خوان لابورتا: القصة الجميلة بين ميسي وبرشلونة ستستمر إذا أصبحت رئيساً

  • 1/13/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يبلغ خوان لابورتا من العمر 58 عاماً، وقد مرت 17 عاماً منذ أن أصبح رئيساً لبرشلونة، وعشر سنوات منذ رحيله عن النادي، وخمس سنوات منذ آخر مرة خاض فيها الانتخابات وخسرها. وكان أول شيء يؤكد عليه لابورتا، الذي ظهر قليل من الشعر الأبيض في رأسه، هو أن الوضع في برشلونة قد أصبح «معقداً»، لكنه لم يترك مجالاً للوعود الطنانة أو التصريحات الكبرى. ويقول لابورتا عن الانتخابات: «المصوتون سيقدرون الجدية والصرامة والخبرة والمعرفة».وتغطي لافتة عملاقة لوجهه واجهة مبنى مكوناً من 15 طابقاً على زاوية شارع «سانتياغو برنابيو»، بجوار ملعب الغريم التقليدي ريال مدريد، ولمشهد لأعظم أمسية في تاريخه، وهي الأمسية التي سحق فيها برشلونة غريمه ريال مدريد بستة أهداف مقابل هدفين في عام 2009، وتحتها رسالة تقول: «نتطلع لرؤيتك مرة أخرى».لكن فيكتور فونت، الذي يعد من أبرز المرشحين للفوز برئاسة برشلونة، قال عن تلك اللافتة: «لابورتا بارع في مثل هذه الأشياء، لكن اللافتات لا تقود الفريق للفوز بدوري أبطال أوروبا ولا تبني ملعباً أو تدفع الديون». ومع ذلك، كان التأثير العاطفي هائلاً، ورد الفعل هائلاً أيضاً، وكان لمثل هذه اللافتات تأثير كبير للغاية على الجمهور، وقد تنجح مثل هذه الأمور في إعادته إلى رئاسة العملاق الكاتالوني مرة أخرى.لقد أراد لابورتا من خلال هذا الملصق الجريء التذكير بعهده الرائع كرئيس لبرشلونة الذي جاء على حساب منافسه التقليدي، حيث فاز الفريق بلقب دوري الدرجة الأولى الإسباني أربع مرات، وفاز مرتين بدوري أبطال أوروبا، وواحدة بكأس ملك إسبانيا خلال فترة ولايته التي انتهت في 2010 عقب قضائه الحد الأقصى لفترتين متتاليتين، كما فاز بالثلاثية لأول مرة في 2009 بقيادة المدرب جوسيب غوارديولا.ولابورتا أحد اثنين مرشحين بارزين إلى جوار فيكتور فونت في الانتخابات المقررة في 24 من الشهر الحالي وقبل موعدها بشهرين، عقب استقالة جوسيب ماريا بارتوميو في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وانتخب لابورتا رئيساً لبرشلونة في 2003 بعدما وعد بالتعاقد مع الإنجليزي الدولي ديفيد بيكهام الذي انضم في النهاية إلى ريال مدريد، بينما تعاقد النادي الكاتالوني مع البرازيلي رونالدينيو بدلاً منه.ويعاني برشلونة من كثير من الأزمات والمشاكل في الوقت الحالي. وبغض النظر عن الفائز في هذه الانتخابات - هناك ثمانية رجال يحاولون جمع التوقيعات الكافية للترشح في الانتخابات، لكن أبرز مرشحين هما لابورتا وفونت - فإنه سيتولى قيادة نادٍ يعاني بشدة في ظل حالة من الفوضى العارمة التي تعصف بالفريق واللاعبين والمدير الفني. وعلاوة على ذلك، بلغت ديون النادي 488 مليون يورو، ويجب بناء ملعب للفريق، وسداد القرض الذي حصل عليه النادي من مصرف «غولدمان ساكس». وهناك مشكلة أخرى ستواجه الرئيس الجديد؛ وهي تأجيل دفع الأجور للاعبين والعاملين بالنادي، كما أن نتائج فريق الكرة في تراجع ملحوظ.