شن طيران التحالف العربي، أمس، غارات عنيفة على مواقع عسكرية موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وميليشيا الحوثي جنوبي وغربي صنعاء. وقال شهود عيان ل"الرياض" ان المقاتلات الحربية قصفت موقع النهدين العسكري المحيط بالقصر الرئاسي بصنعاء، وسمع بعدها دوي انفجارات عنيفة هزت العاصمة. كما قصفت مواقع في فج عطان واخرى في بيت زبطان. وكثفت ميليشيات الحوثي وصالح من من دورياتهم في شوارع العاصمة صنعاء تحسبا لأية هجمات تشنها القوات الموالية للشرعية في اليمن. وفي وقت سابق من مساء الجمعة قصفت مقاتلات التحالف تجمعات ومواقع للحوثيين في منطقتي الدريهمي واللاوية بمحافظة الحديدة غربي اليمن. كما استهدفت طائرات التحالف عربات عسكرية للحوثيين وحلفائهم من قوات علي عبدالله صالح في بلدة بيحان في محافظة شبوة. كما قصف طيران التحالف تجمعات للحوثين وقوات صالح في منطقة جبل رأس بمحافظة الحديدة على البحر الأحمر مساء الجمعة. وفي مأرب، القريبة من العاصمة اليمنية، ضربت مقاتلات التحالف تجمعات ومواقع للحوثيين وقوات صالح في منطقة الزور والجفينة. واستهدفت الغارات أيضاً آليات عسكرية لميليشيات الحوثي وصالح في منطقة الفاو جنوبي غربي مأرب، بالإضافة الى مخازن أسلحة. وكان أكثر من 25 مسلحاً من ميليشيات الحوثي وصالح قتلوا في كمائن للمقاومة، في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء وسط اليمن الجمعة. وذكرت مصادر محلية أن من بين القتلى في أحد الكمائن، القيادي الحوثي غالب عصيدة، الذي قتل في جبل مردود. وتزامنت الهجمات مع غارات جوية شنتها طائرات التحالف العربي في مديرية مكيراس بالمحافظة ذاتها، استهدفت مقاراً عسكرية وأمنية. وفي تعز أعلنت قوات المقاومة الموالية للشرعية مساء الجمعة مقتل 13 وجرح 22 من ميليشيات الحوثي وصالح، ومقتل 3 من أفرادها وإصابة 16، في المواجهات في حي الكمب ومحيط القصر الجمهوري وجوار منزل صالح، في تعز. هذا وصدت المقاومة هجوماً شرساً لميليشياً الحوثي و صالح استخدمت فيه شتى انواع الاسلحة في حي بازرعة والكمب ومحيط القصر استمر لساعات في محاولة لاستعادة مواقع سقطت منها كمبنى المحافظة وإدارة الأمن ومنزل صالح كما قتل مدنيان اثنان وجرح 13 آخرون، جراء قصف عشوائي نفذه للحوثيين وقوات صالح على أحياء سكنية. فيما استمر القصف العشوائي بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاوزر من قبل ميليشيا الحوثي وصالح على احياء السكني، وتم استهداف حي القاهرة وثعبات وحوض الاشراف. وشهدت منطقة الكمب وثعبات وكلابة مساء الجمعة وحتى فجر امس السبت اعنف الاشتباكات والقصف المتبادل بين المقاومة وميليشيات الحوثي وصالح. وقصفت المليشيات في وقت سابق قرى في جبل صبر بالمدفعية الثقيلة. وقصفت دبابات ومدفعية الحوثين وقوات صالح ظهر امس مواقع للمقاومة واحياء سكنية في ثعبات. كما استمر فرض حصار خانق على المدينة ومنع دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية ومنح حركة التنقل. واغلقت المستشفيات الرئيسية في المدينة منذ اشهر بسبب القصف العشوائي ومغادرة الكادر الطبي ونقص الامكانات الطبية والمعدات في المستشفيات التي بقيت تعمل. وانتشر حمى الضنك بشكل كبير في المدينة جراء الوضع الصحي المتدهور وغياب النظافة والمياه. وما يضاعف من تعقيد الوضع هو اعلان الهلال الأحمر اليمني مساء الجمعة وقف خدماته بشكل كامل في محافظة تعز، نتيجة الاعتداءات المتكررة من قبل جماعات مسلحة تابعة للحوثيين ومرتزقة علي عبدالله صالح على مقره في المحافظة. وقال الهلال الأحمر في بيان: "إن جماعات مسلحة قامت بالاعتداء على مباني الجمعية في منطقتي حوض الأشرف