أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن المنطقة العربية ما زالت تعاني من تدخلات خطيرة من جانب قوى إقليمية في شؤونها الداخلية، محذرا من خطورة ما أدت إليه هذه التدخلات من إشاعة حالة من عدم الاستقرار بالمنطقة.وأشار في كلمة ألقاها أمام جلسة مجلس الأمن الدولي، عبر تقنية الاتصال المرئي أمس، لمناقشة (التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية)، برئاسة وزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان الجرندي، حيث تتولى تونس رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر. وحذر أبو الغيط خطورة الوضع في اليمن، خاصة من الناحية الإنسانية، مؤكدا أن الحل السياسي على أساس المرجعيات الثلاث التي ارتضاها اليمنيون أنفسهم، يظل السبيل الوحيد لإنهاء الصراع ومعالجة هذا الوضع الإنساني المتردي.وأضاف «إن مبادرة تشكيل الحكومة التي جاءت بعد مفاوضات رعتها السعودية بادرة إيجابية على إنهاء حالة الانقسام، تمهيدا لإجراء مفاوضات الحل الشامل»، مضيفا «إن هذا الحل ممكن؛ لأن الشعب اليمني يريده ويسعى إليه، وليس من مصلحة أي يمني أن يستخدم هذا البلد منصة لتهديد جيرانه في الخليج».وشدد الأمين العام للجامعة العربية على ضرورة أن يضمن الحل الشامل المستدام وحدة اليمن وسيادته واستقلال قراره الوطني، وضمان سيادة علاقات حسن الجوار مع جيرانه في الإقليم كافة.وفي شأن القضية الفلسطينية، قال أبو الغيط «إنها لازالت دون تسوية في الأفق، بعدما تعرضت صيغة حل الدولتين للتهميش من قبل الوسيط الرئيس في عملية السلام، وهو ما شجع المحتل على تكثيف نشاطه الاستيطاني والتلويح بمشروعات خطيرة وهدامة مثل ضم الأراضي المحتلة».وأضاف «إن المجتمع الدولي، ممثلا في هذا المجلس، لا زال يعد وبالإجماع حل الدولتين الصيغة الوحيدة المقبولة لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، داعيا الأطراف المعنية بالسلام في الشرق الأوسط لبذل الجهد من أجل إعادة التأكيد على هذا الحل.وشدد الأمين العام للجامعة العربية على وقوف الجامعة بثبات في دعمها للحقوق المائية لكل من مصر والسودان، والوصول إلى اتفاق قانوني وملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة عبر مسار المفاوضات، وبعيدا عن الخطوات أحادية الجانب، وبشكل يراعي مصالح الأطراف كافة.