جو بايدن يتولى رئاسة أمريكا اليوم وسط أزمات تعصف بها

  • 1/20/2021
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عندما سيعتلي الرئيس المنتخب جو بايدن منصة التنصيب اليوم فإنه سيؤكد في خطابه المنتظر «توحيد البلاد»، لكن هذه الكلمة لن تمر بسهولة، فالانقسام وصل إلى حد التمرد على نتائج الانتخابات، بينما شهد الكونجرس اقتحاما يمثل اعتداء على أقوى ديمقراطية في العالم.وسيواجه بايدن، الذي سيتولى الحكم في الولايات المتحدة اليوم، جملة من المشكلات المستعصية التي واجهها عدد قليل من أسلافه عند تنصيبه.بعض هذه الأزمات مثل وباء كوفيد-19 والانكماش الاقتصادي ظرفية ومترابطة، وبعضها الآخر كالانقسامات السياسية والعنصرية يعود إلى عقود.وعندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما أشرف بايدن على حزمة إنعاش اقتصادي ضخمة بعد الأزمة المالية عام 2009 التي ألقت بظلها على بداية ولايتهما. لكنّ التحدي مختلف تماما هذه المرة. وقالت شيرلي آن وارشو أستاذة العلوم السياسية في كلية جيتيسبرج: «يجب أن يدير الأزمة الاقتصادية فيما يحاول تلقيح 300 مليون شخص بينما يقود دولة منقسمة بشكل خطر». غير أن الأمر الأكثر خطورة هو الأجواء المشحونة منذ الفترة الانتقالية، وخاصة مع مزاعم ترامب وأنصاره أن الانتخابات قد سرقت، الأمر الذي لم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.ويخشى البعض من حدوث أزمة في البلاد، ذلك أن التشكيك في نتائج الانتخابات يعني أن الرئيس الفائز مطعون في شرعيته، على الأقل لدى فئة من الشعب، وهذا ما قد يكون مقدمة لإثارة القلاقل.ويعتقد كثيرون من أنصار ترامب أن بايدن فاز في الانتخابات عن طريق التزوير، رغم أن القضاء الأمريكي أسقط كل الدعاوى التي طعنت بصحة النتائج.ولفت ديفيد فاربر أستاذ التاريخ في جامعة كنساس إلى أن «الولايات المتحدة لم تعرف أزمة شرعية سياسية كهذه منذ تنصيب أبراهام لنكولن» عام 1861، الذي أطلق شرارة الحرب الأهلية الأمريكية. وأضاف المؤرخ أنه إن كان بعض الجمهوريين قد نأوا بأنفسهم أخيرا عن الملياردير المتهور، «فسيبقى قوة صاخبة، قد تستمر طوال فترة إدارة بايدن التي لن يسعها الكثير حيال ذلك». ويحفل تاريخ الانتخابات الأمريكية بنزاعات عديدة على خلفية نتائج الانتخابات، لكن واحدة منها وصلت إلى حد الحرب الأهلية عام 1860.وربما يحتاج توحيد الأمة الأمريكية إلى اتخاذ تدابير عقابية أقل شدة، وهذا ما قد يذهب إليه بايدن، على ما يقول خبيرة الشؤون السياسية الأمريكية أليسون رينتل، التي توقعت أن يثير الأمر خيبة الذين يطالبون بإنزال أشد العقوبات على مقتحمي الكونجرس وداعميهم.ورغم أن بايدن اعتاد إلقاء الكلمات طوال العقود في مبنى الكونجرس، حيث كان عضوا في مجلس الشيوخ، لكن الكلمات التي سيلقيها في خطاب التنصيب اليوم ستكون أكثر أهمية بكثير.ويخاطر الديمقراطي الذي وعد بتحقيق «مصالحة في أمريكا» أيضا بمواجهة حقيقة وجود «نظامين إعلاميين مختلفين يقدمان للناس رؤيتين مختلفتين للعالم» وفقا للخبيرة في الشؤون السياسية ماري ستوكي من جامعة ولاية بنسلفانيا.

مشاركة :