وثعبات، واستخدمتها كنقطة تمركز للمسلحين". وأوضح أن المسلحين سرقوا 6 سيارات تابعة للجمعية تحمل جميعها شارة الهلال الأحمر، وأطلقوا النار على سيارتي إسعاف، مما أدى إلى مقتل شخصين. وأشار البيان إلى أن الاعتداءات تشكل "خرقاً صارخاً لأحكام القانون الدولي الإنساني التي تنص على احترام الطواقم الطبية وتوفير حماية خاصة لهم حتى يقوموا بتأدية واجبهم الإنساني بأمان ودون خطر يهدد حياتهم، وإيصال خدماتهم الإسعافية والإغاثية للضحايا المدنيين". من جانبها عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان وزعه مكتبها الإقليمي بعمان الجمعة، عن قلقها العميق إزاء اشتداد القتال في مدينة "تعز" اليمنية.. لافتة إلى أن مناطق مدنية بالمدينة تشهد قصفاً عشوائياً وتتعرض البنية التحتية الأساسية للدمار. ونقل البيان عن أوليفييه شاسو رئيس البعثة الفرعية للجنة في "تعز" دعوته للأطراف الميدانية بالمدينة بضرورة السماح بالمرور الآمن لسيارات الإسعاف والعاملين في المجال الطبي والعاملين في الإغاثة كي يتسنى إنقاذ أرواح الناس وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة. ووفقا للبيان، وصف شاسو الوضع الصحي في المحافظة بأنه "مترد" للغاية.. لافتاً في الوقت ذاته إلى أن اللجنة الدولية تتعرض لصعوبات جمة في توزيع الإمدادات الطبية والجراحية المنقذة للحياة على عدد من المستشفيات في تعز. من جهته قال خضر عمر رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن بالنيابة: إن الفرق الطبية عرضت حياتها للخطر على مدى الأسبوعين الماضين، إذ شقت طريقها وسط القتال والقصف الجوي والقناصة من أجل الوصول إلى الجرحى.. وهذا أمر غير مقبول. من جانب آخر تستعد القوات الشرعية المؤيدة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وبدعم دول التحالف العربي لإطلاق عملية عسكرية لتحرير محافظة مأرب، شرقي العاصمة صنعاء، من المتمردين الحوثيين وميليشيات صالح.. وقالت مصادر عسكرية وفي المقاومة ل"الرياض": ان تعزيزات عسكرية وصلت بالفعل إلى محافظة مأرب، قادمة من منفذ شرورة الحدودي مع المملكة. وأوضحت المصادر أن التعزيزات التي وصلت الجمعة لتنضم الى القوات التي تدفقت خلال الايام الماضية تضم مدرعات حديثة الصنع وأطقم مسلحة، وناقلات جند بالإضافة إلى عربات حديثة تستخدم في الرصد، لافتاً إلى أنها ستنضم إلى القوات التي قدمت في وقت سابق. وتعد السيطرة على مأرب مدخلاً رئيسياً لاستعادة صنعاء من أيدي المتمردين، مما يفتح الطريق عبر محافظة الجوف إلى صعدة، معقل الحوثيين. وتسيطر القوات الشرعية والمقاومة على أغلبية محافظة مأرب، وما زالت تخوض اشتباكات يومية مع ميليشيات الحوثي وصالح على التخوم المؤدية إلى محافظتي شبوة والبيضاء وسط البلاد. من جهة أخرى، تمكنت المقاومة الشعبية في مأرب من القبض على نجل أحد القياديين الحوثيين البارزين. وأوضح مصدر في المقاومة، أنه تم القبض على "فؤاد" نجل القيادي الحوثي محمد محمد حزام وهو في طريقه إلى المهرة للهروب إلى عمان. وفي محافظة الحديدة، شن المسلحون الحوثيون والموالون لصالح امس قصفاً عنيفاً على عرى إحدى قرى قبيلة الزرانيق. وذكرت مصادر محلية ل"الرياض" ان المليشيات قصفت بالأسلحة الثقيلة قرية الكيدية بمديرية بيت الفقيه منذ مساء الجمعة وحتى امس السبت. وكانت مواجهات عنيفة اندلعت الثلاثاء الماضي بين الحوثيين وقبيلة الرزانيق الثلاثاء الماضي بمنطقة القوقر في بيت الفقيه. وقتل وجرح عدد من المسلحين في المواجهات التي أفضت إلى فرار المسلحين الحوثيين؛ ليعودوا بعدها بتعزيزات عسكرية ضخمة مكونة من قوة بشرية وآليات عسكرية تسببت في تجدد المواجهات صباح الأربعاء.
مشاركة :