ولا يزال لابورتا يمتلك كاريزما هائلة وسحراً كبيراً، بالإضافة إلى أنه لم يفقد حماسه السابق، لكن لا يزال من الصعب تخيل أن يكون الرجل بالطاقة نفسها التي كان عليها في عام 2003 عندما تولى رئاسة النادي للمرة الأولى، والأكثر صعوبة أن نتخيل قدرة الفريق على تحقيق النجاحات نفسها التي حققها في تلك الفترة، خصوصاً أنه لم يعد هناك يوهان كرويف لكي يوجه النادي، ولم يعد هناك جوسيب غوارديولا لكي يتولى قيادة الفريق، وربما لن يكون هناك ليونيل ميسي أيضاً، الذي قد يرحل بنهاية عقده مع النادي بنهاية الموسم الجاري. باختصار، هل أصيب لابورتا بالجنون لكي يفكر في العودة مرة أخرى في ظل هذه الظروف الصعبة؟يقول لابورتا: «ربما أكون أصبت بالجنون بالفعل. إنه التحدي الأكبر في حياتي، وأنا أعرف ذلك تماماً وأقبله ومستعد له. ربما يتعلق الأمر بالمكانة التي تود أن تضع عليها برشلونة بين الأشياء التي تحبها وتقدرها. إنني أذهب إلى هذا النادي منذ أن كنت في الخامسة من عمري، وجعلني والدي وجدي عضواً بالنادي وأنا في العاشرة من عمري، ودائماً ما كانت قيم النادي موجودة في حياتي - ليس فقط كرة القدم ولكن كل شيء آخر يمثله هذا النادي، فالأمر أصبح أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى. إننا نريد أن يقع الناس في حب برشلونة مرة أخرى».ويضيف: «يبدو أن القدر يريدني أن أشارك في بعض من أصعب اللحظات التي يمر بها النادي، وهذا قدري. إنني لا أشعر بأي التزام، ولكن أشعر بوجود دافع وحافز للقيام بذلك. ما زلت أعتقد أن لدي الطاقة اللازمة للقيام بهذا العمل. بالنسبة لميسي، فإنه لا يزال معنا. وبالنسبة ليوهان كرويف، فإنه دائماً موجود معي، بسبب كل ما تعلمته منه. وبالنسبة لغوارديولا فأنا على اتصال دائم به».وبسؤال عما إذا كان يتحدث مع غوارديولا الآن، قال لابورتا: «نعم»، لكن عندما سئل عما إذا كان قد حاول إقناعه بالعودة إلى «كامب نو»، قال الرئيس السابق لبرشلونة: «لا. إنه صديق وهو أفضل مدير فني في العالم، لكنني أعرف وضعه الآن في مانشستر سيتي».وخلال هذا الشهر يمكن لميسي أن يتفاوض رسمياً مع أي نادٍ آخر، ومن المرجح أن يكون مانشستر سيتي هو وجهته المقبلة. لكن لابورتا يقول: «لا أعتقد أن ميسي قد اتخذ قراره بالرحيل، وأعتقد أنه سوف يدرس جميع الخيارات المتاحة أمامه. ميسي يعشق برشلونة، وأعتقد أنه سيدرس العرض الذي سيقدمه له الرئيس الجديد لبرشلونة. إنني أرى انفراجة في هذا الملف، لأن أكثر ما يزعج ليو هو أنهم كذبوا عليه. لقد أخبرني بأنني لم أكذب عليه قط وأنني قد أوفيت بجميع عهودي معه. لقد رأيت أن علاقته بمسؤولي النادي كانت تزداد سوءاً، نظراً لأنهم كانوا يحملونه مسؤولية كل شيء. إنه لم يكن مضطراً لتحمل كل ذلك. ولو أصبحت رئيساً لبرشلونة، فسأتحدث معه في هذه الأمور».لكن لماذا لا يتحدث إليه لابورتا الآن؟ يقول الرئيس السابق لبرشلونة: «ميسي يعرف جيداً ما أفكر فيه. ولا يمكنني أن أتخيله بأي قميص آخر غير قميص برشلونة، وسأفعل كل ما في وسعي لضمان استمراره في النادي. أعرف ليو جيداً وأعرف أنه لا يهتم بشيء سوى الفوز. أفضل اللاعبين في العالم يسعون دائماً لأن يلعبوا في فريق قادر على المنافسة على البطولات والألقاب. لا يتعلق الأمر بالمال، ولم يكن الأمر كذلك في يوم من الأيام؛ ولو كان الأمر كذلك لاتخذ ميسي قرارات مختلفة تماماً طوال مسيرته الكروية. لقد عملنا بكل جد من أجل أن تستمر هذه القصة الجميلة بين ميسي وبرشلونة».