يدلي الأوغنديون بأصواتهم الخميس في انتخابات رئاسية تشهد توترا حيث ينافس النائب الشاب والمغني الشعبي بوبي واين الرئيس المنتهية ولايته يويري موسيفيني المرشح لولاية سادسة بعد 35 عاما في السلطة. منذ مساء الأربعاء تعاني خدمة الانترنت من مشاكل في هذا البلد الواقع في شرق إفريقيا. علقت السلطات رسميا شبكات التواصل الاجتماعي وخدمة المراسلة الثلاثاء في ختام حملة شابتها أعمال عنف، من اعتقالات وأعمال شغب وسقوط عشرات القتلى. وقال واين ظهرا بعدما أدلى بصوته في مركز اقتراع بضواحي العاصمة كمبالا "ما زلت أشجع كل الأوغنديين على الحضور والتصويت". أمام الناخبين الأوغنديين البالغ عددهم 18 مليونا حتى الساعة 16,00 (13,00 ت غ) للتوجه الى أحد مراكز الاقتراع في البلاد البالغ عددها 34 ألفا و600 لاختيار الرئيس ونوابهم. وأضاف المغني أنه تم توقيف الكثير من المراقبين الانتخابيين من حزبه صباحا. وقال "فرقنا فرت من 22 منطقة لأنها كانت مطوقة وملاحقة مثل المجرمين من قبل الشرطة والجيش". المنافسة تدور بين مرشحين من جيلين مختلفين في البلاد التي يشكل الشباب دون سن الثلاثين، ثلاثة أرباع عدد سكانها البالغ 44 مليون نسمة. من جهة، موسيفيني (76 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 1986 ويبدو الأوفر حظا بالفوز. وقد تحول هذا المقاتل السابق الى زعيم سلطوي وهو يعد علنا الأيام التي تفصله عن "النصر". في إفريقيا، أمضى فقط تيودورو أوبيانغ نغويما في غينيا الاستوائية وبول بيا في الكاميرون وقتا أطول منه في السلطة من دون انقطاع. في المقابل يستفيد واين (38 عاما) من شعبيته في صفوف الشباب وفرض نفسه كمنافس أساسي وسط معارضة منقسمة قدمت عشرة مرشحين ضد حركة المقاومة الوطنية، الحزب الحاكم. في حي نجوفو في كمبالا، قالت سيريا ماكومبي إنها اختارت الاستمرارية. وتضيف هذه المرأة البالغة من العمر 52 عاما وهي سيدة أعمال، لوكالة فرانس برس "موسيفيني هو مرشحي، لقد قدم الاستقرار للبلاد واطلق المدارس الابتدائية والتعليم الجامعي مجانا". وتقول "لقد بنى مستشفيات وطرقات". - رغبة في التناوب - في حي كاموكيا الفقير، معقل واين، يأمل جوزيف نسودوغا في حصول تناوب. يقول هذا السائق البالغ من العمر 30 عاما وهو ينتظر للادلاء بصوته حيث طلب من الحاضرين وضع الكمامات وتطهير الأيادي للوقاية من فيروس كورونا المستجد، "أنا هنا من أجل تغيير حكام هذا البلد لأنهم قالوا لسنوات إنهم سيؤمنون مستقبلي. لكنهم لم يفعلوا. انا بحاجة لرؤية التغيير من أجل أولادي". وظهرت مخاوف إزاء نزاهة وشفافية الاقتراع خلال هذه الحملة، وهي أكثر عنفا من سابقاتها، حيث منع الصحافيون ومنتقدو النظام والمراقبون- خصوصا الأميركيون- من العمل. وحظر النظام الكثير من تجمعات المعارضة بداعي انتشار فيروس كورونا المستجد، فيما استفاد موسيفيني من ظهور إعلامي واسع بفضل وضعه كرئيس. مساء الثلاثاء أكد موسيفيني، أحد أبرز القادة السياسيين في شرق افريقيا، في مداخلة متلفزة تعليق شبكات التواصل الاجتماعي والتراسل مثل فيسبوك وتويتر وفايبر قائلا إن هذا الاجراء يعاقب قيام فيسبوك باغلاق العديد من الحسابات المرتبطة بالسلطة والمتهمة بالتأثير بشكل مصطنع على النقاش العام. ردت منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية الأربعاء بالقول "سواء كان ذلك يمثل عمل رقابة متعمدا أو اجراء انتقاميا، فان هذا القرار سيستمر في زيادة تدهور الظروف لإجراء نقاش عام مفتوح وتعددي وشفاف". وتخللت الحملة الانتخابية أعمال عنف مع توقيف معارضين واستخدام الغاز المسيل للدموع وفي بعض الأحيان الرصاص الحي ضد أنصارهم. في تشرين الثاني/نوفمبر قتل 54 شخصا على الأقل على أيدي الشرطة في أعمال شغب اندلعت على خلفية عملية اعتقال أخرى لبوبي واين. وعبرت الأمانة العامة للأمم المتحدة عن "القلق ازاء أعمال العنف والتوتر التي سبقت الاقتراع وتدعو جميع الأطراف السياسية وداعميها الى عدم اللجوء الى خطاب الكراهية والترهيب والعنف" كما أعلن الناطق باسمها ستيفان دوجاريك مساء الأربعاء. وأكدت اللجنة الانتخابية أن نتائج الانتخابات ستعرف "بعد 48 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع".
مشاركة :