بيروت (الاتحاد، وكالات) غصت ساحة الشهداء وسط العاصمة اللبنانية بيروت أمس، بأمواج من المواطنين المحتجين الذين نزلوا إلى الشارع بدعوة من تجمع «طلعت ريحتكم» وغيره من الحركات المنضوية تحت اسم «هيئات المجتمع المدني»، فيما أنشأ مجلس الأمن المركزي غرفة عمليات مشتركة لحفظ أمن التظاهرة، مع تأكيد قائد الجيش أن قواته ستحمي التحركات الشعبية وأنها لن يسمح بالتعديات على المتظاهرين أو القيام بأعمال مخلة بالنظام. المتظاهرون الذين كانوا من مختلف الأعمار والانتماءات، وبينهم عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، رفعوا الأعلام اللبنانية ورددوا هتافات عدة بينها «الشعب يريد إسقاط النظام» و«ثوري ثوري يا بيروت»، و«الشعب مصدر الشرعية»، و«علمانية عدالة اجتماعية»، و«بدنا رئيس جمهورية يحاكم الزعران والحرامية»، «بدنا حكومة جديدة، بدنا قانون انتخابي لا طائفي، بدنا رئيس مجلس نواب جديد، إلى مزبلة التاريخ»، إضافة إلى لافتات تحمل شعارات تنوعت بين المطالب المعيشية والدعوات لرحيل الطاقم السياسي الحالي، ولكنها اجتمعت بمجملها عند رفض الفساد. التحرك حظي بتغطية واسعة ولافتة من جانب مجموعة كبيرة من وسائل الإعلام المحلية والعربية والمحلية، وشارك فيه عدد كبير من الممثلين والفنانين اللبنانيين، كما واكبته سيارات الصليب الأحمر، فيما نفذت عناصر مكافحة الشغب انتشاراً عند مسجد محمد الأمين وفي محيط مبنى صحيفة «النهار». مهلة حملة «طلعت ريحتكم» أكدت في بيان تلته أمام الحشود في ساحة الشهداء، الاستمرار في التحرك حتى استقالة وزير البيئة محمد المشنوق ومحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق وانتخاب رئيس للجمهورية، معلنة أنها ليست من دعاة العنف ولكنها لا تخاف المواجهة. كما أمهلت الحملة الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام 72 ساعة لتنفيذ مطالبها وإذا لم تستجب قبل ليل بعد غد الثلاثاء، سيكون هناك تصعيد. وأكد أحد المنظمين للحملة في اتصال هاتفي مع «الاتحاد» أن تحركهم سيكون سلمياً وسيتعاونون مع القوى الأمنية لمنع المندسين من عرقلة المسيرة وتحييدها عن المسار المرسوم لها. وأضاف، بعدما طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الحملة نسقت تحركها مع القوى الأمنية وستبادر إلى كشف المندسين وتسليمهم إذا ظهروا بين المتظاهرين. «منكم لكم لحمايتكم» وفي تمام الساعة الخامسة من عصر أمس، انطلق المتظاهرون من أمام مقر وزارة الداخلية في منطقة الصنائع، باتجاه ساحة الشهداء فيما تقدمت عناصر قوى الأمن الداخلي مسيرة حملة «طلعت ريحتكم» مؤكدة احترامها الكلي لحق المواطنين في حرية التعبير والتظاهر السلمي، رافعة لافتة على مبنى قيد الإنشاء مقابل ساحة الشهداء كتب عليها «منكم لكم لحمايتكم». من جهته، تضامن وزير الداخلية نهاد المشنوق مع المعتصمين في ساحة الشهداء وغرد عبر تويتر قائلاً: «التظاهر وحرية التعبير حق من حقوق كل اللبنانيين ليس مني ولا تسهيلاً من أحد ولا من يرغب أو لا يرغب». ... المزيد
مشاركة :