واشنطن - يستعد الديمقراطيون في مجلس النواب الاميركي، بدعم من خمسة جمهوريين على الأقل، لتصويت تاريخي في إطار حملتهم لمساءلة الرئيس دونالد ترامب بسبب اقتحام أنصاره لمبنى الكونغرس، في مسعى لعزل الرئيس من منصبه. وقبل ثمانية أيام فقط على انتهاء ولاية ترامب، يصوت المجلس الأربعاء على بند المساءلة الذي يتهم الرئيس الجمهوري بالتحريض على التمرد في خطاب أمام أنصاره الأسبوع الماضي قبل أن يقتحم حشد منهم مبنى الكونغرس، في واقعة أودت بحياة خمسة أشخاص. وسيؤدي هذا تلقائيا إلى محاكمة الرئيس أمام مجلس الشيوخ الذي لا يزال يسيطر عليه الجمهوريون، رغم أنه لم يتضح ما إذا كان هناك ما يكفي من الوقت أو الرغبة السياسية في عزله. ومضى الديمقراطيون قدما لإجراء تصويت على المساءلة بعدما رفض مايك بنس نائب الرئيس مساء الثلاثاء طلبهم بتفعيل التعديل 25 بالدستور لعزل ترامب. وقال بنس في رسالة إلى نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب "لا أعتقد أن مثل هذا الإجراء يصب في مصلحة أمتنا أو يتفق مع دستورنا". ورغم ذلك، أقر مجلس النواب قرارا يطالب بنس رسميا بالتحرك. وصدر القرار بأغلبية 223 صوتا مقابل 205.وفي غضون ذلك، ظهرت مزيد من العلامات على تراجع سيطرة ترامب على حزبه، حيث قال أربعة جمهوريين على الأقل إنهم سيصوتون لصالح مساءلته للمرة الثانية، في حدث لم يسبق أن تعرض له رئيس اميركي. وقالت النائبة ليز تشيني، التي تتولى ثالث أعلى منصب جمهوري بمجلس النواب إن ترامب "جمع هذا الحشد وأشعل هذا الهجوم" على مبنى الكونغرس يوم السادس من يناير/كانون الثاني. وأضافت تشيني، ابنة ديك تشيني النائب الجمهوري السابق للرئيس جورج دبليو بوش، في بيان "سأصوت لمساءلة الرئيس". وقال ثلاثة نواب جمهوريين آخرين هم جون كاتكو وآدم كينزنجر وفريد أبتون إنهم سيصوتون لصالح المساءلة. ولم يحث زعماء الجمهوريين في المجلس نوابهم على التصويت ضد عزل ترامب. في أول ظهور علني له الثلاثاء منذ اقتحام الكونغرس، لم يبد ترامب أي ندم على خطابه الذي كرر فيه مزاعم لا تستند إلى أساس بأن فوز الرئيس المنتخب جو بايدن غير شرعي. ويؤدي بايدن اليمين في 20 من يناير/كانون الثاني. وقال ترامب للصحفيين "ما قلته كان ملائما تماما". وخلال اجتماع لوضع قواعد تصويت الأربعاء على المساءلة، قال النائب الديمقراطي ديفيد سيسيلين للجنة القواعد بالمجلس إن حملة المساءلة تحظى بدعم 217 نائبا، وهو ما يكفي لتوجيه الاتهام لترامب. وقال نواب جمهوريون يعارضون مساعي المساءلة إن الديمقراطيين يبالغون نظرا لأن ترامب على وشك ترك السلطة. وقال النائب الجمهوري جيم جوردان، الذي كان حليفا رئيسيا لترامب أثناء مساءلته في 2019 بسبب تشجيعه حكومة أوكرانيا على فتح تحقيق لإلحاق ضرر سياسي ببايدن، "ما ذهب إليه هذا الأمر مخيف جدا، لأن الهدف أكبر من مساءلة رئيس الولايات المتحدة. الهدف إلغاء الرئيس وإلغاء كل من يختلفون معكم". وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه تردد أن ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ سعيد بحملة الديمقراطيين لمساءلة ترامب، ملمحا إلى أن الحزب الجمهوري كان يتطلع للتخلي عنه بعد الهجوم على الكونغرس. وأضافت الصحيفة أن ماكونيل يعتقد أن حملة المساءلة ستسهل عملية تخلص الحزب من ترامب. وإذا أقر مجلس النواب مساءلة ترامب، فسوف يحاكم أمام مجلس الشيوخ. وتتعين موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لإدانته، وهو ما يتطلب موافقة 17 جمهوريا على الأقل من أعضاء مجلس الشيوخ المئة لصالح الإدانة. غير أنه لم يتضح مدى سرعة عقد مثل هذه المحاكمة إذا صوت مجلس النواب لصالح المساءلة. وقال ماكونيل إنه لا يمكن أن تبدأ المحاكمة قبل عودة المجلس من العطلة في 19 من يناير/كانون الثاني. لكن زعيم الأقلية الديمقراطية بالمجلس تشاك شومر قال للصحفيين إنه يمكن استدعاء مجلس الشيوخ لنظر القضية. ويمكن أن يستغل الديمقراطيون أيضا المحاكمة للتصويت على منع ترامب من الترشح للمنصب مرة أخرى. وقال ترامب إنه يعتزم الترشح مجددا في 2024.
مشاركة :