في الحلقة الأخيرة من النسخة الإيرانية للعبة «Shark Tank»، قدم رجل الدين حبيب دستاني مصمم الألعاب الذي يتمتع بخبرة تزيد على 15 عاما، عملية دمار شامل قام بها الأبطال بعد سقوط الجنرال الإيراني، حققت اللعبة نجاحا كبيرا، وبات اسم قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي قتل في غارة أمريكية قبل أكثر من عام، السر في تحقيق مبيعات خيالية للألعاب وصلت إلى 28 مليونا.ومع مرور الذكرى الأولى للهجوم الأمريكي بطائرة بدون طيار في 3 يناير على قاسم سليماني، واصل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب الترويج للعمل العسكري باعتباره نجاحا بارزا لإدارته، على الرغم من أن العالم قد تغير تماما منذ ذلك اليوم قبل عام. قد تكون وفاة سليماني الآن فكرة متأخرة لمعظم الأمريكيين، إلا أن إيران لم تنس، حتى مع هزيمة ترمب في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 وانتصار منافسه جو بايدن، ما زالت تشعر بالصدمة من الداخل على الرجل الثاني بين قادة الملالي.وبحسب تقرير المجلس الأطلسي، بالنسبة للكثيرين خارج إيران، كان سليماني إرهابيا تسبب في الموت والدمار في جميع أنحاء المنطقة من خلال فيلق القدس، الذراع الأجنبية للنخبة في الحرس الثوري، لكن بالنسبة للعديد من الإيرانيين، كان بطلا قوميا منع داعش من الاستيلاء على العراق وغزو إيران.ووفقا لاستطلاع رأي أجراه مركز الدراسات الدولية والأمنية في ماريلاند، قفزت شعبية سليماني من 73% في عام 2016 إلى 82% في عام 2019 مما يجعله شخصية شعبية استثنائية بالنسبة للإيرانيين.تمجيد سليمانيكانت صور سليماني تملأ شوارع طهران خلال حياته، وبعد مقتله تم رفع مكانته إلى مستوى الشهيد من وجهة نظر الإيرانيين، واستغلت الحكومية الأمر، حيث تمت ترقيته بعد أسبوع واحد من وفاته، من رتبة لواء إلى فريق، وهي الأولى في الحرس الثوري الإيراني، وأعيدت تسمية مئات الشوارع والميادين والمباني وحتى المعابر الحدودية تكريما له، بما في ذلك أحد شوارع لبنان، وتحول منزل طفولته في محافظة كرمان إلى متحف.وفي يوليو، أعلنت الإذاعة الوطنية الإيرانية أنها ستطلق سراح قائد السلام، وهو مسلسل وثائقي من أربعين حلقة عن دور سليماني في الصراعات في جميع أنحاء المنطقة، وفي أغسطس، تم افتتاح معرض متحف دائم مخصص له فقط في طهران، وفي ديسمبر، تم إطلاق موقع الكتروني جديد يضم أكثر من 9000 مقالة وصورة بعدة لغات «لنشر المعرفة العامة حول سليماني.وانتشرت أكثر من 12 لعبة تمجد سليماني، إضافة إلى تطبيقات ومواد إعلامية وصور، وشرحت دوره في الحرب بين إيران والعراق، والحرب الأهلية السورية، والقضاء على داعش، وروت «الانتقام القاسية» الهجوم الذي تعرض له بطائرة مسيرة وجنازة سليماني الضخمة في طهران، وعملية الانتقال لقتله.رغبة الانتقامفي أعقاب الضربة التي استهدفت سليماني خارج مطار بغداد الدولي، ناقش الخبراء حول العالم الآثار الإيجابية لسقوط المسؤول الإيراني البارز الذي كان يعد رأس حربة الإرهاب، وفي أعقاب ذلك، أطلقت إيران في 8 يناير 2020 صواريخ باليستية تسببت في إصابات دماغية لـ100 جندي أمريكي في قاعدة الأسد خارج بغداد، وتسبب الارتباك الكبير للحرس الثوري بعد حادث سلمياني في إسقاط طائرة ركاب مدنية، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا، معتقدين أنه هجوم أمريكي على مطار طهران الرئيس.ترقب للثأركانت المخابرات الأمريكية تراقب أهدافا محتملة أخرى للانتقام الإيراني، بينما توقعت وزارة الأمن الداخلي وقوع هجمات الكترونية، وفي سبتمبر سرت أنباء أن إيران تخطط لاغتيال السفير الأمريكي في جنوب أفريقيا، وربما يعود ذلك إلى علاقتها الوثيقة مع دونالد ترمب، وتوقع الجيش الأمريكي بالفعل هجوما محتملا على المصالح والقوات الأمريكية في العراق خلال الذكرى السنوية لمقتل سليماني، ونشر قاذفتين من طراز B-52 في المنطقة لردع إيران.وفي 16 ديسمبر، غرد المرشد الأعلى عبر حسابه في تويتر «سيحدث الانتقام بالتأكيد في الوقت المناسب»، فيما تتواصل الجهود لتكريس إرث سليماني في الداخل، بينما لا يزال الانتقام المحتمل غير مؤكد، فبعد مرور عام على وفاة سليماني، لم ينس الإيرانيون وستتأكد الحكومة الإيرانية من أنهم لم ينسوا ذلك.