أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء أنّ سفيرة الولايات المتّحدة في الأمم المتّحدة كيلي كرافت ألغت الزيارة التي كان مقرّراً أن تقوم بها إلى تايوان من الأربعاء ولغاية الجمعة، وذلك تطبيقاً لقرار الوزارة منع كل الزيارات إلى الخارج. وكان وزير الخارجية مايك بومبيو أعلن في وقت سابق الثلاثاء إلغاءه آخر زيارة كانت مقرّرة له إلى الخارج، وذلك لضمان حصول انتقال سلس للسلطة إلى إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن. وبحسب مسؤول أميركي فإنّ قرار المنع يشمل زيارات كل موظفي الوزارة، بمن فيهم كرافت التي كانت تعتزم التوجه إلى تايوان في زيارة توعّدت بكين واشنطن بأنّها ستدفّعها ثمنها "غالياً جداً" إذا حصلت. وقالت البعثة الصينيّة لدى الأمم المتّحدة في بيان الخميس إنّ "الولايات المتّحدة ستدفع باهظاً ثمن تحركها الخاطئ" هذا، مضيفة أنّ "الصين تحضّ الولايات المتّحدة على وقف استفزازاتها المجنونة، والتوقّف عن وضع صعوبات جديدة أمام العلاقات الصينيّة-الأميركيّة والتعاون بين البلدين في الأمم المتّحدة". وأشار بيان البعثة الصينيّة إلى أنّ بكين "تُعارض بشدّة" هذه الزيارة وتُطالب واشنطن "بالتوقّف عن المضيّ قدماً في المسار الخطأ"، مشدّداً على أنّ الصين واحدة وتايوان ليست سوى مقاطعة منها. وخلافاً لأسلافها فإنّ كرافت ليست سفيرة برتبة وزيرة، وقد كان مقرّراً أن تُجري خلال زيارتها إلى تايبيه محادثات مع الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون ومسؤولين آخرين وأعضاء في السلك الدبلوماسي. وكان كرافت ستدافع خلال الزيارة عن وجود تايوان في "الفضاء الدولي" وستلقي خطابًا في 14 كانون الثاني/يناير في معهد الدبلوماسية والشؤون الدولية "حول المساهمات اللافتة (لتايوان في خدمة) المجتمع الدولي وأهمية المشاركة الهادفة والواسعة لتايوان في المنظّمات الدوليّة". وكان المتحدث باسم الرئاسة التايوانية كزافييه تشانغ رحب بالزيارة المرتقبة، معتبراً أنها "ترمز إلى الصداقة المتينة بين تايوان والولايات المتحدة". وعلى الرّغم من معارضة بكين، أرسلت إدارة ترامب مسؤولين إلى تايوان العام الماضي، وسط خلافات محتدمة بين الولايات المتّحدة والصين في مجالات التجارة والأمن والتعاون وحقوق الانسان. وأجرى مسؤولون أميركيون كبار زيارات إلى تايوان في السابق، لكن تلك الزيارات تزايدت في عهد ترامب. والعام الماضي جرت ثلاث زيارات لمسؤولين كبار، بينهم وزير الصحة اليكس عازار، أعلى مسؤول حكومي يزور تايوان. وتكثّف بكين الضغوط العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية على تايبيه منذ انتخاب الرئيسة تساي إنغ-وين في 2016، لأسباب منها رفضها الاعتراف بالجزيرة ضمن "صين واحدة". وتساي التي حققت فوزا ساحقا عند إعادة انتخابها العام الماضي، تعتبر الجزيرة مستقلة بحكم الواقع. ووصلت الضغوط الصينية أعلى مستوياتها العام الماضي مع تصدي تايوان ل380 عملية توغل لطائرات مقاتلة في مناطق الدفاع الجوي التايوانية. ويبلغ تعداد سكان تايوان نحو 23 مليون نسمة. ويدير تايوان منذ 75 عاما نظام لجأ إلى الجزيرة بعد سيطرة الشيوعيين على الحكم في الصين القارية إبان الحرب الأهلية الصينية. وتعتبر بكين تايوان جزءاً لا يتجزّأ من الأراضي الصينية وقد توعّدت مراراً باستعادة الجزيرة بالقوة إذا لزم الأمر. وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه في العام 1979 واعترفت بسيادة بكين على الجزيرة. لكن مع ذلك، لا تزال واشنطن حليفاً رئيسياً لتايبيه ومزوّدها الرئيسي بالأسلحة، لا بل إنّها ملزمة من قبل الكونغرس بيع الجزيرة أسلحة لتضمن قدرتها على الدفاع عن نفسها. وشهدت العلاقات بين تايبيه وواشنطن تحسّنا أكبر في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما تدهورت علاقات بلاده مع الصين.
مشاركة :