نظر زوجى لى وقال: فكرى يا زينة وتمهلى يمكن تكونى حامل ردت أمى: لاهى متاكدة أنها مش حاملاتصل بى مرة أخرى من رقم أخر وقال لي: اسمعى لدقيقة لقد تغيرت الأموو أنا الآن أجلس مع كبارات البلد وعارضين على أبقى وزير أو اختار الوزراء معقولة يا مولانا.. دا عمايل شيخ فى مقامك وسنك، دى عمايل مراهقين.. كان زوجى السابق مرتبكا ومتوترا جدا1- الطلاق جاء أليعين أدى وتكرت حشود المعرن,‘ وإن٠ عايابه السلفيون‘ وبعد ذلك بأسبوع طلب محامى أبى لقاءنا‘ حين جاء المحامى عرفنا أن زوجى اتصل به وسأله عن الولاية والوصاية على أموالى لأنه زوجى‘ صرخت: النصاب عايز يسرق فلوسى بعد ما سرق عمرى‘ رد المحامى بهدوء: اهدئى يا بنتى فأنت بلغت السن القانونية ولم تعدى فى حاجة لوصى عيد ميلادك كان ١٠ ديسمبر ٢٠١٠.. قلت لنفسى: آه إذن مرت أكثر من أريع سنوات وأنا فى سجن هذا العجوز المتصابى‘ أربع سنوات من المهانة والإذلال والموت البطىء‘ أفقت من تأملاتى على صوت المحامى: يا بنتى أنا كت أمرك فى أى حاجة لو أنت عايزة.لأعد جع اذثيلتأاًكا ئقذيشيد الطهثو كلغنى كل ما أملك‘ فقال لى أخى الاكبر: ما تخافيش أنا مش هاسيبك على ذمة هذا المتصابى.بعد كام يوم جاءنا اثنان من أقاربنا فى الصعيد من أبناء عم أبى. أحدهما الحاج سعد وكان عضو مجلس الشعب وقد ترشح فى دائرتنا بالصعيد بعد رفض أخى الترشح والعمل بالسياسة‘ والآخر مدير أمن فى محافظة صعيدية أخرى غير محافظتنا. بدأ عمى سعد الكلام: اسمعوا يا ولادى ويا ست سميرة‘ إحنا عارفين أن والدكم ترككم رجالا وأغنياء ما شاء الله‘ ولكن العزوة مهمة وإحنا أهل. رد أخى الأكبر: طبعا يا عمى إحنا نتشرف بكم. عاد عمى يقول لى: والكلام دا موجهة للخ يا رينة يا بنتى بالتحديد‘ قلت مندهشة: أنا يا عمى اشمعنا؟.رد عمى: إحنا قرينا قوى إحنا وأبوك فى الفترة الأخيرة‘ قل ت نم ٠٠ ٠٠٠وهو كان قلقان عليك وحاسدس إنك تعبانة فى زواجك‘ وأوعى تخافى وتقولى دا شيخ وليه مريدين‘ عائلتك تسد عين الشمس‘ وأضاف عمى: مطش يا بنتى دا مش تدخل فى حياتك‘ بس واجبنا نقف معاك. قلت له: أبدا أنا ءاةفعلا اتطلة, ٠ما تدخا أ خ الأك: نعلا عايزة فعلا اتطلق ومن زمان‘ وتدخل أخى الأكبر: فعلا عايزين نخلص الموضوع دا يا عمى‘ وقال أخى لأعمامى: انتودبستوا أنفسكم خليكوا مدشرفنا حتى ننهى الموضوع‘ قام أخى بالاتصال بزوجى‘ وسأله أن يشرفنا اليوم على العشاء‘ فوافق زوجى. علق أخى الأصغر: مش قلته فيه أكلأكيدهييجى.جاء زوجى وتعرف علىأعمامى‘ وجلسنا على العشاء‘ فحاول أن يحدثنى أكثر من مرة وأنا صامتة‘ تولى عمى زمام ا كديث الودى: لازم تشرفنا يا شيخ إحنا ما شاء الله ٥٠٠ بيت‘ ٣٠٠ فى ٣ قرى من المركز‘ والباقى ف بقية القرى غير النسايب والغروع. قال زوجى: ما شاء الله فقد قال رسولنا الكريم (تكاثروا فانى مباهى بكم الأمم)‘ سألنى زوجى: هل سافرت إلى الصعيد يا زينتى‘ ككى,سابعد الغذاء انتقلنا إلى القاعة الشرقية‘ كان أهلى قد أعدوا العدة وحاصروا الرجل. جلس أعمامى بجواره واحد على اليمين والآخرعلى الشمال وجلس أحى فى مواجهته وأنا وأمى بجانبه‘ وتوزع شقيقى الآخرين بجوار بابى القاعة. كانت أمى قد أعدت القاعة مثل أيام أبى..