د. أمل مصطفى : الدنيا تغيرت ….!!!!

  • 1/16/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما كنا صغار كانت تردد امى على مسامعنا عباره لم ادركها الا عندما كبرت كانت تقول لنا أن الدنيا صعبه فأضحكوا فى وجه أبيكم عندما يعود الى البيت فالعالم فى الخارج موحش جدا وقاسى ..!! ولم ندرك معانى تلك الكلمات الا عندما خرجنا الى هذا العالم واعتصرتنا تحدياته وتغيراته ونكباته .. يتردد على مسامعنا دائما الدنيا تغيرت ، الزمن تغير ، كلما شاهدنا أمرا مختلفا واحداث غير متوقعه ، وتغيرات لا يرضى القلب والعقل بوجودها فتخرج تنهيده من اعماق القلب بها حسره بجمله الدنيا تغيرت!! فأصبحت الدنيا هى الشماعه التى نعلق عليها اخطائنا وسوء اخلاقنا وتردى قيمنا ومبادئنا .. فمن الذى تغير نحن ام الدنيا سؤال نطرحه ونتأمل اجابته بواقعيه.. نرى ان الدنيا وما تحتويه من زمن ثابته لا تتغير فالدنيا ليست بعاقل حتى يحدث فيها تغير ، فهى تحتوى على اربع فصول ثابته كما هى ، وشمس تشرق علينا بالنور والدفىء كل صباح وقمر يسطع ليغمر الليل نورا وبهاء ، وبحر كاتم لأسرارنا ، ونهر شافى لأجسادنا ، وجبال رواسى لا تتبدل ، وسماء يأخذنا صفائها ، ونجوم بالليل تهمس لنا وتراقبنا ، نرى الدنيا بمخلوقات الله فيها ونعمه ثابته تؤدى مهامها المكلفه بها بمنتهى الدقه، تسبح الأشجار ، وتتفتح الأزهار وتتعطر الدنيا برياحينها مشرقه مبهجه جميله هى الدنيا بنعم الله فيها .. عندما نرى بواقعيه الدنيا التى نفترى عليها بالتغير نجد ان الذى تغير هو الإنسان بقيمه وعاداته وتقاليده واخلاقه .. هل الدنيا تغيرت عندما يؤذى الجار جاره ولا يشعر بوجوده ولا حتى يعرفه ليلقى عليه السلام على الرغم ان نبينا الكريم أوصى بالجار حين قال (مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه) .. هل تغيرت الدنيا عندما تغيرت القلوب واصبحت مغموره بالحقد والحسد بسبب الاموال والجاه والنفوذ والكل لا يشغله ما يملكه ومابيديه من نعم اكثر ما يشغله ما الذى بيدِ غيره ليحسده ويستكتر النعمه عليه .. هل نتهم الدنيا بالتغيير عندما يهجر الإبن والديه ويقسو عليهم ، ويضعهم فى دار للعجزه والمسنين دون اى رعايه او حتى تقدير واحترام لأيام السهر والشقا التى بذلوها من اجله .. اه يدنيا كم انتى مظلومه بيننا عندما اصبحت المصالح هى اساس العلاقات حتى بين الإخوات والأقارب ، عندما استهان الصغير بالكبير ولم يوقره ويحترمه ، واحتقر الكبير الصغير واستضعفه ولم يرحمه ، فبأى عين فينا نعتب على الدنيا بالتغيير والعيب فينا يغمرنا ، قتلتنا الأنانيه وروح التملك وقضت على الإنسانيه فينا ، ونسينا الحب والود والعطاء والمعانى الراقيه الساميه التى خلق الانسان بها ليعمر بها الدنيا التى يتهمها ويلقى عليها بالتغيير ..!! نغنى ونقول شعرا فى وطننا ونحن نلوثه بمخلفاتنا نلقيها من البيوت والشبابيك غير مبالين كم الألم الذى يعانيه الوطن من سلوكياتنا واستهتارنا ، غير الألفاظ الغريبه النابيه التى لايخلوا شارع منها ..!! من تغير اذا من الذى تبدل وتحول وخالف نظام الكون ؟ انت ايها الانسان ام الدنيا ؟؟ والاجابه الوحيده على هذا السؤال الذى. سيظل يتردد بدواخلنا قول الإمام الشافعى : نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا، وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا . وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ ، وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا. وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ ، وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا..!!!

مشاركة :