السودان: لا نريد حرباً مع إثيوبيا وقادرون على رد أي عدوان

  • 1/16/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الحكومة السودانية عدم تجاوز جيشها حدوده الدولية، ووصفت المزاعم الإثيوبية بغير الصحيحة.وقالت إن قواتها أعادت الانتشار داخل أراضيها، وإنها لا تريد حرباً مع إثيوبيا، بيد أنها قادرة على رد أي عدوان قد تتعرض له، وفي الوقت ذاته طالبت إثيوبيا بسحب قواتها من منطقتين لا تزال تسيطر عليهما، ولا يريد الجيش السوداني استردادهما بالقوة.وقال عضو مجلس السيادة والمتحدث باسمه محمد الفكي سليمان، الذي يشغل في الوقت ذاته منصب عضو مجلس الأمن والدفاع، في مؤتمر صحافي عقده بالخرطوم، أمس، إن مجلس الأمن والدفاع - الجهة المعنية بإعلان الحرب - لم تصادق على حرب مع إثيوبيا، بل إن السودان لا يريد حرباً معها، وفي الوقت ذاته أكد مقدرة حكومته على رد أي عدوان قد تتعرض له البلاد. وأضاف: «نطالب إثيوبيا بالانسحاب من منطقتي قطران وخور عمر السودانيتين اللتين لا تزالان تسيطر عليهما القوات الإثيوبية، بإمكاننا لو أردنا أن نستردها عسكرياً اليوم، لكننا لا نريد مزيداً من التصعيد».وأوضح الفكي أن السودان يقود معركة سياسية ودبلوماسية واسعة، لاسترداد هاتين المنطقتين، وقال: «الجيش لن يخرج من المناطق التي أعاد الانتشار فيها، لأنها أراض سودانية».وفي سرده لإعادة انتشار الجيش السوداني، أوضح الفكي أن إثيوبيا أخلت قواتها من مناطق سودانية كانت متمركزة فيها، إثر نشوب الحرب في إقليم تيغراي، فأصدرت الحكومة السودانية قرارها بانتشار الجيش في تلك المناطق، وقال: «نحن الآن داخل حدودنا... وقادرون على حمايتها، وهذا من صميم عمل الجيش».وانتقد الفكي بعنف الحملات الإعلامية التي يشنها الجانب الإثيوبي، وقال إن حكومته صمتت إعلامياً، لتجنب التصعيد، واكتفت بانتشار الجيش على مواقع ومعسكرات انسحب منها قبل نحو ربع قرن، وتابع: «لمسنا من الجانب الآخر، خطابات سياسية ودبلوماسية غير منضبطة، لم نرد عليها، لأن هذه الأرض أرضنا، وأطالسهم تشهد أنها أرضنا، فلماذا هذا الصخب والبيانات النارية، نطالبهم بضبط الخطاب والسير في طريق الحل الدبلوماسي».وأوضح الفكي أن المزاعم الإثيوبية بأن السودان استغل الحرب بين الحكومة الفيدرالية و«جبهة تحرير تيغراي»... يفسر لصالح السودان، ويؤكد أنه لا يريد حرباً، بقوله: «هذه أراض سودانية انسحب منها الجيش الإثيوبي وميليشياته وتسلمها الجيش بعمل سياسي ودبلوماسي».وأكد الفكي أن إثيوبيا لا تزال تسيطر على منطقتين سودانيتين (قطران، خور عمر)، وطالب الجانب الإثيوبي بالانسحاب منهما ليبسط السودان سيطرته على كامل حدوده، وقال: «نؤكد لو أننا أردنا دخولها بالقوة العسكرية، لتمكنا من دخولها في هذا المساء، لنا القدرة على ذلك، لكنا لا نرغب فيه، لأننا نريد حلاً سياسياً ودبلوماسياً، ونحن سائرون في هذا الطريق».وفند الفكي مزاعم إثيوبية تقول إن السودان مدفوع بأجندات جهة خارجية، بالقول: «لا يعقل أن يكون السودان مدفوعاً من جهة خارجية، لأنه لا يحتاج لمن يذكره بأن هذه الأرض سودانية، وليبسط سيطرته وسيادته على أرضه»، وتابع: «السودان الآن يتعافى، ويعود للأسرة الدولية، ولم يعد معزولاً كما كان في عهد النظام البائد الذي كان يضطر للصمت عن أراضيه».وقطع الفكي بأن «الحكومة الانتقالية تعمل على استرداد كامل أراضيها شمالاً وجنوباً، ليس عن طريق الحرب، بل عن طريق العمل السياسي والدبلوماسي المستمر، وأنها تملك الإرادة السياسية اللازمة لذلك، مسنودة بأن استرداد أراضي السودان هو أحد مطالب ثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة، لاسترداد كرامة الأرض التي أضاعها النظام البائد».وكشف عن جولات تقوم بها الحكومة السودانية تشرح خلالها لدول الإقليم والعالم، تمسكها بحقها في أراضيها، وعدم رغبتها في أي حرب، بدأت بسفر أعضاء من مجلس الأمن والدفاع لكل من جنوب السودان، وتشاد، وأريتريا، ومصر، وهناك رحلات مجدولة لكل من المملكة العربية السعودية، وكينيا، وجنوب أفريقيا، والكونغو، تحمل رسالة واحدة هي: «أننا موجودون في أرضنا، ولا نريد حرباً مع آخرين، لكننا قادرون على الدفاع وصد أي عدوان، نتمنى ألا يحدث».ودعا الفكي المواطنين الإثيوبيين المقيمين في السودان، لتقنين أوضاعهم وتسجيل أنفسهم ليكونوا معروفين للسلطات، وذلك رداً على إشاعات بأنهم يتعرضون لمضايقات في السودان، وقال: «الإثيوبيون في السودان، لا يتعرضون لأي مضايقات، وما يتردد غير صحيح، فهم يقيمون في السودان بكرامة، لأنهم يشعرون بالأمان في هذه البلاد». وقطع الفكي بأن إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود الشرقية، ليس لأن السودان يتوقع حرباً مع إثيوبيا، بل لأن إثيوبيا نفسها تمر باضطرابات سياسية، ووجود القوات هناك تأمين لها، بيد أنه قال: «لدينا معلومات مفصلة عن التحشيد الإثيوبي، لكن نحن داخل أرضنا وقادرون على الدفاع عنها، وقواتنا في وضع عسكري ممتاز. ولأننا ندافع عن أرضنا، وهذه هي القوة الكبرى، قوة الحق».

مشاركة :