الزعيم الكوري الشمالي يتعهد بتعزيز ترسانة بلاده النووية

  • 1/13/2021
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تعهّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون بتعزيز الترسانة النووية لبلاده وذلك في خطاب ألقاه في ختام أعمال المؤتمر العام للحزب الحاكم كما أظهر التلفزيون الرسمي الأربعاء قبل أيام من تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه. يرى محللون ان كيم جونغ أون يريد جذب انتباه الإدارة الأميركية المقبلة في وقت تعاني فيه كوريا الشمالية من عزلة أكثر من أي وقت مضى بعدما أغلقت حدودها لحماية نفسها من جائحة كوفيد-19. وتوقفت المحادثات بشأن الترسانة النووية لكوريا الشمالية عندما انهارت قمة هانوي بين ترامب وكيم في شباط/فبراير 2019 على خلفية التفاوض بشأن مدى استعداد كوريا الشمالية للتخلي عن ترسانتها في مقابل تخفيف العقوبات. وقال كيم أمام مؤتمر حزب العمال الحاكم "يجب ان نعزز بشكل إضافي قوة الردع النووية مع بذل كل ما في وسعنا من أجل بناء أقوى جيش" كما أورد التلفزيون الرسمي. ووقف آلاف المندوبين والحاضرين- ولم يكن أي منهم يضع كمامة- تكرارا للتصفيق للزعيم الكوري الشمالي أثناء إلقاء خطابه. وكان كيم أعلن سابقا خلال المؤتمر الذي استمر ثمانية أيام، أنّ الولايات المتّحدة هي "العدوّ الأكبر" لبلاده و"العقبة الأساسية أمام تطور ثورتنا". وقال إن سياستها حيال كوريا الشمالية "لن تتغير أبدا بغض النظر من يصل الى السلطة" بدون أن يذكر بايدن بالاسم. وأكّد كيم خلال المؤتمر أنّ بلاده أكملت خططها لبناء غواصة تعمل بالدفع النووي - في خطوة من شأنها أن تشكّل تغييراً استراتيجياً لقواعد اللعبة - وأنّها وضعت نصب عينيها تطوير قائمة طويلة من الأسلحة تشمل صواريخ مزوّدة برؤوس حربية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وأقماراً اصطناعية للاستطلاع العسكري، وصواريخ عابرة للقارة تعمل بالوقود الصلب. وحقّقت برامج الاسلحة النووية تقدماً سريعاً في ظلّ قيادة كيم، ومن بينها تنفيذ أكبر تفجير نووي لها على الإطلاق حتى الآن، وصواريخ قادرة على الوصول إلى كافة أنحاء البر الأميركي، في مقابل عقوبات دولية كانت تزداد صرامة. ويمثل تغيير الإدارة في واشنطن تحدّياً لبيونغ يانغ التي وصفت سابقا بايدن بأنه "كلب مسعور" ينبغي "ضربه حتى الموت"، بينما وصف الرئيس الأميركي المنتخب الزعيم الكوري الشمالي بأنه "بلطجي". وكانت علاقة كيم وترامب متقلبة فقد خاضا حربا كلامية تبادلا خلالها الاهانات قبل أن يلتقيا. ورأى هونغ مين من المعهد الكوري للوحدة الوطنية في سيول أن تصريحات كيم تتماشى مع لهجته التي اعتمدها في المؤتمر لكنه ترك الباب مفتوحا امام الحوار. وقال لوكالة فرانس برس "إنها رسالة للولايات المتحدة بانها ستواصل بناء ترسانتها الاستراتيجية إلا اذا قامت الولايات المتحدة بتغيير نهجها في سياستها المتعلقة بكوريا الشمالية". وأضاف "اذا عاملتها واشنطن بلطف، فستتصرف بشكل جيد لكن اذا كانت المعاملة قاسية، فستتصرف بقسوة أيضا". - "بدون معنى"- يشكل المؤتمر أكبر تجمع للحزب الحاكم في مشهد سياسي كبير يعزز سلطة النظام ويمكن أن يكون بمثابة منصة لإعلانات التحولات السياسية أو تغييرات في النخبة. خلال المؤتمر، تم تعيين كيم أمينا عاما للحزب، وهو لقب كان مخصصا في السابق لوالده وسلفه كيم جونغ إيل، في خطوة رأى المحللون أنها تهدف لتعزيز سلطته. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية أن المؤتمر سيتبعه الأحد اجتماع لمجلس الشعب الأعلى، الهيئة التشريعية لكوريا الشمالية. يعاني اقتصاد كوريا الشمالية من تداعيات الإغلاق الذي فرضته على نفسها لمنع وصول فيروس كورونا المستجد، ومن سوء إدارة مزمن وعقوبات وقد أقر كيم عدة مرات أمام موفدي الحزب بأنه تم ارتكاب أخطاء. من ناحيتها، وجّهت شقيقة كيم انتقاداً لاذعاً لسلطات كوريا الجنوبية على خلفية تقارير تحدّثت فيها سيول عن رصد مؤشرات لاستعراض عسكري محتمل في بيونغ يانغ. ونقلت وكالة الأنباء الشمالية الرسمية عن كيم يو-جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي التي تتمتّع بنفوذ كبير في البلاد، قولها إنّ "الجنوبيين مجموعة غريبة حقاً يصعب فهمها". وأضافت "إنّهم أغبياء وفي صدارة القائمة العالمية لسوء السلوك" معتبرة ان تصريحهم "بدون معنى". وأوضحت "نحن نجري عرضا عسكريا في العاصمة فقط، وليس تدريبات عسكرية تستهدف أي طرف ولا نطلق أي شيء". وأكّد الجيش الكوري الجنوبي رصد مؤشّرات على أنّ استعراضاً عسكرياً نظّم مساء الأحد. لكن الجيش لم يحسم ما إذا كان الحدث الذي تم رصده هو "الاستعراض بحدّ ذاته أم تمرين عليه". وبدأ وكأن شقيقة الزعيم الكوري الشمالي خفض موقعها خلال مؤتمر الحزب لانها لم تدرج على لائحة اعضاء اللجنة المركزية للحزب بعدما كانت في السابق عضوا بديلا. لكن إصدارها بيانا باسمها يشير الى انها تبقى شخصية مهمة في دبلوماسية كوريا الشمالية بعدما كانت وراء قرار تدمير مكتب ارتباط على الجانب الشمالي من الحدود السنة الماضية. وتولى الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-اين رعاية المحادثات بين كيم وترامب وقال في خطاب رأس السنة الاثنين ان سيول تبقى راغبة في الحوار مع بيونغ يانغ "في أي وقت وأي مكان" حتى افتراضيا. لكن بما ان عملية التفاوض مع واشنطن مجمدة، تؤكد كوريا الشمالية ان ليس لديها اي مصلحة في المحادثات مع كوريا الجنوبية.

مشاركة :