أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، أمس، أنّ إجراءات العزل التي قد تستهدفه «سخيفة تماماً»، وتتسبب بـ«غضب هائل» في أرجاء الولايات المتحدة، وذلك قبيل توجهه إلى تكساس في أول خروج علني له من البيت الأبيض في أعقاب أعمال العنف التي وقعت في مقرّ الكونجرس. وأعلن الرئيس الأميركي من حدائق البيت الأبيض أنّ «الحديث عن إجراءات العزل تشكّل استمراراً لأكبر حملة مطاردة في التاريخ، وهذا يثير غضباً هائلاً». وفي أول تصريح إلى الصحافة منذ أحداث الكونجرس في 6 يناير، قال «لا أريد عنفاً». وفي خضم الاضطرابات التي تشوب الأيام الأخيرة من ولايته، برّر ترامب خطابه أمام مناصريه في ذاك اليوم باعتباره «مناسباً تماماً»، مندداً في الوقت نفسه بـ«الخطأ الكارثي» لوسائل تواصل اجتماعي قررت وقف حسابه. وكان ترامب التقى، أمس الأول، نائبه مايك بنس الذي قرر على ما يبدو تشكيل جبهة مشتركة معه، في الوقت الحالي، ضد الديموقراطيين رفضاً للدعوات إلى عزله، استناداً إلى التعديل الخامس والعشرين الذي ينص عليه الدستور. ويمثل اللقاء وجهاً لوجه بين ترامب وبنس تحولاً، بعد توتر العلاقات بينهما في أعقاب أحداث 6 يناير. ورغم الضغوط التي مارسها دونالد ترامب، أعلن مايك بنس في رسالة أنه لن يعارض المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية أمام الكونجرس، ما أثار غضب الرئيس وأنصاره. وكان من المقرر أن ينطلق الرئيس الأميركي إلى ألامو في جنوب تكساس صباح أمس بالتوقيت المحلي، لكن البيت الأبيض بقي متحفظاً بشأن البرنامج في هذه الولاية الكبيرة المتاخمة للمكسيك. والهدف من هذه الرحلة وفق الرئاسة، «لمناسبة استكمال أكثر من 640 كيلومتراً من الجدار الحدودي مع المكسيك، الذي وعد بإنجازه، إضافة إلى إبراز جهود حكومته لإصلاح نظام هجرة يشوبه خلل». ومن ذاك المجموع، تم بناء عشرين كيلومتراً فقط في مساحة لم يكن فيها حاجز مادي سابقاً. أما بقية الجدار، فهي عبارة عن تحسينات أو تعزيزات لحواجز قائمة. والمكسيك لم تدفع ثمن الجدار كما وعد ترامب. وفي هذه الأثناء، يتواصل في واشنطن الإعداد لإجراء من شأنه أن يسجل في التاريخ، وقد يرهن المستقبل السياسي المحتمل لدونالد ترامب؛ لأنّه قد يصبح أول رئيس أميركي يواجه مرتين نص اتهام في الكونجرس ضمن إجراء عزل. وسينظر الكونجرس في نص الاتهام اليوم، على أن يجري تصويتاً في اليوم نفسه. ومن المتوقع أن يتم تبني النص بسهولة، إذ يدعمه عدد كبير من الديموقراطيين في مجلس النواب. وهذا يعني فتح إجراء عزل ثانٍ بحق الرئيس الأميركي. لكن الشك يبقى محيطاً بمسار ونتيجة المحاكمة التي يفترض أن تجري لاحقاً في مجلس الشيوخ، والذي تهيمن عليه حالياً غالبية جمهورية. وسيتولى الديموقراطيون السيطرة عليه في 20 يناير، لكنهم سيكونون بحاجة لجمع أصوات العديد من الجمهوريين من أجل بلوغ غالبية الثلثين المطلوبة لإدانة الرئيس. ومن شأن محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ أن تعرقل العمل التشريعي للديموقراطيين في بداية عهد بايدن، إذ سينحصر عمل المجلس بهذه القضية. وسيؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن القسَم في 20 يناير لتولي الرئاسة خلفا لترامب، في حفل سيقام في الباحة الخارجية لمبنى «الكابيتول»، الذي يضم مجلسي النواب والشيوخ اللذين يتألف منهما الكونحرس.
مشاركة :