تأجيل اقتناء الآباء ما يحتاجه أبناؤهم من أدوات مكتبية للحظات الأخيرة، أصبح سلوكا سنويا لهم، حيث يعد الازدحام الذي تشهده هذه المحال عند بدء الدراسة، دليلا واضحا على سوء التخطيط والتنظيم. وعلى الرغم من أن تاريخ بدء الدراسة معروف، ويفترض ألا يفاجئ أحدا بموعده المعلوم منذ أمد طويل، مما يعني منح فرص كافية للتفكير في اختيار هذه المستلزمات ثم شرائها في هدوء ودقة، إلا أن غالبية أولياء الأمور لا يقدمون على التسوق إلا في آخر لحظة. فالتأخر في الشراء إلى اللحظات الأخيرة يجعل ولي الأمر معرضا للاستغلال من قبل التجار، إضافة إلى أنه يقع في فخ الازدحامات، والاختناقات المرورية. ورصدت "الاقتصادية" خلال جولة ميدانية على القرطاسيات ومحال بيع الأدوات المكتبية ومراكز التخفيضات (أبو ريالين) في العاصمة الرياض، أن كثيرا من هذه المحال علقت لافتات أمام محالها تعلن عن تخفيضات كبيرة للأدوات المدرسية. يأتي ذلك في الوقت الذي حذر عاملون في سوق القرطاسيات من البضائع رخيصة الثمن التي تتعرض للتلف سريعا، التي ربما تلحق ضررا بالأطفال بسبب تركيباتها، كتشكيلة الألوان المائية التي تنبعث منها روائح تصيب الأطفال بالحساسية، حيث يضطر أولياء الأمور إلى شراء هذه السلع لتدني أسعارها. واشتكى عاملون في محال بيع الأدوات المدرسية، من مشاركة محال التخفيضات والأسوأ التموينات في بيع الأدوات المكتبية، مشيرين إلى أنها أسهمت في انخفاض مبيعاتهم. وقال إبراهيم بن سعد صاحب مكتبة لبيع الأدوات المدرسية: "إن كثيرا من محال بيع الأدوات المدرسية، ومع أول أيام الدراسة سعى إلى تقديم تخفيضات على الأدوات المدرسية، لجذب الزبائن والتخلص من الكميات المخزنة، حيث إننا كأصحاب لهذه المكتبات نسعى إلى تصريف هذه الكميات، لاستقبال الأدوات والموديلات الجديدة للعام الدراسي المقبل". وأوضح ابن سعد إلى أن كثيرا من هذه المكتبات لم تقتصر على بيع الأدوات المدرسية فقط، بل تقديم خدمات للمعلمين والمعلمات، والمساهمة في تحضير الدروس، مشيرا إلى أن المستثمرين يحرصون سنويا خلال هذا الموسم على توفير الأدوات والمستلزمات المدرسية كافة من أقلام ودفاتر وحقائب وكتب لمواكبة حجم الطلب العالي في موسم العودة للمدارس التي تمثل الفرصة الحقيقية للمكتبات بالوصول إلى نسب عالية من المبيعات تغطي فترة الركود أثناء الإجازات من أجل تغطية المصروفات لدى التجار ولتجعل السوق السعودية الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط والخليج استهلاكا للأدوات المكتبية.
مشاركة :