الفاكهة و المكسرات والتمر‘ وكانت روح أبى ترفرف على القاعة.وبدأ أخى اكوار: يا شيخنا أنت من تعلمنا ديننا على يديك‘ وأوصنا أبى باتباع فتاويك‘ فرد زوجى: بارك الله فيك يا بنى. أكمل أخى: واحنا أهل قبل النسب ولكن زينة مصرة على طلب الطلاق‘ وأنت أعلم بالقاعدة الشرعية (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) بدت الدهشة على وجه زوجى‘ قال: توقعت غضبها بسبب زواجى من فتاة مسلمة فقيرة‘ قال أخى: واحدة أو اثنين مش مهم. المهم أن زينة مصرة على الطلاق‘ قال زوجى مراوغا: إن أبغض اكلال عند الله الطلاق‘ فرد عمى ا كاج سعد : الله يحب أن تؤتى رخصه‘ وأكمل عمى مدير الأمن: ومعلوماتى يا شيخ أنك طلقت ثلاث أو أربع مرات قبل كده. أسرع زوجى بالقول: كل حاجة ولها ظروفها‘ وأنا وزينة كنا نعيش فى سعادة ووفاق تام‘ ولم أتصور أن تصر على الطلاق لأننى تزوجت عليها مسلمة أردت أن أسترها من اكاجة‘ وليس عن شهوة أو نقص فى زوجتى زينة الستات. رد أخى: لقد تزوجت مرتين وليس مرة واحدة.نظر زوجني وقال: فكرىهيا زينة وشهلى مكن تكى حامل، ردت أمى: لا هى متأكدة أنها مش حامل.تدخل عمى مدير الأمن: وقال يا شيخنا ابنتنا لا تصر على الطلاق لعيب أو نقص فيك لا سمح الله، ولكنها أخبرت والدتها برغبتها فى الطلاق قبل وفاة والدها. التقت زوجى لى وقال فى توسل: ألا تفغرين لى هفوة الزواج دون علمك، فردت: أريد الطلاق سواء تزوجت واحدة أو عشرة. تدخل عمى سعد وقال للشيخ: مرة أخرى: إن رينة لا تعيب عليك خلقا، ولذلك ينبغى عليها رد المهر وكل ما أخذته منك فهذه هى السنة النبوية، فرد زوجى: وهل تعوضنى ملايين الأرض عن زينة القلب والروح، ثم إننى رجل يعمل لآخرته فما حاجتى للمال، فسا دع أخى الاكبر بالقول: طبعا يا شيخ أنت لا تريد، ولكننا لا نريد أن يذسئد..يبي-ج؛ةتمثلاوج والهدايا وكل شىء. قالت أمى: الشبكة وكل المجوهرات والأموال التى أعطاها لها الشيخ كت أمره وفى حقيبة من الآن. قال زوجى: أنا لم أيأس بعد من أن تعود زينة إلى رشدها، فقال أخى: يا شيخ قد حاولت أنا وأمى مرات وخلال أشهر بدون فائدة، وهى محدرة على الطلاق وقد تأكدت من أنها ليست حاملا، وصدقنى يا شيخنا لو كان هناك أمل لما طلبنا منك الطلاق. مهل زوجى وقال: إن أبغض اكلال عند الله الطلاق، ويعلم الله أن قلبى كزين على فراقك يا رينة، ولكن لاراد لقضاء الله، والهدايا لزينة، ولا أطلب سوى المهر والعفش وثمن العشقة، فلم أستطع أن أعيش فيها بعدك يا رينة. تبفست الصعداء حينما سمعته يقولذلك، فقال أخى الاكبر: اكمد لله على كل شئء، نقول يا شيخ المهر والعفش مليون جنيه، و٢ مليون ثمن العشقة. رد الشيخ: اللى أنت عايزه يعلم الله ما فى قلبى من حزن وهم أولا لغراقزينتى، وثانيا كوفى عليها مما ينتظرها بعد طلاقها الثانى. كشرت عن أنيابى فأسرع عمى سعد قائلا: ((ولو ععشرمرات البنت المتربية تعرف كمى نفسها وكط صوابعها فى عين اللى يحاول يتجرأ عليها». تد خل عمى ا للوا ء قائلا بهدوء: لا تقلق يا شيخ إحنا نعرف نحمى بنتنا كويس، قالت أمى: وهو الشيخ غريب عنا، جاء المأذون والمحامى، وفوجئ بهما الشيخ، وتغير وجهه، ولكن أخى عاجلا قائلا: على فكرة يا شيخنا فى مليون جنيه تانية توزعها على الفقراء صدقة على روح أبى واستمرارا لعاداته. قال عمى: ربنا يدم المحبةبيذذا.