جدة – البلاد تضيق الأرض على اتساعها بالإرهابيين، فلا أحد يقف في صفهم، وأصبحوا منبوذين من جميع دول العالم بسبب أفعالهم الإجرامية المشينة التي قتلوا عبرها مئات الآلاف من الناس في مختلف الدول، فدمويتهم حولتهم إلى كائنات غير مرغوب فيها بكوكب الأرض، تطاردهم الحكومات وتحاصرهم تهم الإرهاب إينما حلوا، لدرجة أنهم لا يستطيعون الظهور علنًا، إنما يعملون من وراء حجاب بالإيعاز لمليشياتهم لتنفيذ أجندهم الخبيثة. ولتخليص الجميع من شرورهم، تضرب دول العالم على أوكارهم بيد من حديد، لتدمير قوتهم، وشل حركتهم، بينما تصنفهم أمريكا على “القائمة السوداء”، لعزلهم ومحاسبة “الرؤوس الكبيرة”، في مقدمتهم أذرع إيران في اليمن، ولبنان، والعراق، وسوريا، إذ فرضت عليهم وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات توقف تمويلهم وتقطع طريق إرهابهم، آخرها تصنيف رئيس أركان الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي الملقب بـ”الخال” إرهابيًا عالميًا، وقبله بأيام فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ومستشار الأمن القومي السابق فالح الفياض؛ لتورطه في انتهاكات لحقوق الإنسان، مبينة أن ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران اعتدت على المشاركين ضمن الاحتجاجات العراقية في أكتوبر 2019م، ضد الفساد والبطالة والركود الاقتصادي، والتدخل الإيراني في الشؤون العراقية. ولفتت وزارة الخزانة الأمريكية، حينها، أن الفياض كان عضوا في خلية الأزمة التي كوٍنت في أواخر عام 2019م،وقامت بقمع المحتجين العراقيين، بدعم من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، مشيرة إلى أن العناصر الموالية لإيران في قوات الحشد الشعبي لا تزال تواصل شن حملة اغتيالات ضد النشطاء السياسيين في العراق، الذين ينادون بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، واحترام حقوق الإنسان. وجاءت الضربة الموجعة لإيران، عندما صنفت واشنطن مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، باعتبارها اليد اليمنى لطهران في المنطقة وتريد أن تسيطر عبرها على الممرات المائية، وتزعزع الأمن والاستقرار، لتمرير مشروعها الفارسي، غير أن العالم فطن لخطرها على الملاحة البحرية وكبل تحركاتها بوضعها في “القائمة السوداء”، إذ يقول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن التصنيف يهدف إلى محاسبة الحوثيين على أعمالهم الإرهابية، بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري.ولفت إلى أن التصنيف يهدف إلى وضع عبدالملك الحوثي وعبدالخالق بدر الدين الحوثي وعبدالله يحيى الحكيم على قائمة الإرهابيين الدوليين. وما فعلته مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن يؤكد استحقاقها التصنيف كمنظمة إرهابية، وفقًا لوزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، الذي أكد أمس الأول، أن المليشيا نقضت الاتفاق الذي أعلنته الأمم المتحدة، بخصوص تقييم وصيانة ناقلة النفط “صافر”، مبينًا أنها لا تزال تنفذ أجندة إيران الإرهابية، مواصلة المرواغة في هذا الملف بالتراجع عن التزاماتها المعلنة بالموافقة على السماح لفريق الخبراء التابعين للأمم المتحدة بإجراء عملية الفحص الفني وتقييم الأضرار وصيانة ناقلة النفط “صافر” نهاية شهر يناير الحالي.ويقف تحالف دعم الشرعية بالمرصاد لإرهاب الحوثيين، إذ صرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف “تحالف دعم الشرعية في اليمن” العميد الركن تركي المالكي، أن قوات التحالف المشتركة تمكنت أمس، من اعتراض وتدمير 3 طائرات دون طيار “مفخخة” أطلقت باتجاه المملكة، مبينًا أن الطائرات أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية من محافظة الحديدة، منوها إلى أن المليشيا الإرهابية مستمرة بخرق اتفاق (ستوكهولم) وخرق وقف إطلاق النار بالحديدة، وتواصل اتخاذ محافظة الحديدة مكانًا لانطلاق الأعمال العدائية والعمليات الإرهابية بإطلاق الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار (المفخخة)، وكذلك إطلاق هجمات القوارب المفخخة والمسيّرة عن بعد، ما يمثل تهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي وتقويض للجهود السياسية لاتفاق (ستوكهولم). وما بين التصنيف الإرهابي، والعزلة الدولية، وتدمير أسلحتهم يبقى الإرهابيون محاصرين من كل الجهات، فإينما ذهبوا سيجدون الصفعات في انتظارهم، إلى أن يقُضى على إجرامهم في مختلف دول العالم.
مشاركة :