ويضيف: «عندما يرى أفضل لاعب في العالم الأندية الأخرى وهي تحصل على لقب دوري أبطال أوروبا، فهذا يعني أن الأمور تسير بشكل خاطئ في النادي الذي يلعب له. لقد كان لدينا فريق مذهل في عام 2010 وقادر على الفوز بالبطولات لسنوات طويلة، وكان لدينا اقتصاد قوي، حتى من دون أن يكون لدينا راعٍ لقميص النادي، لكن المسؤولين كانوا ينظرون باستمرار إلى الوراء، مدفوعين بالحقد، وأفسدوا المشروع الرياضي للنادي، وفشلوا في تجديد دماء الفريق في الوقت المناسب».ويتابع: «لكي أكون منصفاً، يجب أن أشير إلى أنني مررت بمثل هذه التجربة من قبل، لذا يمكنني أن أفهم ما يحدث. ففي موسم 2007 - 2008 شعرت بالرضا التام بعد أن فزنا بكل شيء وشعرت بأننا لسنا بحاجة إلى التغيير، ولسنا بحاجة إلى دورة جديدة. لكن الأمور لم تسِر بشكل جيد بعد ذلك. لكن عندما أدركنا ذلك، قمنا بإقالة فرانك ريكارد وتعيين غوارديولا بدلاً منه، وجئنا بميسي بدلاً من رونالدينيو، وبتشافي وإنييستا بدلاً من ديكو، وأقنعنا المدير الفني باستمرار الاعتماد على صامويل إيتو».وبعدما تم سحب الثقة من الرئيس السابق جوزيب ماريا بارتوميو، سوف تعقد انتخابات الرئاسة خلال هذا الشهر، وبالتحديد بعد سبعة أيام فقط قبل انتهاء فترة الانتقالات الشتوية، ومن المؤكد أن هذا ليس توقيتاً مثالياً للانتخابات، خصوصاً في ظل الظروف التي يمر بها العالم حالياً بسبب تفشي فيروس كورونا. وبالتالي، ستكون مساحة المناورة أمام المرشحين محدودة، ولا توجد أموال كافية، ولا يعرف المرشحون ما الذي سيجدونه في النادي بالضبط، فهناك عقود تجب دراستها، وسبل يجب استكشافها، وبعض المفاجآت غير السارة التي ربما تنتظرهم.لكن لابورتا يتحدث عما أطلق عليه اسم «خطة صدمة» واتخاذ تدابير طارئة لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، لكن التغيير لا يمكن أن يحدث على الفور، كما أنه لم يتحدث عما سيفعله بالتفصيل ولم يقدم مشروعه الكامل لإدارة النادي حتى الآن. وفي صباح اليوم الذي أجرينا فيه هذا الحوار معه، كان لابورتا يناقش فكرة تعيين مدير رياضي جديد للنادي، ويقول عن ذلك: «هناك ثلاثة مرشحين لهذا المنصب، وأنا أحب الثلاثة كلهم». ويتعامل لابورتا بحذر مع تشافي هيرنانديز، الذي يسعى فونت لإسناد مهمة تدريب الفريق إليه في حال فوزه بالانتخابات. ويؤكد لابورتا أن المدير الفني الحالي لبرشلونة رونالد كومان يستحق الحصول على بعض الوقت والاستمرار حتى نهاية الموسم، ويصر: «ليس لدي أي صفقة مدوية سأعلن عنها في حال فوزي في الانتخابات».ويقول ضاحكاً: «وإذا كان لدي أي شيء أقوله فسيكون ذلك في الوقت المناسب. لقد عشت في مثل هذه الظروف من قبل، ويشبه هذا التحدي ما واجهناه في عام 2003، وإن لم يكن على النطاق نفسه. في ذلك الوقت، كانت إيرادات النادي تبلغ 123 مليون يورو، بينما وصلت النفقات إلى 192 مليون يورو، وكان لدينا فريق سيئ ونادٍ منقسم. ربما كان تجديد دماء الفريق أسهل من الآن، لأنه لكي تقلل التكاليف خلال هذا الموسم، فقد صدروا مشكلة عقود اللاعبين لمجلس الإدارة المقبل. يتعين علينا أن نرى الأرقام الدقيقة، لكنها لا تبدو جيدة على أي حال. لكنني لا أريد أن أثير القلق أو أن أتصرف كضحية، حيث يجب تحليل الأمور من كل جوانبها، نحن بحاجة للبحث عن حلول».