تم الطلاق ووقعت أنا وزوجى السابق على ورقتين إحداهما إبراء له من كل مستحقاتى، وا لأخرى بأن الشيخ قد حصل على المهروكل ما منحه لى. أما الورقة الثالثة فوقعتها أمى بعشراء العشقة من زوجى.فألكص-لاب.صاربت.مة ومهمة فى شقة الزوجية، فردت أمى: اتفضل البيت بيتك. ذهبت أمى وأخى وأنا إلى شقتى، ودخل العشيخ إلى غرفة نومنا، وفتح دولابه وطلب شنطة كبيرة، وظل أكثر من نصف ساعة ينقل الأموال الموجودة فى حقائب جلدية وشنط بلاستيك أو ملفوفة فى ورق جرائد. بعدها فتح درجا صغيرا وأخذ منه أدوية ومراهم حرص على إخفائها عن أعيننا. نلم بدأ فى جمع ملابسه. اقترب شيخ البورنو من دولابى فقلت له: عايز إيه من دولابى، فقال: فى شنطة تخصنى، أخذ حقيبة الأموال.ثم نظر لى قائلا: لقد طلقت حسب رغبتك ولم أعد قادرا على استردادك إلا بعقد جديد، فكرى بهدوء وسوف تصبح كل هذه ا لأموا ل كت قدميك، قلت له متشكرين وفر فلوسك للزواج من بنات سوريا، وعلى فكرة يا شيخ ليه ما تتزوج بنات الصومال المسلمات، ولا موصفلك بنات سوريا، قال أخى: لا داعى لمثل هذا الكلام. اتفضل يا شيخنا اتعدشى معانا فنحن أهل، فشكره زوجى السابقورحل.عدنا إلى شقتنا نتبادل التهانى والكل يبارك لى، قلت: أنا مش مصدقة إنه وافق بالسرعة دى، قال أخى الأصغر: ما هو لهف ٤ ملايين جنيه خسارة فيه. رد أخى الأكبر: لا مش الفلوس بس، وجود أعمامى كان له عامل كبير، ردت أمى: فعلا إحنا مش عارفين نشكركم إزاى، فقال عمى سعد: عشينى أنا جعان. ضحكنا جميعا وقلت وأنا كمان.على العشا ء سألت أمى عمى: ليه ما نزلتش الانتخابات دى، قال: مش دورى، إحنا عندنا اتفاق عائلات، تدخل عمى مدير الأمن وقال: أحسن المجلس ده شكله مش هيعمر. تكلموا كثيرا عن ناس جداد فى اكزب الوطنى ولكننى لم أفهم معظم ما قالوه.. ثم قال أخى الأكبر: وأنت يا زينة ناوية تعملى إيه، قلت بسرعة: مش عارفة، قال عمى سعد: أنت لسة صغيرة واللى زيك لسة متخرج من اسامعة، قلت: بس أنا يا عمى ما دخلتش اسامعة، رد ولا أنا بدير مصنع والدتك. أنت سكن تعملى مشروع وعندك أكبر جامعة اخواتك.رد أخى الأكبر مستعد من دلوقتى. تدخلت أمى قائلة: خذى كورسات فى اسامعة الأمريكية فى إدارة الأعمال أنت بتعرفى إنجليزى وفرنساوى. رد عمى مدير الأمن: ما شاء الله، فيه ألف طريق يا زينة المهم تنسى الماضى، وما تفكريش غير فى المستقبل إن شاء ا لله.فى هذه الليلة لم أستطع النوم تخيلت نغسى مديرة لمصنع كبير، أوقع أوراقا كثيرة ولا أترك التليفون وأرأس الاجتماعات. تخيلت نغسى أترجم كتبا وأحصل على جوائز مثل اسائزة التى حصلت عليها فى المدرسة..أخيرا أنا حرة.حين حصلت على قسيمة الطلاق البائن شعرت أننى كنت على سفر بعيد مضنى ومرهق وعدت أخيرا إلى بيتى، أو أننى طالبة قضيت عاما كاملا فى الدراسة ليل نهار، كنت أقضى أيامى فى استرخاء.. ما بين النوم واللعب مع أبناء أخى الاكبر، ونزلت مرة أو اثنين معماما وجينا زوجةأخى.2- كواليس الماضي رغم سعادتى بخلاضى من شيخ البورنو، إلا أن الكوا ليدس كانت تداهمنى أحيانا حتى فى نهارى ويقظتى. كنت أتذكرأفعاله بجسدى وأشعر بلعابه لا يزال على جلدى فأقوم من فورى للحمام، وأظل أحك جسدى كله بالليفة حتى يحمروترتفع درجة حرارتى.