على الرغم من الوعود التي أطلقها رئيس لجنة الحكام الرئيسية بعد نهاية الموسم الماضي بأنه سيعمل كثيراً على معالجة الأخطاء والمشاكل التي اشتكت منها الأندية في الموسمين الماضيين تحديداً، وجعلت من أغلب المباريات مسرحاً هزلياً لأخطاء كوارثية لا تمت لقانون اللعبة بأي صلة، وحولت نتائج مباريات لفرق لا تستحقها مقروناً بصمت رهيب، وعدم إصدار أي عقوبات لأي حكم أرتكب هذه المخالفات، مما أثار حفيظة الشارع الرياضي الذي بات لا يثق كثيراً في قرارات الحكم السعودي وأصبح يحتقن بين الموسم والآخر. ما حدث في الجولتين الماضيتين في (دوري عبداللطيف جميل) من أخطاء تحكيمية يعطي أنطباعاً كبيراً إن الأمور لن تتغير، والحال سيكون على ماهو عليه، والأندية ستعاني الأمرين خصوصاً التي لا تحظى بدعم جماهيري، ولا يوجد لها ممثلون يدافعون عنها بشتى الوسائل عبر الإعلام وربما غيرها. الغريب في الأمر أن الأخطاء تتكرر في كل مرة من قبل الحكم وبالطريقة ذاتها، وتحديداً فيما يخص ضعف شخصية الحكم الذي لم ولن يتخذ قراراً ضد أي مسؤول في الأندية مستقبلاً إذا ما استمر الحال على ماهو عليه، وبالتالي تفقد كرة القدم العدل الذي يفترض أن يطبق على الجميع من دون استثناء، وهذا سبب رئيسي في تدهور مستوى قضاة الملاعب في كل عام، على الرغم من التطور الكبير في بعض جوانب الرياضة التي تزخر بالمواهب والمال والجمهور والإعلام. ركلات جزاء وقرارات طرد مستحقة اختفت وغيرت النتائج ما حدث في مباراتي النصر والقادسية، والتعاون والفيصلي وقبلهما الرائد والاتحاد أمر يجب أن لا يمر مرور الكرام، ويجب على الاتحاد السعودي العودة إلى قوانين كرة القدم ومناقشة رئيس لجنة الحكام في الأخطاء التي يرتكبها الحكام، خصوصاً أن أغلب النقاد والمحللين التحكيميين قالوا إنها مؤثرة وغيرت مجرى المباراتين. استعد الحكام للموسم الجديد في التشيك ويبدو أن المعسكر كان مجرد ترفيه ورحلة سياحية بدليل أن تقديمهم مع بداية الموسم اسوأ مستوى وفشل رئيس اللجنة في اطلاق تصاريحه وبالغ في تفاؤله ولم يف بوعودة وعلى الرغم من أن اتحاد الكرة أحضر خبيرا تحكيميا انجليزيا لعل وعسى ان يطور ويصلح الحال المايل لكنه هو الآخر احبط بعد أن شاهد التحكيم في الجولة الاولى ولم يعلم ان الجولة الثانية بقيادة محمد الهويش وشكري الحنتوش ومحمد القرني ستكون أمرَّ وهذا ما حدث وسمح بحدوث اعتراضات وفوضى داخل الملعب وخارجة صاحبه تعامل ضعيف جدا كان هناك أخطاء مؤثرة وركلة جزاء لم تحتسب وقرارات طرد مستحقة يتخذها حتى حكم كرة قدم مبتديء عجز عنها الحنتوش مع مدافع النصر محمد حسين والشيء ذاته فعله القرني مع حارس التعاون فايز السبيعي ومع الدخول العنيف الخشن لمدافعه عدنان فلاتة الذي اتجه بقدمية بعنف وقوة على ساق أحد لاعبي الفيصلي. إذا لم يكن هناك محاسبة من قبل اللجنة وقبل ذلك مراقبة وحزم من قبل اتحاد الكرة تجاه ما يحدث فإن المستقبل بالتأكيد سيكون اسوأ وسيضع اللجنة واتحاد الكرة في وضع حرج امام ادارات الاندية والوسط الرياضي بشكل عام والوضع يحتاج لخطوات اولاها ابعاد المقيّمين والمراقبين الفاشلين الذين لم يطوروا مستوياتهم عندما كانوا في الساحة فكيف بهم يطورون الحكام؟ ويلي ذلك محاسبة الحكم المخطيء حتى لوصل الأمر الى شطبه من القائمة، والمشكلة ان الحكام الذين صدرت منهم اخطاء هم الحكام الذين دونت عليهم العديد من الملاحظات في المواسم الماضية بمعنى انهم لم يستفيدوا من اخطائهم ويطوروا انفسهم بل ان الأمل في ذلك اصبح معدوماً ولايرجى منهم أي جديد!
مشاركة :