على ما يبدو أن مُتغير السن قد أصاب رؤية محمد حسنين هيكل في «مقتل مُجانبة الحقيقة» التي يدّعيها طيلة حياته المهنية؛ ففي حديث مُطوَّل مع صحيفة السفير اللبنانية -نشرته مؤخراً- تعرّض فيه للأحداث التي تعصف بالمنطقة، وموقف بعض الحكومات منها، حيث وصف المملكة بقوله: «السعودية تهيمن على الخليج، وهى قوّة ترهّلت قبل أن تبلغ الشباب»، في محاولة منه لزعزعة قيادة المملكة للخليج، متجاهلاً أن سياسة المملكة المتوازنة تجاه أشقائها في الخليج، وعدم فرض رأيها بمنطق القوة، بل التشاور معها بلغة المصالح العليا والمصير الواحد هي من أوصلها لقيادة دول الخليج، ومُغيِّباً في تحليله -أيضاً- التحديث الذي طال قمة الهرم السياسي، وتشكيلة مجلس الوزراء التي اتّسمت بالمزج بين الخبرة وروح الشباب، وواصل هيكل تجنّيه على المملكة عندما وصف دفاعها عن حدودها، بأنه تدخُّل في شؤون اليمن، واصفاً ذلك بقوله: «أما السعوديون فلديهم باستمرار مطالب من اليمن، ولقد استولوا على محافظتين فيها، اليمنيون مساكين وفقراء»، فهل يرى هيكل بثاقب رؤيته أن تنتظر المملكة هجوم إيران عبر ذراعها اليمني «الحوثي» على حدودها الجنوبية؟ أم غاب عنه أن الضربات الاستباقية التي قامت بها قوات التحالف بقيادة المملكة؛ هي الصفعة غير المتوقعة لكل خبراء الحرب في العالم، وليس في المنطقة؛ الأمر الذي يعني أن الترهّل الذي وسم به هيكل المملكة؛ لا وجود له فيها، بقدر ما هو ترهّل في فكره وتدني رؤيته بعد أن سَقِم جسده، وثالثة الأثافي التي خرج علينا بها هيكل تمثلت في أن السعودية ودول الخليج لا تستطيع مشاغبة أمريكا حول الاتفاق النووي، بل يتوقف دورها على المعاتبة فقط، واصفاً موقف الإمارات بالإيجابي، ومُستبعداً في الوقت ذاته قيام المملكة بذلك؛ فلم يُبيِّن لنا هيكل دوافع استغرابه لعدم قيام المملكة بحقها المشروع في التعبير عن مواقفها، وتصديه لذلك!. Zaer21@gmail.com
مشاركة :