مرة أخرى تذكرت حين دخل على العجوز المتصابى مرة وهو يضحك ويقول لى: ما رأيك يا زينتى لو نعيد ليلتنا الأولى، سألته إزاى٠أخرج كيسا من جيبه وقال: تعودى بكرا، فهذا الغشاء لا يحتاج إلى طبيب وسهل الاستخدام وحلال، قلت له وأنا أجرى من أمامه: مش سكن، وأوعى تقرب وجريت من الغرفة، فسارع ورائى واسترضانى قائلا: أنت عتيدة ومع ذلك سأتركك تفكرين فى ا لأمر.بعدها بأسبوع عاد لموضوع الغشاء وقال لى: فى اسنة اكور العين يعدن بكرا بعد كل مضاجعة، ولا بأس لو امتعتى نوجك اكبيب يا زينتى، فقلت له باكية: لو بتحبنى ارحمنى وابعد عنى اكاجات دى، وروح أتزوج كام واحدة بكر.كتت أنام مرعوية من٠أن يجبرنى على الغشاء ولا٦ro٩٠أعرف كيف أتصرف ساعتها.٠٠١فى أحد الأيام فتحت أمى غرفة . نومئوهى تقول: جت اللى هبتزلك..أمتى‘انتقضت مع على سريرى، وأخدتها ب باكضن‘ قالت وهى تضحك: يا عبيطة-*تتزوجى الراجل الضفدعة مبروك على. ;الطلاق، قلت لها وحدشانى وعايزة أحلب،ال ي٠لك.٠ ردت: مدس هدا استحمى دسرعةfعشان ننزل ظللنا طوال النهار وحتى العاشرة مساء ما بين محلات ومطعم وأنا أحلبن لزينب. لم أشعر بحزن بسبب تعليقات زينب الساخرة، حكيت لها ما لم أحكه لأمى عن نزوات شيخ البورنو. عن ا لأيام السودة التى أ جبرنى على الاستحمام معه، قالت زينب «يا عبيطة دى كانت فرصة تفرقيه فى البانيو وتخلصى منه، وحكيت لها حكاية عشا ء البكارة، فقالت: كنت قولى له ما كطه أنت، حكيت لها عندما كان يفتح فخذيه و يجعلنى أجلس بظهرى بينهما ساعة أو أكثر وأنا خائفة أن يأتى من اكلف، قالت زينب: دى حركات عشان يقوى شهوته.. لدى زينب إجابة لكل ه.كانت زينب ككى لى عما يحدث فى البلد، فى دعوة لمظاهرات زى ما حصل فى تونس‘ كنت أشعرأننى برة الدنيا.. نصحتنى زينب ألا أقضى وقتى كله فى قراءة القرآن.. اقرئى روايات والا شوفى المسلسلات.. اجمعى ما بين الدنيا والدين.3- جوة الدنياخرجت رغما عنى من القوقعة التى كنت أعيش فيها، الناس كلها بتتكلم على اللى بيحصل فى ميدان التحرير، ناس فرحانة وناس قلقانة وخايفة، زينب كانت متحمسة وأصرت أن نذهب للميدان. اعترضت أمى، فطمأنتها زينب: هنروح يا طنحل مع أخى أشرف.^“^^:؛^٠ س٠رف وزينب بشإ؛^^^,1 ؛ العديد:رمسيسIIمم^ن^ا.-;٦م..٦ر٦ح_كا-’٦ك’.رذخفقم شجعنىدر■- ذس د٦درن صهد 1شدق١ء,أشرف، وعرفنا على مجموعة من الشباب والشابات،فى البداية افتكروا إنى أجنبية لملامحى الأوروبية.. كنت كالأطرش فى الزفة وهم مختلفون على أشياء كثيرة أهمها وجود الإخوان. تشجعت وقلت: بابا الله يرحمه كان يكره الإخوان ويقول إنهم يستغلون الدين، ردت شابة: دول مش وطنيين، ردت أخرى: ولا السلفيين اللى طلعوا من اسحور، رد شاب آخر: دول جايين من وراء شيوخهم السلفيين معظمهم ضد اكروج على اكاكم. كانت المناقشات ساخنة يس الناس كانت متفائلة، رغم الزحام لم يتحرش بى أحد أو يضاقنى. جاء وقت الغذاء، فقال أشرف لزملائه: النهاردة الغذا على زينة دى من الرأسمالية الوطنية، أسرعت بإخراج ورق من فئة ال_٢٠٠ جنيه، فضحكوا وقال أحدهم واسمه شريف: إيه كل ده..