تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الثلاثاء المقبل الموافق 19 يناير، بعيد الغطاس، وهو من أهم أعياد المسيحيين الأرثوذوكس بعد عيد الميلاد المجيد والقيامة، ومن الأعياد السيدية الكبرى أى الخاصة بالسيد المسيح، ويُطلق عليه عدة أسماء منها عيد تعميد المسيح، وعيد الظهور الإلهي، ويحتفل الأقباط بهذا العيد نظرًا لأن المسيح قَبِلَ العماد فيه بالتغطيس، بحسب الاعتقاد المسيحي.ويقول القس أرميا حلمى، راعى كنيسة الأنبا بولا بأرض الجولف: أُطلق على عيد الغطاس مسمى الغطاس نسبة للتغطيس بالمعمودية، وسمى بالظهور الالهى لأن فيه ظهر الثالوث المقدس الابن « السيد المسيح « في نهر الأردن، والأب في صوت من السماء يقول هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررتن والروح القدس نازلا ومستقرا عليه مثل حمامة أثناء معمودية المسيح، وهو السر الأول في أسرار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو السر الذى بدونه لا يقدر الإنسان ولا يحق له ممارسة باقى الأسرار، وتعود أهميته إلى أن السيد المسيح تمم عمل الفداء بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات وعلينا كما قال معلمنا بولس الرسول أن نشترك في آلامه ونتشبه بموته عن طريق المعمودية.وتابع «حلمى» في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": وهناك آيه أخرى بالكتاب المقدس عن المعمودية والحياة الجديدة من خلال المعمودية وهى «مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِى الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِى فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِى أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ»، إذًا المعمودية هى تجعلنا نشبه المسيح في موته ودفنه.وعن فاعلية وأهمية المعمودية قال «حلمى»، إنها الميلاد الثانى وهى شرط أساسى للدخول إلى ملكوت السموات وذلك كما جاء بالكتاب المقدس «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ» وبذلك أصبحت المعمودية شرطا أساسيا للتمتع بالخلاص الذى أتمه السيد المسيح حسب وصيته من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدان لأن الإيمان لا بد أن يسبق المعمودية وهذا ما تفعله الكنيسة مع الكبار.وعن شروط المعمودية قال «حلمى»: أهم شروط المعمودية الإيمان السليم ولذلك نقول قانون الإيمان في المعمودية وأن تكون باسم الأب والابن والروح القدس وأن تكون على يد كاهن شرعى لأن الآباء الرسل هم من قاموا بممارسة المعمودية في الكنيسة الأولى والمعمودية لازمة وحتمية للخلاص وليست مجرد علامة مثل من دخلوا فلك نوح والفلك كان في الماء وكل من دخل الفلك خلصوا ومن خارج الفلك غرقوا وماء المعمودية ليس لإزالة وسخ الجسد ولكن لتجديد الضمير ليكون صالح.وعن التغطيس قال «حلمى» إن الكتاب المقدس يذكر أن السيد المسيح لما اعتمد صعد من الماء إذا كان نازلا بكامل جسده في الماء والمعمودية ترمز للدفن مع المسيح بالنزول داخل جرن المعمدية بكامل الجسد، لذلك نقول بالتغطيس كاملا في المعمودية.احتفالات الكنائس بعيد الغطاس واتخذت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العديد من الإجراءات الاحترازية الواجبة لمواجهة فيروس كورونا المستجد مثل اقتصار قداسات عيد الغطاس على ٢٠ فردا فقط بمشاركة الكهنة بكنائس القاهرة والإسكندرية مع إقامة قداس واحد أسبوعيا ويقتصر على الكهنة وما لا يزيد على خمسة شمامسة فقط.وأعلنت الإيبارشيات المختلفة على مستوى المحافظات طرق الاحتفال بعيد الغطاس حسب الوضع الصحى لكل إيبارشية وحسب تعليمات البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.ومن ضمن الإيبارشيات التى منعت الحضور الشعبى في احتفالات عيد الغطاس مطرانية الإسماعيلة حيث أصدر الأنبا ساروفيم أسقف الإسماعيلية قرارات خاصة بصلاة عيد الغطاس حيث قرر عدم حضور الشعب نهائيا وارتداء الشمامسة كمامات واتخاذ الإجراءات الاحترازية لتفادى عدوى فيرس كورونا وشدد الأنبا سارفيم في بيان رسمى على عدم حضور العلمانيين نهائيا قاصدا وجود الخدام من الشمامسة فقط.فيما أكد الأنبا مقار أسقف الشرقية ومدينة العاشر باستمرار صلوات القداسات في الكنائس بالحجز على أن يكون فرد في كل ديسك وتقتصر صلوات قداسى عيدالميلاد وعيد الغطاس على الآباء الكهنة وخورس الشمامسة فقط. وقد أعلن الأنبا إسحق أسقف طما وتوابعها على اقتصار احتفالات عيد الغطاس بإقامة صّلوات القداسٌ الإلهى فقط، مع الالتزام التام بالإجراءات الوقائية.
مشاركة :