. فلا بد أن تقاوموه معي، إذا أردتم أن يتعلم أبناؤكم». واعترف ابن كيران أن الفساد ما زال منتشرا رغم الإصلاحات السياسية والقانونية والاجتماعية التي باشرتها الحكومة، موضحا أن الفساد «هو من أتعبني ولست أنا من أتعبه». كما طالب ابن كيران المواطنين بالعمل على تقديم الدعم للأحزاب الجادة في مواجهتها للفساد، وقال بهذا الخصوص «أتمنى اليوم أن تهزموا الفساد هزيمة نكراء، وذلك بتصويتكم على من يصلح لكم ويدافع عنكم»، محذرا المواطنين من «تصديق من يكذب عليكم مرات ومرات».
مشاركة :