أشرف بيهزرمعاك، وأضاف: يس العزومة مقبولة.. أعطى ٢٠٠ جنيه فقط لواحد منهم وقاله: زى المعتاد،، ثم نظر لأسرة قربنا وقال بصوت مسموع: الغذاء النهاردة علينا. جاء الغذاء وكان سندويتشات فول وطعمية. أكلنا ونحن نضحك وقال شريف: لما الثورة تنجح مش هنأخذ شركات زينة افتكروا الغدوة دى. ضحكت.. أمضيت وقتا رائعا.. شعرت أننى جوه الدنيا ونسيت كل ما مررت به.. عدنا إلى البيت قبل المساء.كانت المناقشات فى البيت لا تنقطع، وكنت أسمع وأحاول أن أفهم.. رعم القلق ومشاكل العمال فى مصانعنا إلا أننى كنت سعيدة لأننى لم أعد تلك الفتاة الجاهلة حبيسة أفكار القاعة الشرقية وأكاذيب الشيخ.ذهبنا مرة أخرى للميدان وتقابلنا مع شريف ووقت الغداء جمعنا فلوس من بعض وأكلنا كشرى، وعزمنا شريف على عصير قصب طئج_لاأ,لاحظ شريف أننى لا أنتقل من مكانى، فاقترح على أن نقوم بجولة فى الميدان.. تقابلنا مع ناس كثيرة من كل الأعمار والفئات، كان شريف يعالج جهلى بطريقة لطيفة، ويقدم لى معلومات عن كل من نقابلهم دون أن أسأل.حين رأيت واحدأ سلفيا بدا على الخوف، فسألنى شريف: تعرفيه، قلت: أعرف واحد زيه، فقال: ماتخافدش طول ما أنت وسط الناس الطيبين دول ما تخافيش، حتى لو وحدك ما تخافيش عشان مغدش حد لوحده، رينا ما بيسبشحد لوحده.شريف متزوج من فتاة سمراء جميلة اسمها هويدا، وهو يناديها، بامكومة، قال لى ونحن نعود لأصدقائه: أنا يد٠يأتنيثة وحيد أمى وأبوى.. وتزوجت معاهم فى شقتهم، لولا كده كان لازم إما أسافر برة أو اشتغل عشر سنين أشغال شاقة.. حكيت له باختصار حكايتى: فقال: ولا يهمك أنت برضه أحسن من غيرك، ولولا أن أهلك أغنياء وعائلة كبيرة كان الراجل النصاب ده بهدلك وسابك معلقة، رددت: ألف حمد وشكر لك يارب.لم أنغمس فى السياسة، لأننى كنت أريد أن أعرف آلاف الأشياء من حولى، ,كتت أبدد أن أكون فى قلب الدنيا، بدأت بمشاهدة المسلسلات التى رشحتها لى زينب، واكتشفت أن زوجة أخى الأوسطالتى لاتتكلم كثيرا تعرف كل الممثلين والكتاب، شفنا مع بهـض أرابيسك وليالى الحلمية والعائلة ومين ما يحبش فاطمة، وهى تحب هذا المسلسل كثيرا أن اسمها فاطمة. شاهدت مسلسلات كثيرة على التليفزيون أو الكمبيوتر، كانت فاطمة دليلى فى معرفة أشياء كثيرة.*شدتنى إلى الروايات العربية لأننى كنت اقرأ روايات أجنبية فقط، وغرقت فى قصعى وروايات يوسفا إدردس، بكيت كثيرا مع رواية امرام وتأملت التناقض فى التعامل مع النساء فى رواية العيب، وأدركتأنماًساتى هينة مقارنة بالفقر والظلم الذى يعيشه بعض المصريين. لم أشعر برور الأيام والأشهر فقد كنت فى حاجة لعمر آخر لأعوض كل ما فاتنى، وأنا حبيسة آراء الشيخ المتصابى أو بيته.4- عودة شيخ البورنوكانت زينب ماول شدى للسياسة مكى لى عن الأحزاب اسديدة وخريطة السياسة. حزنت لأن أمثال زوجى من السلفيين ظهروا على السطح وأصبحوا قوة.رأيت الشيخ المتصابى على شاشة التليفزيون يعظ اللشباب وينصحهم بأن طريق املاص هو العودة للسلفالصالح.من الأيام الصعبة فى حياتى يوم مظاهرة (قندهار) والتى ضمت كل تيارات الإسلاميين، وأعلامهم السوداء وهتافاتهم لا مدنية ولا اشتراكية.. مصر إسلامية، هل بكن أن مكمنا عشيرة مولانا النصاب، نفلكنى خوف حقيقى ولأول مرة أفكر فى السفر لباريس والعيش عند أقارب أمى هناك. شتمتنى زينب عندما حكيت لها وقالت لى: مين دا اللى يخلينا نسيب البلد، دول يندفنوا فيها يا شاطرة.