قال مراسل الغد من العاصمة الأمريكية واشنطن، الخميس، إنه من المنتظر إرسال التصويت على عزل ترامب إلى مجلس الشيوخ الأمريكي. وأوضح مراسلنا، أن ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، رفض استلام مذكرة التصويت إلى ما بعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن. ومن المقرر أن يتم تنصيب جو بايدن رئيسا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري. وأصبح الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يصوت مجلس النواب لصالح مساءلته مرتين، حيث انضم 10من الجمهوريين إلى الديمقراطيين في المجلس لاتهامه بالتحريض على التمرد في أعمال العنف عند مبنى الكونجرس (الكابيتول) الأسبوع الماضي. وانتهى تصويت المجلس، الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، بموافقة 232 عضوا ورفض 197 عضوا في أعقاب الهجوم الدامي على الديمقراطية الأمريكية، لكن يبدو من المستبعد أن تؤدي المساءلة السريعة إلى عزل ترامب قبل انتهاء فترته التي استمرت 4 سنوات وتنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن يوم 20 يناير/ كانون الثاني. ورفض ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ دعوات الديمقراطيين لمحاكمة سريعة لترامب قائلا إنه ما من سبيل للانتهاء من المحاكمة قبل أن يغادر الرئيس المنصب، لكن حتى بعد خروج ترامب من البيت الأبيض، فإن إدانته في مجلس الشيوخ قد تؤدي إلى تصويت على منعه من الترشح لأي منصب مجددا. وقال بايدن، إن من المهم ألا تعطل محاكمة المساءلة في مجلس الشيوخ خلال الأيام الأولى لإدارته العمل بشأن أولوياته التشريعية بما في ذلك التصديق على مرشحيه للمناصب الحكومية كما حث زعماء المجلس على إيجاد سبيل لإنجاز المهمتين في الوقت نفسه. وأقر مجلس النواب لائحة واحدة للمساءلة وهي عبارة عن اتهام رسمي لترامب “بالتحريض على التمرد” وتركز على خطاب تحريضي ألقاه أمام الآلاف من أنصاره قبل أن تقتحم مجموعة من مؤيديه الكابيتول. وأسفر الاقتحام عن عرقلة تصديق الكونجرس رسميا على فوز بايدن على ترامب في انتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثاني وأدى إلى سقوط خمسة قتلى بينهم شرطي. وكرر ترامب في كلمته اتهامات لا أساس لها بأن الانتخابات مزورة وحث أنصاره على الزحف إلى مبنى الكونجرس مرددا عبارات مثل “أوقفوا السرقة” و”أظهروا القوة”. وأصدر ترامب بيانا عبر الفيديو بعد تصويت مجلس النواب لكنه لم يتطرق إلى المساءلة ولم يتحمل المسؤولية عن تصريحاته أمام أنصاره الأسبوع الماضي لكنه ندد بالعنف. وقال ترامب “عنف الغوغاء يتعارض مع كل ما أؤمن به وكل ما تمثله حركتنا، لا يمكن لأي داعم حقيقي لي أن يؤيد العنف السياسي، ولا يمكن لأي داعم حقيقي لي عدم احترام القانون والنظام”. وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب قبل التصويت “لقد حرض رئيس الولايات المتحدة على هذا التمرد المسلح على بلادنا”، وأضافت “يجب أن يرحل، إنه خطر واضح وقائم على الأمة التي نحبها جميعا”. وفي مراسم لاحقة، وقعت بيلوسي لائحة المساءلة قبل إحالتها إلى مجلس الشيوخ وقالت إنها فعلت ذلك “بقلب مفطور لما يعنيه هذا لبلادنا”. ولم يتم عزل أي رئيس أمريكي من المنصب من خلال المساءلة. وصوت مجلس النواب لصالح مساءلة ثلاثة رؤساء أمريكيين هم ترامب عام 2019 وبيل كلينتون عام 1998 وآندرو جونسون عام 1868 لكن مجلس الشيوخ برأ ساحتهم. ووصف عضو الكونجرس الديمقراطي خواكين كاسترو ترامب بأنه “أخطر من جلسوا في المكتب البيضاوي”، وقالت ماكسين والترز عضو الكونجرس إن ترامب يسعى إلى الحرب الأهلية فيما قال المشرع الديمقراطي جيم ماكجوفرن إن الرئيس “حرض على محاولة انقلاب”. قال بعض الجمهوريين إن مساعي المساءلة تمثل اندفاعا نحو الحكم يتغاضى عن المداولات المتعارف عليها كجلسات الاستماع ودعوا الديمقراطيين إلى التخلي عنها من أجل الوحدة الوطنية والتعافي. وقال كيفن مكارثي كبير الجمهوريين في مجلس النواب “مساءلة الرئيس في هذا الإطار الزمني الضيق ستكون خطأ”، وأضاف “هذا لا يعني أن الرئيس لم يخطئ، الرئيس يتحمل المسؤولية عن هجوم مثيري الشغب على الكونجرس يوم الأربعاء”. وقال جيم جوردان عضو مجلس النواب الجمهوري وأقرب حلفاء ترامب، إن الديمقراطيين يتحركون بدافع المصلحة السياسية فحسب، وأضاف “يتعلق بالأمر بالنيل من رئيس الولايات المتحدة”. وصوت 10 جمهوريين لصالح مساءلة ترامب ومن بينهم ليز تشيني ثالث أبرز عضو جمهوري في مجلس النواب. وقالت جيمي هيريرا بويتلر وهي نائبة جمهورية “لا أختار أي جانب، أختار الحقيقة”، وأضافت “فهي السبيل الوحيد لهزيمة الخوف”. وينص الدستور الأمريكي على أن المساءلة في مجلس النواب تؤدي إلى محاكمة في مجلس الشيوخ، ويتعين التصويت بأغلبية الثلثين لإدانة ترامب وعزله مما يعني أنه يتعين على 17 جمهوريا على الأقل في مجلس الشيوخ، الذي يضم مئة عضو، الانضمام إلى الديمقراطيين. وقال ماكونيل إنه لا يمكن أن تبدأ المحاكمة قبل أن يعود مجلس الشيوخ إلى جلساته المنتظمة يوم 19 يناير/ كانون الثاني أي قبل يوم من تنصيب بايدن، وستستمر المحاكمة في مجلس الشيوخ حتى بعد أن يغادر ترامب المنصب. وقال تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ والذي سيصبح زعيم الأغلبية في وقت لاحق هذا الشهر “ستكون هناك محاكمة في مجلس الشيوخ الأمريكي وسيكون هناك تصويت على إدانة الرئيس بجرائم كبرى ومخالفات وإذا أدين الرئيس فسيكون هناك تصويت على منعه من الترشح مجددا”. وصوت مجلس النواب لصالح مساءلة ترامب من قبل في ديسمبر/ كانون الأول 2019 لاتهامات بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس في ضوء مطالبته أوكرانيا بالتحقيق بشأن بايدن وابنه هنتر قبل الانتخابات، لكن مجلس الشيوخ صوت في فبراير شباط لصالح بقاء ترامب في المنصب.
مشاركة :