لكن هل تتضمن هذه الحلول بيع بعض اللاعبين؟ يقول لابورتا: «إنها تتضمن خفض التكاليف، وزيادة الدخل بطرق غير تقليدية، وإعادة هيكلة الديون». لكنه يضيف: «الناس يقولون إننا لسنا نادياً يبيع لاعبيه، لكن هذا خطأ، حيث يتعين علينا أن نشتري اللاعبين ونبيعهم بطريقة جيدة ومدروسة».لكن ما الذي يمكن أن يفعله إذا وجد أمامه عرضاً خيالياً من سيتي أو باريس سان جيرمان لضم ميسي؟ لقد فجر نجم برشلونة السابق وسان جيرمان حالياً البرازيلي نيمار قنبلة إعلامية عندما أعلن عن رغبته الجارفة في اللعب مجدداً مع ميسي؛ وهو الأمر الذي فتح باب التكهنات عن إمكانية تقدم النادي الباريسي بعرض للنجم الأرجنتيني.وقال نيمار دون أي مواربة: «أرغب جداً في اللعب مجدداً معه، أتطلع لرؤية ذلك يتحقق في 2021، أنا مستعد للتخلي له عن مركزي داخل الملعب». ولعب نيمار إلى جانب ميسي على مدى أربع سنوات قبل أن ينتقل إلى باريس سان جيرمان عام 2017 مقابل صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو. وحاول الفريق الكاتالوني استعادة خدمات نيمار عام 2019، لكنه لم ينجح في إقناع الإدارة الباريسية. أما الآن، فإن برشلونة يعاني من ضائقة مالية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وقام النادي بالتفاوض مع لاعبيه لتخفيض أجورهم بما يوفر على خزائن النادي مبلغاً مقداره 122 مليون يورو، وبالتالي من المستبعد قيامه بأي خطوة لاستعادة نجمه البرازيلي، بل ربما الحركة تكون في الاتجاه المعاكس بانضمام ميسي إلى النادي الباريسي.ولا يريد لابورتا الدخول في جدل حول هذه القضية حالياً كي لا يزعزع توازن الفريق، وقال: «أعرف جيداً الصداقة التي تربط بينهما. آمل أن ينتظر ليو عرض الرئيس الجديد لبرشلونة، ثمة احترام متبادل بيننا، لكننا لم نتحدث عن تمديد عقده. يجب أن أفوز بالرئاسة أولاً قبل أن أتقدم بعرضي له. أريده أن يبقى في برشلونة».وماذا عن أنسو فاتي، إذن؟ يقول لابورتا: «أنا أحبه كثيراً، فهو لاعب يمتلك قدرات هائلة ولديه إمكانية كبيرة للنمو والتطور، وأود أن يحدث ذلك في برشلونة. تكمن الفكرة الرئيسية في الحفاظ على استمرار اللاعبين العظماء».ويتمثل أحد مصادر الدخل في إقامة ما يسمى «الدوري السوبر»، وهي الفكرة التي كان يؤيدها الرئيس السابق جوزيب ماريا بارتوميو، لكن لابورتا لا ينظر إليها بالحماس نفسه، ويقول عنها: «سيتم تحليل ودراسة كل اقتراح ويتم اتخاذ القرارات بناء على اهتمامات برشلونة ومصالح كرة القدم ككل. لكن أشياء مثل هذه تمت تجربتها عدة مرات ولم تؤتِ ثمارها أبداً. أنا مع الرأي القائل إن ذلك يمكنه أن يدمر جوهر كرة القدم».ويضيف: «أولاً، أريد الوصول إلى هناك والتحدث إلى الجميع. ما يمكن أن يضمن مستقبل النادي هو أكاديمية لا ماسيا للناشئين. إننا مشروع بمنهجية جديدة لكي نجعل أكاديمية لا ماسيا مركزاً للتميز ومحوراً رئيسياً في عملنا وتركيزنا خلال الفترة المقبلة».وفي النهاية، أكد لابورتا أن تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) قد ألغت المتعة من عالم كرة القدم، ولم تعد تسمح للجماهير بالاحتفال بالأهداف. وبعد انتهاء هذا الحوار، كان جمهور الفريق في الطابق السفلي ينتظر مقابلة لابورتا، الذي كان لديه الحماس نفسه للتخطيط لحملته الانتخابية في صباح اليوم التالي.

مشاركة :