أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، فرض عقوبات جديدة على 3 أفراد و16 كياناً، منها شركات تابعة للمرشد الإيراني علي خامنئي. وشملت العقوبات منظمتين إيرانيتين يسيطر عليهما المرشد الإيراني. ومن جانبه، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين: «إن المنظمتين تمكنان النخبة الإيرانية من الاستمرار في نظام الملكية الفاسد لقطاعات كبيرة من الاقتصاد الإيراني». وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن، أمس الأول، في سلسلة تغريدات على «تويتر»، أن 100 شركة كبرى سحبت أو ألغت استثماراتها من إيران جراء العقوبات الأميركية. وأشار بومبيو إلى أن 30 دولة توقفت عن استيراد منتجات إيران النفطية، موضحاً أن العقوبات على إيران منعتها من بيع 2 مليون برميل يومياً. وقبل تغريداته، أكد بومبيو في مؤتمر صحفي، أن نظام إيران ساعد تنظيم القاعدة في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر، مؤكداً أن القاعدة وإيران محور الدمار في العالم. وفي ما يواجه الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، عدداً من الملفات والقضايا الشائكة على الصعيدين الداخلي والخارجي، تتطلب منه قرارات حاسمة بمجرد دخوله البيت الأبيض، يعتبر الملف الإيراني من بين أكثر الملفات أهمية، والتي تستحوذ على اهتمام العديد من المهتمين بالسياسة الخارجية. ومن جانبه، حذر المحلل السياسي البريطاني، روجر بويس، في مقال نشرته صحيفة «ذي تايمز»، من الحديث عن إحياء «الاتفاق النووي» مع طهران، خصوصاً مع تعيين شخصيات من فريق أوباما في الإدارة الجديدة، مؤكداً أن ذلك الاتفاق «كان معيباً»، وأن هناك كثيراً من المشكلات الأخرى أكثر أهمية، التي تتطلب تركيز بايدن في المرحلة المقبلة. وأوضح بويس في مقاله، أن إيران لا تزال في حالة «حرب مع نفسها، وفي حالة طوارئ دائمة»، مضيفاً: «إن دافعها لزعزعة الاستقرار في عدد من الدول هو رغبتها غير المعلنة في السيطرة على المنطقة»، محذراً من المبالغة في تقدير براجماتية النظام الإيراني، ورغبته الحقيقية في الوصول إلى السلام. وقال بويس: «إن الدفع نحو الحديث عن صفقة نووية إيرانية لن يؤدي إلى إحراز أي تقدم، والمنطق الذي يتحدث به بعض الديموقراطيين عن أن إيران مفلسة، وبالتالي ينبغي أن تكون منفتحة للمحادثات غير واقعي، فالنظام في طهران هو جزء من تحالف غير رسمي مناهض لأميركا يساعده على إحباط العقوبات أو المراقبة الأميركية». وشدد على أن المقامرة بتحرير أموال إيران من خلال رفع العقوبات، سيؤدي بكل تأكيدٍ إلى وصول هذه الأموال إلى الجماعات الإرهابية مثل «حزب الله»، ومن السذاجة الاعتقاد أن إيران، المتواطئة بالفعل مع قوى نووية أخرى، يمكن منعها من الحصول على قنبلة نووية. وطالب المحلل السياسي ترامب باستغلال أيامه الأخيرة في منصبه لرفع السرية عن تفاصيل مفاوضات أوباما المبكرة مع طهران، ليفهم الرأي العام الغربي الثمن السياسي الذي سيتم دفعه مقابل صفقة جديدة. وأكد ضرورة إشراك دول الخليج في أي عملية تفاوضية في المستقبل.
مشاركة :