فوجئنا بزيارة غريبة ومفاجئة من إخوتى من أبى، بعد الترحيب قال أكبرهم لأمى: يا حاجة سميرة أنا عاتب على حضرتك إن أختنا تتطلق واحنا ما نعرفش، ردت أمى: أنا بلغت عماتك وهما يقولوا لكل الناس. رد: يعنى إحنا زى الأغراب وملناش رأى فى حياة أختنا. ردت أمى: لا.. الجواز والطلاق ما حدش ليه رأى إلا هى. تدخلت فى اموار وقلت له غاضبة: أنا لما قررت الزواج منه ما حدش منعنى ولم أقرر الطلاق برضه محدش له دعوة. رد أخى: أنا لا أقصد الوصاية ولكن مولانا زعلان ودا راجل كله بركة، قلت له: زوجه بنتك مش برضه عندها ١٥، ١٦ سنة. جاء أخى الاكبر فأصر على أن نتناول الغداء، وبعد أن هدأت النفوس قال لإخوتى من أبى: بابا الله يرحمه لم يكن يجبر لا بنت ولا ولد على زواج أو طلاق، ونحن أخوة وتأكدوا لو كنت احتجت لكم لاتصلت بكم فورا.. علمنا من إخوتى أن شيخ البورنو طلب منهم التوسط لنتزوج من جديد، قال أخى الاكبر لإخوتى: عشان تعرفوا كل حاجة الشيخ تنزج على أختى مرتين بدون علمها، والمرة الأخيرة كانت بعد وفاة أبى بأيام، وطلق زوجته السورية الأولى بعد أربعة أشهر. إحنا عايزين نبعد أختى عن اماجات دى، وأكيد أختكم أقرب لكم من الشيخ، فرد أكبر إخوتى من أبى: فعلا بس دى حاجة غريبة إحنا نعرف أن مولانا كان هيموت ثةسثرةياًئثثئة الشيخ، فبدأو لمندهشين فقامت أمى وأحضرت الأوراق التى وقعها زوجى السابق، فازدادوا دهشة، وقال أكبرهم: إزاى مولانا يعمل كدة على العموم إحنا معاك يا زينة فى أى قرار، فقلت: قولوا له ينسى تماما زينة.بعد هذه الزيارة بأيام اتصل بى رقم غريب فلما رددت سمعت صوت شيخ البورنو: السلام عليكم يا زينتى هل وصلت رسالتى فقلت ورفضت، ولا أريد أن أسمع صوتك مرة أخرى، قال لى: أى شيطان سكن فى عقلك وقلبك، فقلت له: أكيد أنت تعرفه أكثر منى. سكت فجأة ثم سألنى: هل ترين برامجى فى التليفزيون، فقلت: لا أنا بطلت ينضحك على. وبالمناسبة لو اتصلت بى تانى.. أنا هاتصل بأهلى فى الصعيد وهم يتصرفوا معاك، وأنهيت المكالمة.. اتصل بى مرة أخرى من رقم آخر: وقال لى اسمعى لدقدقة لقد تغيرت الأمور، أنا الآن أجلس مع كبارات البلد وعارضين عتى أبقى وزيرأو اختارالوزراء، وأريد أن أعيدك، فأنا مشتاق لليالينا. انهرت بعد هذه المكالمة وحكيت لأهلى، فقالت أمى دنا هاكلم عمى.5- النجأة..أ كا- حلأ ٠ل’لأدما ناد ال٠دا ات لا نلتذ دأهله عم أمى كان رجلا مدشغولا دوما ونادر الزيارات، ولا يلتقى بأهله إلا فى أيام الأعياد حيث نذهب جميعاً إلى بيت عائلة أمى فى الأرياف.. كنا نعرف منذ صغرنا أن عمى يعمل فى جهة مهمة وممنوع أن نوجه له أى سؤال عن شغله وأولاده لا يتحدثون عن عمله أبدا، وحين علم عم أمى بزواجى من الشيخ غضب غضبا شديدا، واتصل بأبى، وقال له: كنت احبسها فى البيت أحسن من المصيبة دى، وقد اتخذت منه موقفا بعد هذا الكلام.