عقب يومين من قيام الجيش الإيراني بمناورات بحرية أطلق خلالها عدد من الصواريخ بعيدة المدى، أعلن الحرس الثوري، الجمعة، أنه في المرحلة الأولى من "تمرين الرسول الأعظم" اختبر وأطلق صواريخ باليستية من "الجيل الجديد". ووفقا لوكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري، فقد أجريت التدريبات في صحراء إيران الوسطى، وتم خلالها اختبار "صواريخ مزودة برؤوس حربية قابلة للفصل وإمكانية توجيهها خارج الغلاف الجوي"، فضلاً عن "القدرة على تعطيل وتمرير دروع العدو الصاروخية". وتأتي المناورات عقب تمرين بدأته بحرية الجيش الإيراني في بحر عمان بالقرب من المحيط الهندي وسط توترات كبيرة مع الولايات المتحدة والدول العربية. وقال قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، الذي حضر التدريبات، إنه بالإضافة إلى إطلاق "جيل جديد" من الصواريخ الباليستية، تم استخدام "عدد كبير من الطائرات بدون طيار". وذكرت وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، الجمعة، أن "الجيل الجديد" من الصواريخ الباليستية التي تم إطلاقها خلال التدريبات كانت من طراز "ذو الفقار" و"زلزال" و"دزفول". كما أثار أمير علي حاجي زاده، قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني، مسألة اختبار وإطلاق "جيل جديد من الصواريخ الباليستية" في التمرين، قائلاً إن "زمن التشغيل والتحضير لهذه الصواريخ انخفض إلى العُشر مقارنة بالماضي، وتم الإطلاق في أقل من 5 دقائق". كما نشر حساب على تويتر منسوب إلى قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني مقطع فيديو قصيرًا للتمرين. يذكر أنه خلال مناورات الأربعاء الماضي، في بحر عمان، على شواطئ مكران وشمال المحيط الهندي، استخدمت بحرية الجيش الإيراني خلالها صواريخ كروز على سطح البحر، وطوربيدات من الغواصات البحرية، وكذلك حلقت طائرات بدون طيار. كما أعلن الجيش الإيراني انضمام سفينة "مكران" الحربية إلى قطعات بحريته خلال المناورات بحضور رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، وقادة بحريتي الجيش والحرس الثوري. ورفعت إيران سقف التصعيد ضد الولايات المتحدة التي أعادت تحليق قاذفاتها في المنطقة، فيما يرى محللون أن هذا التصعيد يأتي تمهيداً لمفاوضات محتملة مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن. وكان أعضاء في الإدارة الأميركية المقبلة من بينهم جيك سوليفان، مستشار بايدن للأمن القومي المقبل، يرون أن تجميد برنامج صواريخ إيران يستبق أية مفاوضات محتملة حول الاتفاق النووي. لكن هذه التصريحات قوبلت بردود فعل سلبية من بعض المسؤولين الحكوميين الإيرانيين، بمن فيهم قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني، حاجي زاده، الذي قال إن برنامج الصواريخ هو "الخط الأحمر" لطهران، وإنه "سيكون من الخطأ أن يتفاوض أي شخص على هذا الملف". وشدد على أنه "لن يسمح لأي مسؤول بالتفاوض بشأن القدرة الصاروخية". وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد أعلن في 10 يناير، أن طهران "ليست في عجلة من أمرها لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي". كما دافع خامنئي عن تطوير برنامج إيران الصاروخي، قائلا إن البرنامج له أهداف "دفاعية"، ووصف موقف الدول الغربية بأنها "مجرد ثرثرة"، حسب تعبيره.
مشاركة :