رحلة مانح الفرنشايز طويلة جدًا وشاقة؛ فهو لم يتحول من مجرد شخص عامل في هذا المجال إلى مالك علامة تجارية ومانح لحقوق امتيازها إلا بعد جهد جهيد، لكن الأمور لا تتوقف عند هذا الحد، فإذا كان النجاح حليفه في السوق المحلي، وإذا رسخت قدمه كما ينبغي، فإن الخطوة التالية هي التفكير في التوسع. وهذا التوسع يأخذ شكلين أساسيين: التوسع المحلي؛ حيث يواصل مانح الفرنشايز افتتاح فروع جديدة، ومنح امتيازات جديدة ولكن داخل بلده الأم، أو بالأحرى البلد الذي ولدت فيه العلامة التجارية. وربما، وهذا هو الشكل الثاني من أشكال توسع مانح الفرنشايز، يفكر في التوسع خارج الحدود، ومنح حقوق امتيازه لممنوحين في بلدان أجنبية أخرى. الأمر مغرٍ بلا شك، سوى أنه يتطلب استعدادًا من نوع خاص، واستراتيجية مختلفة، وربما قواعد وأنظمة جديدة بالكلية، وفيما يلي يحاول «رواد الأعمال» رصد كل ما يحتاجه مانح الفرنشايز ليغدو عالميًا.. اقرأ أيضًا: كيف تمتلك فرنشايز متعدد الوحدات؟كل ما يحتاجه مانح الفرنشايز ليغدو عالميًاالدعم اللوجستي لا يتوجب على مانح الفرنشايز التفكير في التوسع خارج الحدود إلا إذا تأكد، أولًا، من أن لديه كل الأدوات والإمكانيات التي تخوله من فعل ذلك، صحيح أننا قلنا إن هذه الخطوة مغرية، لكن الخسائر فيها قد تكون كبيرة، ومن ثم من المهم التأكد من أننا قادرون على خوض المعركة. ومن بين الأمور التي يجب على مانح الفرنشايز التأكد من حيازته إياها: المال اللازم لإحداث هذه النقلة والقيام بها، وكذلك رأس المال البشري؛ الذي من شأنه تقديم التدريب والتأهيل الكافي لممنوحي الفرنشايز من البلدان الأجنبية الأخرى التي يبغي التوسع فيها. اقرأ أيضًا: كيف تصبح مالك فرنشايز ناجحًا؟اختيار السوق مانح الفرنشايز الحصيف يفكر بشكل منهجي؛ فهو لا يسعى إلى غزو أكثر من سوق في وقت واحد؛ فتلك معركة قد تفوق قدراته، ومن الممكن أن يُمنى فيها بخسائر فادحة، ولكنه، عوضًا عن ذلك، يعمل على التوسع في سوق أجنبي واحد أو اثنين على الأكثر، ثم يتوسع بالتدريج وشيئًا فشيئًا في الأسواق الأخرى. لكن المهم هنا، علاوة على ما فات، هو أنه لن يمكنك التوسع في الخارج، والتوجه صوب العالمية، من دون أن تدري أي سوق بالضبط تود التوسع فيه والذهاب إليه. اختيار السوق، إذًا، خطوة حاسمة لا يجب أن تعزب عن بال المانح المخضرم. ومن المؤكد أن عملية الاختيار تلك ستكون مرهونة بعدة أمور؛ أبرزها وعلى رأسها: عمليات البحث المستفيض لهذا السوق المستهدف، ودراسة احتمالات نسب الطلب على العلامة التجارية، ناهيك عن ديموغرافية الممنوحين المحتملين. اقرأ أيضًا: كيف تبدأ مشروعك بنظام الفرنشايز؟ الحفاظ على العلامة التجارية وتكييفها إن الذهاب إلى الخارج والتوسع في الأسواق الأجنبية يلزمه أمران قد يبدوان في تعارض: الأول هو الحفاظ على العلامة التجارية، وقيمها، ونظام عملها وما إلى ذلك، وفي ذات الوقت يتعين على مانح الفرنشايز، وهذا هو الأمر الثاني، أن يكيّف هذه العلامة التجارية مع السوق الجديد. فمن المعروف أن كل سوق له ظروفه وشروطه الخاصة، وبالتالي فإن مخاطبة الناس في سوق ما لن تكون هي نفسها طريقة مخاطبة أناس آخرين في سوق آخر، ومن ثم فكل شيء يلزمه، والحال كذلك، إعادة هندسة ليكون متناغمًا مع السوق الجديد، وخصائص الفئة المستهدفة فيه. اقرأ أيضًا: فرنشايز التوزيع.. كيف توسّع أعمالك؟اختيار الممنوحين تلك خطوة تأسيسية أخرى، فهي تؤثر في كل العملية التالية، فإذا اخترت ممنوحًا على نحو خاطئ فكل ما سيلي ذلك سيكون خاطئًا أيضًا. وطالما أنك قررت التوسع خارجيًا فستحتاج إلى التأكد من أن الممنوحين الذين اخترتهم لديهم فهم جيد للسوق المحلية، وعادات الإنفاق الاستهلاكي؛ حيث إنك ستعتمد عليهم لاتخاذ أفضل القرارات للنشاط التجاري في المستقبل.التدريب والتأهيل لزامًا على مانح الفرنشايز _سواءً كان يفكر في التوسع أو يعمل في السوق المحلي_ أن يوفر التدريب والتأهيل اللازمين لممنوحي الفرنشايز؛ فتلك هي الآلية التي تضمن له نجاحهم في المهمة. لكن المسألة تصبح أوجب إذا كان هؤلاء الممنوحين من بلدان أجنبية، غرباء تمامًا عن العلامة التجارية وثقافتها، وبالتالي فإن التدريب هنا يجب أن يكون مفصلًا ودقيقًا، ويعطي الممنوحين إجابة واضحة عن كل شيء يعتمل في أذهانهم، ويرسم لهم طريقًا واضحًا للنجاح في مهمتهم. اقرأ أيضًا: كورونا وانتشار الفرنشايز.. كيف أثرت الجائحة في الصناعة؟ إبراهيم الشميمري: أسست منش بيكري بمدخراتي.. وهدفي 70 فرعًا بالمملكة مزايا لمانح الفرنشايز.. إيجابيات نظام الامتياز
مشاركة :