اتصلت أمى به أكثر من مرةولم يكن فى البيت، ثم قالت لزوجته: الراجل النصاب اللى عامل شيخ بيهدد بنتى ترجع له بالعافية، خلاص مش همه حد. فى الثالثة صباحا اتصل عم أمى، وحكت له باختصار الموضوع، وقالت له: أنا عارفة اللى أنت فيه، دس الراجل دا دش هيسبنا فى حالنا، اتصل به، غضب عم أمى وقال لها: من إمتى يا سميرة باتصل بحد وأطلب حاجة منه. شوفى هدير موعد عندكم لمدة ساعة ونصلف، رتبى من هذا النصاب ولا تقولى له إنى جاى، وشوفى حد مع اسيران يحضر المقابلة معانا، رشحت أمى المستشار والد زينب فقال عمى: أوك راجل محترم، خلى ابنك الكبير يكلمه ويأخذ الموعد بعد بكرة الساعة ١٠ مساء. رتبت أمى كل شئء، وقبل التاسعة اتصل عم أمى وقال لها: قدامى من ١٠ إلى٢٠ دقيقة حضرى العدشاء.. كنت أخدشى من مقابلته، ولكن حين دخل الصالون أخذنى فى حضنه وقال لى: ما تخافيش وهو درس واتعلمتى منه. كان الإرهاق بادى على ملامحه، ولكن عينيه كانت تلمعان بوميض غريب، لم يأكل عم أمى كثيرا، ولكنه كان يتذوق من كل صنفه، وقال لنا ضاحكا: أنا جاى آكل طبيخ بيتى، بقى لى كام شهر باكل من المطاعم. عرف عمى أننى نزلت مظاهرات التحرير وضحك وقال احكى لى اطربينى، حكينا لعمى زواجه من سورية سرا عدشان اكرب، فقال سوريا إيه، من صربيا أصل فيه عائلات مسلمة بتسيب صربيا عدشان الاضطهاد الدينى، وهما بيضحكوا عليهم باسم الدين ويتزوجوا بناتهن بتواب الفلوس.جاء المستشار قبل الشيخ، قشرح له عمى الموضوع، وطبيعة المطلوب منه. قال عمى: بيهددها فاكر البلد يقت لهم، رد المستشار: هم طايحين فى البلد هم والإخوان، قال عمى بهدوء: يا سيادة المستشار إحنا بنتعلم من مقالاتك، أنت قارئ تاريخ، والتاريخ بيقول لنا إن مصرأكبر من دن يبلعها تيارأو استعمار، هم فاكرين إنهم بلعوا البلد فىكرشهم، بكرة تشوف الناسهتعمل فيهم إيه.دخل زوجى السابق الصالون ففوجئ بوجود عم أمى معنا، وسارع بالسلام عليه باحترام مبالغ فيه: إيه المفاجأة السعيدة يا أفندم، فقال عمى: أنا ما قلتش لهم أننى أعرف مولانا، قدم عمى والد زينب قائلا: جارنا المستشار (....)، وأنا دعيتك ليه يا سيادة المستشار عشان تبقى وكيلى، لو مولانا فى أى يوم أو أى جلسة قال إنى جبته وهددته تبقى ترد غيبتى يا سيادة المستشاررد زوجى السابق: العفو يا أفندم معرفتك شرف فى كل اكالات، قال عمى: أنا هنا فى بيت ابنة أخى. علق المستشارقائلا: دس أنت صغير فى السن على حكاية العم، فرد عمى: أبويا الله يرحمه اتزوج أمى بعد أكثر من ثلاثين سنة من زواجه بأم أخوتى.. استطاع زوجى السابق أن يتماسك وقال: حضرتك عم ست الستات سميرة، ونعم الأهل والعم.قال عمى موجهاًكلامه لزوجى السابق: أنا عاتب عليك يا مولانا، لقد وقع الطلاق البائن بينك وبين زينة بنتهى الاحترام، وحصلت على حقوقك وأكثر، وفاتت شهور، لما اتصلت بأخواتها تعرض الزواج ثانيا رعم رفضها فهذا لايعيبك. ثم نظر عمى للمستشاروقال: لكن تصور يا سيادة المستشار أن مولانا يتصل بزينة وقد صارت غريبة عنه شرعا، ويقول لها كلاماًلا يجوز، التفت عمى فجأة إلى وسألنى: هو قالك إيه يا زينة بدون كسوف. قلت: قالى يا زينتى وحبيبتى وأمل حياتى وأنه مشتاق لليالينا، ضحك المستشار رغما عنه، أسرع عمى بالقول: معقولة يا مولانا.. دا عمايل شيخ فى مقامك وسنك، دى عمايل مراهقين.. كان زوجى السابق مرتبكا ومتوترا جدا. لم بهله عمى وعاد يقول للمستشار: ثم تصوريا سيادة المستشارأنه يهددها لتعود ليه ويقول لها إنه بيجلس مع كبارات البلد وبيتحيلوا عليه يبقى وزير، وأن الوضع اتغير. ايدض وجه شيخ البورنو، وقال لعمى: تهديد إيه لا سمح الله، دنا كنت أقصد ترغيبها فى العودة إلى.