أحيانًا، يصبح الخطأ هو عين الصواب.. لديكم العديد من الأمثلة، فيلم (أنت حبيبى)، سنجد مع اقتراب النهاية أنجح الأغنيات (زينة والله زينة) التى أضيفت للفيلم عنوة.. شاهد فريد النسخة خلسة دون علم المخرج يوسف شاهين، فاكتشف أنه لا يتجاوز زمنه فقط ساعة ونصف الساعة، وقال: فيلم فريد يجب أن يصبح الأطول، وهكذا أصر على أن يبحثوا عن موقف يملأون به الزمن رغم اعتراض المخرج على المبدأ، وأضافوا للأحداث عُرسًا نوبيًا من الممكن من الناحية الدرامية حذفه تمامًا، شارك فى أدائه بالغناء فريد وشادية وبالرقص هند رستم، وأدى هذا المشهد لرواج الفيلم، وكان يوسف شاهين يتجنب رؤيته ويعتبره أفشل أفلامه بسبب (زينة والله زينة)، وأثناء إقامة احتفالية ليوسف شاهين فى باريس، وجد أن الجمهور الفرنسى يردد من بين أغانى كل الفيلم تحديدا (زينة والله زينة) فأحب (أنت حبيبى). الموسيقار محمود الشريف أقام دعوى قضائية ضد الإذاعة المصرية فى الخمسينيات، لأنهم بسبب خطأ فى المونتاج يذيعون الجزء الأول فقط من أغنية ليلى مراد (من بعيد يا حبيبى بسلم)، إلا أنه وبسبب عدم اكتمالها اعتبر الموسيقار محمد عبدالوهاب والكاتب إحسان عبدالقدوس أن الأغنية حققت إنجازا موسيقيا، وتراجع الشريف بعدها عن إقامة الدعوى القضائية. قال لى محمد صبحى إنه ذهب مع رفيق الرحلة الكاتب لينين الرملى إلى محمد عوض، وكان فى السبعينيات أحد أهم نجوم الكوميديا، ليتفقا معه على بطولة مسرحية (انتهى الدرس يا غبى).. كان صبحى سيؤدى دورا ثانويا بجوار عوض، إلا أن عوض اعترض على الفصل الثالث، بينما رفض لينين إجراء أى تغيير وأسند المخرج الدور لصبحى وتم تدشينه بعدها نجما جماهيريا، ذهب عوض لمشاهدة العرض وصعد لتحية الأبطال، وعلى المسرح طلب الكلمة، فقال للجمهور مازحا: أعترف لكم أننى طلعت (....)!!. فيلم (سواق الأتوبيس) كتب القصة محمد خان، إلا أنه بعد أن قرأ سيناريو بشير الديك لم يتحمس لإخراجه، وتم ترشيح خيرى بشارة الذى قال إنه ميلودرامى زاعق، وجاء الفيلم إلى عاطف الطيب لإنقاذ الموقف، فكان هو الأهم فى حقبة الثمانينيات. عندما استمع محمد رشدى إلى لحن (بهية) اعتذر لبليغ حمدى قائلا: غنيت لـ (وهيبة) و(عدوية) و(نجاة) و(نواعم) وغيرهن، وأخجل أن أضيف لهن (بهية)، فكانت من نصيب منافسه التقليدى محمد العزبى، لتصبح أشهر أغانيه، وعندما سألوا عبدالحليم عن الأغنية، قال: لو عُرضت علىّ لقدمتها فورا، بينما محمد رشدى اعتبرها غلطة ولكنه أضاف النجاح رزقا يستحقه العزبى. تخوف عادل إمام كثيرا من أداء دور (الشيخ حسنى) الكفيف فى فيلم (الكيت كات) إخراج داود عبدالسيد، وذهب الفيلم إلى محمود عبدالعزيز، وقال عادل إمام بعد النجاح الجماهيرى والنقدى للفيلم إنها بالفعل شخصية درامية رائعة وأثنى أيضا على أداء منافسه محمود عبدالعزيز، وكانت تلك أهم غلطة سينمائية ارتكبها عادل ليقتنصها محمود. بينما نجاة طلبت من الشاعر مأمون الشناوى والملحن بليغ حمدى تغيير مقطع فى (بعيد عنك)، وعلى الفور قدما الأغنية لأم كلثوم لتصبح واحدة من أكثر خمس أغنيات على خريطة (الست) تحقق رواجا جماهيريا.
مشاركة :