أفادت حركة طالبان الأفغانية اليوم (الأحد) بأنها ناقشت مع قطر والولايات المتحدة الوضع الراهن في أفغانستان وأهمية تنفيذ بنود اتفاق الدوحة للسلام، محذرة من أن عدم التنفيذ الكامل للاتفاق سيكون له تأثير سلبي على مفاوضات السلام الأفغانية. وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة محمد نعيم، في تغريدة على حسابه بموقع ((تويتر))، إن اجتماعا متعدد الأطراف عقد بعد ظهر أمس السبت في الدوحة. وأضاف نعيم أن الاجتماع شارك فيه نائب زعيم الحركة ورئيس مكتبها السياسي في الدوحة الملا عبدالغني برادار ورئيس فريق التفاوض لمباحثات السلام الأفغانية الشيخ عبد الحكيم حقاني والوفد المرافق لهما، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والمبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد وقائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر والوفد المرافق لهم. وذكر أن الاجتماع ناقش أهمية اتفاق الدوحة، المبرم بين واشنطن والحركة، وتنفيذه، والوضع الراهن في البلاد، مشيرا إلى أن الأطراف الثلاثة شددوا على أن القضايا يجب حلها من خلال الحوار وأن على الجميع أداء مسؤولياتهم في هذا الصدد، دون مزيد من الإيضاح. وأفاد نعيم في تغريدة أخرى بأن لقاء عقد بين الملا برادار وحقاني وخليل زاد وميلر، ناقش بالتفصيل أهمية اتفاق الدوحة والتنفيذ الجيد والكامل لجميع مواده، وتطرق على وجه الخصوص لموضوع الإفراج عن باقي سجناء طالبان وإنهاء القائمة السوداء کونهما من أهم البنود الرئيسية للاتفاق. ولفت إلى أن طالبان شددت على أن عدم اتخاذ خطوات عملية في التنفيذ الكامل للاتفاق بشكل عام وبشكل خاص بشأن هاتين المسألتين اللتین كانا من المفترض أن يتم الانتهاء منهما الآن، سيكون له تأثير سلبي على عملية التفاوض الجارية بين الأفغان، على حد قوله. ويأتي هذا الاجتماع بعد 11 يوما من انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات السلام الأفغانية المباشرة بين وفدي حكومة أفغانستان وحركة طالبان بالعاصمة القطرية، لبحث موضوعات أجندة عمل المفاوضات وتوحيدها وترتيبها. وبحسب قناة ((طلوع نيوز)) الأفغانية، فلم يُحرز أي تقدم حتى الآن في وضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال المفاوضات، في حين ازدادت حدة العنف في البلاد. وكانت الشرطة المحلية قد أكدت اليوم مقتل ضابط شرطة بعد أن أطلق ضابطان متسللان من طالبان النار عليه في منزله بقرية بانجبيران في منطقة جورم في مقاطعة بدخشان شمالي أفغانستان. كما قتل 12 فردا من الميليشيا الموالية للحكومة في هجوم مماثل بمنطقة غوريان في مقاطعة هراة غربي البلاد، في وقت متأخر أمس السبت. وفي حادث منفصل، قتلت امرأة وأصيب 11 شخصا آخرون عندما استهدفت قذيفة هاون منزلا في قرية بمنطقة كوشان في هراة بعد ظهر السبت خلال معركة مسلحة بين قوات الأمن ومسلحي حركة طالبان. ووقعت الولايات المتحدة وطالبان اتفاق الدوحة للسلام في أفغانستان بنهاية فبراير العام الماضي والتزمت فيه واشنطن بسحب قواتها تدريجيا من البلاد وصولا للانسحاب الكامل بحلول مايو المقبل. في المقابل، التزمت طالبان بشروط بينها قطع علاقاتها مع الجماعات الإرهابية وعدم استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات على واشنطن وحلفائها، والبدء بمفاوضات أفغانية داخلية تناقش وقف إطلاق النار الدائم والشامل ومستقبل الخارطة السياسية للبلاد.