قال عمى: اسمع يا مولانا أنا هاقول لك اكلاصة.. زينة اللى كنت تعرفها واتزوجتك حبا فى الله ماتت، مش موجودة، أوعى تفتكر إن التغيير أنها خلعت اكجاب ولا لبست بنطلون. لايا مولانا زينة اللى قاعدة قدامك نزلت ميدان التحرير ولها أصحاب من زعماء الشباب بيطلعوا فى التليفزيون زيك بالظبط، وشايغين أنهم أحق بالسلطة زيك بالضبط، قاطع زوجى السابق كلام عمى وهو ببقول: يا أفندم سلطة إيه وحكم إيه إحنا ناس بتوع رينا. رد عمى: كلنا بتوع رينا، وأنا تدخلت رعم ظروف شغلى علشان خايف علببك.. افرض أن سميرة ما اتصلنش بى، واتصلوا بأهلهم فى الصعيد، رد أخى الاكبر: فكرنا طبعا يا عمى، ونندخل أخى الأصغر: والصعيد ليه إحنا مش قليلين والبلطجية بقوا أكثر من الهم على القلب، قال عمى لأخى: عيب الكلام ده، ثم التقت إلى نوجى السابق الذى كاد أن السابق مرتبكا يغمىءليه:د شقت هيا مولانا دول سباب ودى أختهم، والبلد صحدح ومدوددا بدافكت، وس دا سكن يكون دك أوءليك.رد زوجى السابق: يعلم الله أننى قصدت إعادة الست رينة با كسنى وبنية حلال.قال عمى: شوف يا مولانا زينة سكن تكلم أصحابها وتطلع فى التليفزيون وككى حكايتها معاك وتهديدك لها، قلت لعمى: وكمان بيأخذ تمويلأ أ جنبياً.. ضحك عمى والمستشار وقال عمى: ما شاء الله زينة عرفت التمويل الأجنبى.. ثم التقت لزوجى السابق قائلا: شفت يا مولانا، ومش بعيد تكون مسجلة مكالمتك، اسيل ده صعب تتوقع خطوته الثانية وما حدش عارف زينة بقت فى ٦ إبريل ولا كفاية ولا مع «الاشتراكيين الثوريين»، وانتو يا مولانا جداد فى الصورة، ويرش حمل شوشرة.. عشان كده النصيحة المخلصة لك إنك تنسى أنك عرفت فى يوم من الأيام واحدة اسمها زينة عزت، ولو شفتها اعمل نفسك ما تعرفهاش، والشاعر بيقول داويها بالتى كانت الداء، سكن تتزوج بنات الإسلام بتوع صرييا ولا العشيشان، اخفض زوجى السابق رأسه، وقام عمى فجأة وسلم على المستشار وقال له: تشرفت بلقائك وهنتقابل إن شاء الله يا سيادة المستشار ونكمل المناقشة، ثم سلم على زوجى: معلش يا مولانا دش هأقدر أقعد معاك، دس إحنا بئتقابل، قبانى عمى وقبل رأسى وقال لى: يا بئتى حافظى على نفسك وبلاش تهور ولو احتجتى أى حاجة كلمينى، ثم سلم على إخوتى وأمى، قال لها: خدى بالك من البنت دش عايزها تخرج من حفرة تقع فى واحدة تانية.غادر روجى السابق بغير رجعة، لم يطلبنى ولم أسمع صوته. مالكت نغسى مرة أخرى وحاولت أن أشق لنفسى طريقا فى قلب الدنيا. هل أعمل مع إخوتى أو أعمل مشروءاًأو أعود للدراسة، لم أفكر فى السياسة لأنها محتاجة شجاعة وأنا رعم كل شيء كنت لا أزال أشعر بخوف ما، نغسى أعمل حاجة، دس دش عارفة إيه هى.. نغسى أعمل حاجة مسح سنوات الذل التى عشتها معه.. نغسى أفضحه هووكل اللى زيه..ببارب أرشدنى للصالح ولا تكلنى لنفسى طرفة عين، فإننى لا أحسن التدبير.الأسبوع المقبل: فى عيادة الطبيب النفسى
مشاركة :